«بيئة أبوظبي» تنشئ قاعدة بيانات لانبعاثات الغازات الدفيئة

(أبوظبي) - أعلنت هيئة البيئة–أبوظبي عزمها إنشاء قاعدة بيانات تفصيلية للغازات الدفيئة المنتجة على مستوى إمارة أبوظبي، تفيد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لخفض الانبعاثات، حيث بدأت خلال الربع الثاني من العام الجاري، مشروع جرد انبعاثات الغازات الدفيئة وتحديد القطاعات الأكثر إنتاجا لها. وقالت المهندسة شيخة الحوسني، مديرة إدارة الهواء والتغير المناخي في الهيئة، إن المشروع يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات تفصيلية ودقيقة للغازات الدفيئة المنتجة على مستوى الإمارة، تفيد في وضع الخطط والاستراتيجيات لخفض انبعاث الغازات الدفيئة المتسببة في ظاهرة التغير المناخي، والمتمثلة في غاز ثاني أكسيد الكربون، والميثان، والمركبات الهيدروكلوروفلورية والمركبات البيروفلوروكربونية ومركبات سداسي فلوريد الكبريت وغيرها. وأكدت لـ «الاتحاد» أن مبادرة جرد انبعاثات الغازات الدفيئة تتماشى مع الأولويات الاستراتيجية للهيئة، كونها تساهم في معرفة مستويات انبعاث هذه الغازات، وذلك دعماً لجهود الدولة للإيفاء بالتزاماتها في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وأشارت إلى أن الهيئة نظمت ورشة عمل تشاورية بشأن هذا المشروع، مع مختلف الجهات المعنية على المستويين المحلي والاتحادي، بهدف استعراض خطة عمل المشروع والخطوات القادمة للتنفيذ، إضافة إلى الدعم اللازم توفيره من قبل هذه الجهات لإنجاحه والوصول إلى تحقيق النتائج المرجوة. وتشمل خطة العمل قائمة من القطاعات الرئيسية المستهدفة في المشروع، وهي خمسة قطاعات منتجة للغازات الدفيئة تتمثل في الطاقة، واستخدام الأراضي والغابات، وإدارة النفايات، والزراعة والقطاع الصناعي، حيث سيتم جرد الانبعاثات وفقاً للإرشادات الصادرة من الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، بشأن آلية جمع وجرد انبعاثات الغازات الدفيئة، أسوة بما يتم تنفيذه في إعداد البلاغ الوطني على مستوى الدولة. وأوضحت الحوسني أن جرد الانبعاثات يوفر بيانات حديثة ودقيقة ومحددة حول الغازات التي يتسبب فيها كل قطاع، مشيرة إلى أنه سيتم اعتماد المنهجية التي استخدمها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، كما سيتم الأخذ بعين الاعتبار الظروف والمتطلبات المحلية، وفي الوقت نفسه تطبيق أفضل الممارسات الدولية. وقالت إن هذا المشروع سيعمل على بناء القدرات الوطنية من خلال توفير فرص تدريبية عن طريق هيئات دولية متخصصة في هذا المجال، حيث سيغطي التدريب آليات جمع البيانات وتحليل النتائج وفقاً لأفضل الممارسات، وسيشمل المشاركين من الجهات المعنية في هذا المشروع، إضافة إلى طلاب الجامعات ذوي الاختصاصات في مجال العلوم البيئية، بهدف إشراكهم في دراسات ميدانية واقعية يستفيدون منها خلال دراستهم. وأكدت الحوسني أنه سيتم إطلاع الجهات المعنية وشركاء الهيئة على بيانات ومخرجات المشروع، التي ستساهم في وضع السياسات والبرامج والمبادرات الفعالة لتقليل الانبعاثات في مختلف القطاعات. جدير بالذكر أن الغازات الدفيئة هي، غازات توجد في الغلاف الجوي وتتميز بقدرتها على امتصاص الأشعة التي تفقدها الأرض «الأشعة تحت الحمراء» فتقلل انتقال الحرارة من الأرض إلى الفضاء، ما يساعد على تسخين جو الأرض وبالتالي زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري. وستساعد مبادرة جرد انبعاثات الغازات الدفيئة في إمارة أبوظبي، حكومة الإمارة على وضع الاستراتيجيات والسياسات لتقييم ورصد مستويات الانبعاثات، وكذلك المصادر المستهلكة التي تمتص الغازات الدفيئة.