الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أفلام بيئية من الشرق ضمن برنامج «عالمنا» في المهرجان

أفلام بيئية من الشرق ضمن برنامج «عالمنا» في المهرجان
16 أكتوبر 2011 09:18
(أبوظبي)- قد لا يعرف الكثيرون أن الأفلام البيئية، هي محط اهتمام عالمي، لأنها ذات صلة وثيقة بحياة الانسان والطبيعة والأرض، وما يحيط بها من مقومات رئيسية كالهواء والأنهار والبحار، وارتباط ذلك بقضايا الجفاف وانحسار المياه في العالم، وغيرها مما يشكل أهمية بالنسبة لعنصر الاستدامة، ومن ذلك أصبح لهذه الأفلام مهرجانات لها لجان تحكيم وجوائز، ومؤتمرات، ولهذا وجدنا في السنوات الخمس الأخيرة أن العديد من الهيئات والمؤسسات اهتمت بعلاقة السينما بالمجال البيئي، وعلى المستوى العربي، ربما يتصدر “مهرجان النيل الدولي لأفلام البيئة” قائمة المهرجانات المهتمة بقضايا البيئة، الى جانب العديد من المهرجانات البيئية في المغرب وتونس وغيرهما، وعلى المستوى الدولي، ربما تكون مدينة السينما “هوليوود”، هي الأقرب لهذه القضية، بعد أن أدركت في السنوات الأخيرة أهمية هذا الموضوع فتبنت العديد من القضايا البيئية من خلال خطوات لرفع درجة التلوث البيئي في استوديوهاتها، ومنها التزام بتخفيض كمية الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة ثلاثة بالمئة واستبدال عربات “الترام” التي تعمل بالديزل في مدينة الملاهي التابعة لها بعربات أقل ضررا بالبيئة، كما اتجهت لتخفيض المشاريع البيئية الناتجة عن الفضلات الناجمة عن عمليات التصوير والانتاج، ومن ذلك ما قدمته من أفلام خاصة بالبيئة، ولعل أهمها ما قدّمه نائب الرئيس الأميركي الأسبق “آل غور” والذي نال عنه جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي يتطرق لظاهرة الاحتباس الحراري بعنوان NCONVENATE TR TH مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي لم يكن بعيدا عن قضايا البيئة وأفلامها منذ انطلاقته قبل خمسة أعوام، ففي دورته الثانية أطلق برنامجا خاصا للافلام البيئية، بالتعاون مع هيئة البيئة بأبوظبي، وهيئة وايلد سكرين في المملكة المتحدة، التي تتبنى مشروع المحافظة على الحيوانات المهددة بالانقراض، وتضمن برنامج عروض الافلام البيئية ستة أفلام من الامارات والولايات المتحدة وكندا وفرنسا. وقد تصدر فيلم “المها روح الصحراء المحررة” للمخرج الاماراتي بدر بن حرسي قائمة تلك الافلام، ومن خلاله تم القاء الأنوار الكاشفة على حياة المها العربي وجهود الامارات الرسمية في حماية هذا الحيوان التراثي الذي يتمتع اليوم بحياة آمنة في عدة محميات طبيعية وبخاصة جزيرة بني ياس، وذلك بفضل الجهود الحثيثة التي بذلها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. تلا ذلك فيلم من أميركا بعنوان “مع التيار في حب المياه” لمخرجته “ايرينا سالينا”، وعرضت كندا فيلما بعنوان “انقاذ لونا” من اخراج سوزان تشيشولم ومايكل بارفيت، وعرض شريط الفيلم علاقة الدلافين والحيتان بالانسان، والأثر الجميل الذي تحدثه هذه العلاقة التي تؤشر ايضا الى أهمية جمعيات الرفق بالحيوان. بالنظر الى الدورة الحالية من المهرجان، فقد تقدمت كثيرا نحو الاهتمام بالافلام البيئية، ونحو تحقيق منافسة بين الافلام المشاركة، فقد خصص برنامجا متكاملا لها تحت عنوان (عالمنا)، بعد أن كان في دورات سابقة يحمل اسم (ما الذي نرتكبه بحق كوكبنا؟)، كما أن هذا البرنامج الذي تنظمه ادارة المهرجان بشراكة مع (مصدر) سيفتح المجال أمام الافلام المشاركة للتنافس على جائزة مالية بقيمة 15000 ألف دولار، ستمنح للفيلم الذي يحقق ثقافة بيئية تخدم مجال توعية الناس بالقضايا البيئية التي تهم العالم، وكيفية المحافظة عليها من عوامل التلوث وتحقيق الاستدامة الشاملة. ونظرة سريعة على الافلام البيئية التي ستعرض للجمهور في هذا البرنامج، نجد أن فيلم “عتمة المدينة” من وثائقيات سينما البيئة الامريكية يتصدر القائمة، والفيلم مدته 84 دقيقة، ناطق بالانجليزية لمخرجته “آفي جيني”، والشريط بمجمله يحذر من واحدة من أخطر القضايا البيئية ذات الصلة بالتلوث الضوئي في المنزل والمدينة، وأثر ذلك على حياة الانسان وفكره وداخله الانساني، وقد حاز الفيلم على اعجاب وتقدير جماهيري ونقدي اثناء عرضه في ساوث باي ساوث ويست. كما يتضمن البرنامج