السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إخفاق المنتخب مسؤولية اتحاد الكرة وكاتانيتش يتحمل 20% فقط

إخفاق المنتخب مسؤولية اتحاد الكرة وكاتانيتش يتحمل 20% فقط
16 أكتوبر 2011 15:36
في «زحمة» العمل الصحفي، هناك حوارات تمضي، وأخرى تبقى، وقد يظل الصحفي يطارد «حلماً» سنوات طويلة على أمل أن يأتيه، وقد يأتي أو لا يأتي، لكنه حين يحدث، قد لا نعرف، من يحاور الآخر. هكذا كانت انطباعاتي، قبل وبعد حواري مع معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير الأشغال العامة، والقطب الرياضي، صاحب العطاءات غير المحدودة على الصعيد الرياضي، والتي تمثل علامات مضيئة في مسيرة الكرة الإماراتية. وطوال سنوات عملي في الحقل الإعلامي، كان لقاء معاليه، إحدى الأماني التي بدت صعبة أحياناً، ليس لأن معاليه عازف عن الحديث أو طرح رؤاه المختلفة، وليس لأني حاولت ولم أستطع، ولكن لأن مشاغله قد تصرفك دون أن تحاول، والأهم، أن اللقاء معه، يحتاج إلى استعداد، لا يقاس بسنوات الخبرة، ولكن بمدى القرب أو البعد من أفكار معاليه. الحوار تركز في 5 رسائل، كانت أولها للرياضة الإماراتية والتي غاب عنها الوفاء - من وجهة نظر معاليه- للشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم ، والثانية ليوسف السركال الذي أعلن ترشحه لانتخابات الاتحاد الآسيوي، حيث طالبه معاليه، بالتأكد أولاً من الدعم الرسمي على أعلى مستوى، وإلا فالانسحاب أفضل، والرسالة الثالثة كانت لظاهرة "دورينا" في النسخة الرابعة من عالم المحترفين، مارادونا، وهي رسالة جيل، تعلق بالأسطورة، فباتت مجرد رؤيته تكفي، والرابعة كانت لـ«البيت العيناوي» الذي يمثل معاليه أحد أركانه، أما الرسالة الخامسة، فلنجم منتخبنا الأولمبي، أحمد خليل في أعقاب ما تردد عما يتقاضاه مقارنة بما يقدمه. كانت تلك هي الرسائل، لكن في طياتها وبين سطورها، تنوعت البرقيات، وتعددت الرؤى، إذ لم يكن مقبولاً ونحن مع معاليه ألا نحصل للشارع الرياضي على كل ما يريد، وأن نروي شغفه بتسديدات في كل الاتجاهات، تعوض فترة الصمت الطويل، فإلى تفاصيل الحوار: من المسؤول برأي معاليكم عن الإخفاق الذي صاحب المنتخب في تصفيات مونديال 2014 بعد أن مني بثلاث خسائر متتالية آخرها أمام كوريا الجنوبية منذ أيام؟ في البداية يجب أن نجيب عن سؤال: هل أعطينا المنتخب حجمه الحقيقي قبل دخوله التصفيات؟ وهل تعرفنا على تصنيفنا في الاتحاد الدولي لكرة القدم؟، أعتقد أننا لم نتصور أننا سنحصل على المركز الأول في التصفيات، ومن ثم حصلنا على المركز الأخير حينها سنقول نعم لقد خسرنا، ولكن ما حدث أمر طبيعي، فلا يعقل أن يقدم دورينا الضعيف، والمليء بالسلبيات منتخباً قوياً، والشاهد يقول إنه كان من الصعب متابعة دوري الموسم الماضي بسبب التوقفات، والتعديلات، والمعسكرات الطويلة التي تقام للمنتخب، حتى أنني في فترة من الفترات حين كنت أتابع مباراة لم أكن أعرف في أي بطولة هي، وهنا أتساءل: هو يوجد بلد في العالم مثل البرازيل والأرجنتين تعشق كرة القدم، ومع ذلك لا نجد معسكرات طويلة لمنتخباتهم. لكن معاليك نحن خسرنا أمام منتخبي الكويت ولبنان على الرغم من تواضع المسابقات في البلدين؟ أتفق معك على أن الدوري في الكويت ولبنان ليس أفضل من دورينا، وكان من الممكن أن نفوز عليهما في التصفيات، ونتقدم الترشيحات في التأهل من هذه المجموعة، ولكن إلى أين سنذهب؟ وما تعليق معاليكم حول ما ردده الشارع الرياضي بأن المدرب السلوفيني كاتانيتش وراء إخفاق المنتخب؟ من وجهة نظري أرى أن المدرب يتحمل 20% من المسؤولية، وهذا يعني أنه إذا كان لديك فريق متميز فإنه يمكن أن تحصل على نتائج جيدة وبطولات بغض النظر عن السيرة الذاتية للمدرب، ولكن ما حدث مع كاتانيتش يؤكد أن هناك خللاً إدارياً في اتحاد الكرة، فلا يمكن أن نتقبل ما تردد بعد مباراة لبنان على أن سبب إقالة كاتانيتش جاء بعد تقييم عمل المدرب في الفترة الماضية، وليس بسبب نتيجة مباراة، لأن هذا العذر نفسه يدين اتحاد الكرة، لأنه أكد أن الاختيار كان خاطئاً منذ البداية. كيف ترى معاليك تكليف عبدالله مسفر بقيادة المنتخب في المباريات المتبقية؟ أشعر بالحزن لما وصل إليه المدربون المواطنون، وذلك بسبب التعامل غير المنطقي معهم، حيث يعاملون كمدربين طوارئ، وأرى أن الوضع برمته "مخربط"، فحين تقيل مدرباً وتأتي بآخر وفرت له العذر إذا خسر، وكان من المفترض أن تتحمل المسؤولية الكاملة مع المدرب المواطن وتعطيه فرصته من البداية، بكل أسف اتحاد الكرة "عفسنا" الموسم الماضي، ولم يكن لديه أي خطة مدروسة أو استراتيجية عمل محددة للمنتخب، وأعتقد أن السبب يعود في ذلك إلى انشغاله بمشاكله مع الرابطة، وبالتالي كان الإخفاق الأخير أمراً طبيعياً، وهنا لابد أن أشيد بقيادة مسفر للمنتخب في مباراة كوريا الجنوبية، فقد جعل المنتخب يظهر بصورة أفضل بكثير، مما كان عليه في السابق، وكان نداً قوياً لكوريا الجنوبية في فترات كثيرة من المباراة. وتحدث معاليه عن الأصوات التي شككت بولاء اللاعبين واتهمتهم بالتخاذل قائلاً: نرفض جملة وتفصيلاً التشكيك في ولاء لاعبينا، لأنهم أبناء هذا الوطن يحبونه مثلما يحبه الجميع، ولا أحد يدخل الملعب من أجل أن يتجرع مرارة الخسارة، ولو تم قياس الأمور بمنطق هؤلاء، فإن منتخب إسبانيا الفائز بكأس العالم الأخيرة هو الوحيد الذي يتمتع لاعبوه بالولاء لمنتخبهم. ومثل هذه الادعاءات باطلة والتشكيك في لاعبينا مرفوض والحديث عن هذه الامور بمثابة «خط أحمر». ماذا يقول معاليكم في الآراء التي طالبت بضم المنتخب الأولمبي إلى الأول؟ منتخبنا الأولمبي رائع، وهو أهل لثقة الشارع الرياضي، بعد النتائج التي حققها في السنوات الماضية، لكن التحول لا بد أن يكون بصورة طبيعية، ودون قرارات " عنترية"، حتى نضمن تواصل الأجيال، ولذا أطالب بعدم ضم المنتخب الأولمبي وإعطائه الفرصة الكاملة في التحول إلى الأول. ما دام أنك تطرقت إلى الرابطة، ما تعليق معاليكم حول قرار حلها؟ بكل صراحة لا أعرف ما هي الرابطة؟ وماذا كانت تفعل؟ ولا أعرف لماذا "سووها" وليش "شلّوها"، وأضيف إلى ذلك لم أكن أعرف أيضاً مالها وما عليها، وما لاتحاد الكرة وما عليه ولا عن دور الهيئة في هذه القضية؟ هل بدأنا نجني ثمار احترافنا؟ من الظلم تقييم الاحتراف حالياً، فهذا الجيل من اللاعبين كان هاوياً، وذات صباح أيقظناه وأعلمناه بأنه بات محترفاً لكرة القدم، بعد أن غصبناه على توقيع عقود الاحتراف، وفي الوقت نفسه منحناه مبالغ مالية إضافية، لكننا تناسينا أن هذا اللاعب لم يتغير عليه شيء، حتى أن "المقهى" الذي كان يرتاده لم يتغير. هذا الأمر شر لا بد منه، وهي مرحلة طبيعية وأستطيع القول إن الجيل القادم يمكن أن يمنحنا ثمار الاحتراف، وأقصد تحديداً اللاعبين الشباب. هل توافق معاليك على الرأي الشائع بأن شركات كرة القدم في الأندية وهمية؟ أوافق تماماً، لأن أغلب الأندية حتى هذه اللحظة لا تزال تنتظر الدعم الحكومي، وهذا الأمر ليس ذنب أحد، فالاتحاد الآسيوي فرض على أنديتنا هذا الواقع الأليم، وأعتقد أنه إذا كنا نريد شركات كرة قدم حقيقية في الأندية، لابد من عودة الجماهير إلى المدرجات لأنها الوحيدة القادرة على استقطاب وإقناع الرعاة، لأن معظم الرعاة الحاليين في أنديتنا يدخلون طرفاً في الرعاية تقديراً لعلاقات شخصية؟ ما الحل من وجهة نظر معاليكم لعودة الجماهير؟ الجماهير مشكلة كبيرة، وتمثل التحدي الأكبر لأي مسؤول، وهنا أقصد الجماهير وليس روابط المشجعين، لأنني ضد الفكرة الأخيرة ولم أشاهدها في كل أندية العالم، فما عرفته عن الجماهير ليس أن تحضر خمسة أشخاص يرتدون زياً موحداً ويحملون آلات موسيقية، فالجماهير هي التي تحضر من تلقاء نفسها حباً في الاستمتاع بكرة القدم، وبكل أسف هناك اتحادات وأندية في فترة سابقة حاربت الحضور الجماهيري، حين ابتدعت فكرة تخصيص عدد من الكراسي لجمهور ناد معين، وفي تقديري أن مشكلة الجماهير تتطلب دراسة متكاملة من تحليل الأسباب وتقديم الحلول، وللعلم أن سبب تركي للرياضة هو الجماهير، حين حضرت لقاء يجمع النصر والعين في عام 1997 ولم أشاهد سوى 10 مشجعين. بمناسبة أن معاليك ترك الرياضة كمسؤول ألا تفكر في العودة من جديد؟ لقد عملت في المجال الرياضي فترة طويلة وقرار الابتعاد عن الجزء الإداري في الرياضة أمر مفروغ منه، وأريد أن أستمتع بالرياضة كمشجع ومتابع، حتى لا تحترق أعصابي كمسؤول. كيف تنظر معاليك لحظوظ فرقنا في البطولة الآسيوية؟ الحديث عن البطولة الآسيوية سابق لأوانه والسؤال الأهم، هل الفرق التي ستشارك في المسابقة المقبلة سيكون هدفها المشاركة فقط؟ أعتقد أن ما حدث في مشاركة أنديتنا في الموسم الماضي لو استثنينا فريق الإمارات، أمر مرفوض، فهذه الأندية أخطأت وأساءت لكرة الإمارات، وهنا أؤكد أنه إذا كانت تلك الأندية تحبذ البطولة المحلية فلماذا تتمسك بالمشاركة في البطولة؟ أعتقد أنه لا يعقل أن نشارك بالصف الثاني ونحن لدينا فرق جيدة قادرة على المنافسة وتحقيق الطموحات، وليس من الصعب اللعب في أكثر من جهة، لأن كل فرق العالم تمر بنفس الظروف، ومن هنا يجب على اتحاد الكرة أن يحاسب كل ناد يسيء لكرة الإمارات في هذه البطولة القارية. كيف ترى معاليك الخلاف حول الاستعانة بحكام أجانب لمسابقاتنا؟ أولاً أنا من أكثر المتحمسين لحكامنا في إدارة المباريات، وأرفض تماماً الاستعانة بحكام من الخارج، ودعونا نعترف بأن التوليفة السابقة التي ضمت علي بوجسيم وسالم سعيد لم تعد موجودة الآن، وأيضاً يجب أن نعترف بأن هناك أخطاء كثيرة ومؤثرة في نتائج المباريات، لكنني متأكد أنها أخطاء غير مقصودة، وبالتالي هي تندرج تحت إطار أخطاء اللعبة. بلا شك نملك خامة جيدة من الحكام وعلينا في الفترة المقبلة أن نرفع من كفاءتهم، من خلال استخدام أساليب علمية متطورة، وإعطائهم فرصة أكبر للاحتكاك وتبادل الخبرات، وهنا أود أن أشير إلى أنني عرفت مؤخراً لماذا افتقدنا في مسارحنا الممثلين، لأن جميعهم تحولوا إلى الملاعب، فما نشاهده أصبح مستفزاً وغير معقول لدرجة أنك قد تجد لاعباً بإمكانه تسجيل هدف لكنه يفضل التمثيل للحصول على ضربة جزاء، وهنا أطالب الحكام بالتعامل بكل صرامة مع هؤلاء الممثلين، لأنهم يفسدون متعة الكرة ويكسرون إيقاع المباراة، وأتمنى أن يشاهد الجميع الدوري الإنجليزي ويركزون على الالتحامات التي تحدث فيه. كيف ترى معاليك فوز الجزيرة بالثنائية الموسم الماضي؟ بكل تأكيد فريق الجزيرة استحق ثنائية الموسم الماضي، وشخصياً سعدت بهذا الفوز، فالفريق نجح في تكليل كل الجهود التي صاحبته طوال السنوات الماضية، وهنا يجب أن أشيد بالدعم اللامحدود الذي حظي به الفريق من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية الرئيس الفخري للنادي ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس النادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©