فيلما أمريكيا بعنوان “باك” لمخرجته “سيندي ميهل” ومدته 88 دقيقة وناطق بالانجليزية، وشريطه ذات صلة بالخيول، وعالم الفروسية، وعلاقة الانسان بهذه البيئة بما فيها من خصوصية ومفردات ونقاء طبيعة، والكشف عن أثر البيئة المحيطة بحياة الجياد. وتتجلى متعة مشاهدة الافلام البيئية في متابعة الفيلم الالماني بعنوانه اللافت “تذوق الفضلات” لمخرجه “فالنتين ثورن” في 88 دقيقة، الذي يعقد في شريط ناطق بعدة لغات: الانجليزية والالمانية والفرنسية والايطالية واليابانية مقارنة بين الجوع والتخمة، مستوحيا من المجاعة التي يعيشها شعب الصومال، فكرة فيلمه التي تقوم على التحذير من الهدر الغذائي، في ظل سعي العالم المتحضر للانتصار في تحقيق مشروع الامن الغذائي العالمي، والنظر الى قضية عالمية مهمة تتلخص في أن نصف ما ينتجه البشر من غذاء، يذهب هدرا الى (مكبات النفايات) وان هناك فرص ثمينة أمامنا لاستغلال ذلك في صالح البشرية وجوعى العالم ومتشرديه. ومن الافلام المهمة في هذا البرنامج فيلم بعنوان “اذا وقعت شجرة: قصة جبهة تحرير الارض” من الولايات المتحدة لمخرجيه مارشال كاري وسام كولمان. شريط الفيلم مدته 85 دقيقة، ويتناول باختصار الاخطار التي تتهدد الغابات والاشجار من جانب الشركات الكبيرة، واثر ذلك على الارض والهواء والانسان. ويلاحظ من هذه العروض هو أنها تقع في خانة الافلام الطويلة، وبذلك هي تجمع بين الجانب الروائي والتوثيقي، وابراز اهمية المكان في الطبيعة. هذه هي الافلام التي تطرح أمام المتفرج العديد من القضايا البيئية البحتة، فيما يمكن أن نلمح بعض الجوانب والمجالات البيئية المختفية في ثنايا بعض افلام المهرجان ومنها فيلم بعنوان “بكين محاصرة بالقمامة” من الصين، لمخرجه “وانغ ليانغ جيو”، كذلك فيلم “الجبل الاخير” لمخرجه “بيل هاني”، وفيلم “قرصان البيئة: قصة بول واطسن” لمخرجه “تريش دولمان” من اعمال السينما الكندية، وهناك العديد من الافلام القصيرة التي تتصل بشكل أو بآخر بقضايا بيئية ذات صلة بحياة الانسان والطبيعة وما بها من كواكب وجبال وأنهار ومحيطات وغير ذلك من مؤثرات تلعب دورها المهم في الجانب البيئي. ان مهرجان أبوظبي السينمائي يسجل من خلال اهتمامه بعروض وبرنامج الافلام البيئية نجاحا آخر يضاف الى سلسلة نجاحاته التي تبدو في تطوير فكر وثقافة المهرجان واستفادته من ظواهر كثيرة ومنها هذه الظاهرة التي تحقق واحدا من أهداف الحدث، وهو تضمين المفاهيم البيئية في الاعمال الفنية عامة، وفي السينما بصفة خاصة، والاستفادة مما طرحته المدارس الفنية وبخاصة الافلام المشاركة من بريطانيا والولايات المتحدة، حيث تتقدم تجربتهما في هذا المجال من حيث التناول والمعالجة والاسلوبية والجانب التوثيقي والاحترافية في تسجيل القضايا البيئية لجانب الصورة والاخراج والتعبير السينمائي واستخدام المؤثرات الصوتية، وان كنا في هذا السياق نطمح الى مزيد من الافلام الاماراتية المخصصة لموضوع البيئة، على اعتبار أن قضية البيئة والمحافظة عليها أصبحت اليوم على أجندة اهتمام العالم بأسره، شعوبا وحكومات مما يستلزم حشد الطاقات والبرامج والمشاريع لتطوير النظر الى هذه القضية التي تصبح فيها السينما خير وسيلة تعبيرية وتوعوية لجذب المتفرجين وتأسيس قاعدة جماهيرية لهذه النوعية من الافلام كما يحدث مع الافلام الروائية، مستذكرين على الدوام ان الامارات من الدول التي تولي هذا الجانب اهتماما رسميا مما يحتم على السينما المحلية ان تلحق بقطار هذا المشروع الثقافي الجليل، لنرى مع الوقت المزيد من الافلام البيئية ومن ثم توسيع رقعة وحجم وكمّ الافلام البيئية في المهرجان، بحيث تصبح المسابقة المخصصة لمثل هذه الافلام مسابقة كاملة تتضمن أفلاما كبيرة ومنافسة وتعمل على تغيير سلوكيات المجتمع تجاه البيئة التي تتعرض كل يوم للهدر والتلوث والتدمير. ولعلها دعوة مفتوحة لمزيد من الجهات البيئية في الدولة وعلى رأسها وزارة البيئة والمياه، والهيئات والمؤسسات الاخرى المهتمة بالبيئة أن تنحو باتجاه (مصدر) لتشكيل مشروع وطني لانتاج الافلام البيئية، حتى تأخذ المسألة مداها الحيوي والفني والفكري في داخل الظاهرة الاجتماعية، كما يصبح هذا الجانب ثقافي وله مساحته الحقيقية على خارطة سينما الامارات القادمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©