السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق كاشجر .. عودة إلى ذكريات الماضي في غرب الصين

سوق كاشجر .. عودة إلى ذكريات الماضي في غرب الصين
11 أكتوبر 2013 20:13
القاهرة (الاتحاد) - من يعتقد بأن التاريخ يتحرك بعيداً تماماً عن محطاته القديمة سيكون عليه أن يتخلى عن هذا الاعتقاد عندما يصل إلى غرب الصين، وبالتحديد عندما يرتاد سوق غرب ووسط آسيا بعاصمة التركستان الشرقية المعروفة اليوم باسمها الصيني سينكيانج، الذي حل قسراً مكان الاسم العتيد كاشجر. فكما كانت الحال في الأيام الخوالي للازدهار الكبير الذي عرفته تلك المحطة الرئيسية على طريق الحرير في العصور القديمة والوسطى تحتضن كاشــجر السوق الدولية الأهم والأكبر للقـــبائل التـي تجوب السهوب الآسيوية فيما بين أوزبكستان والصين. وفي هذا السوق، الذي يرتاده أعداد كبيرة، تجد الآلات الموسيقية الوترية وكذا آلات النفخ متنفساً ورواجاً، حيث يحرص الترك على شراء آلات موسيقية جديدة بين الحين والآخر باعتبار أن الموسيقى التقليدية يجري عزفها في الأفراح. ونظراً لمحاولات الصين، خاصة للتضييق على الأقليات القومية بها ومن بينها أقلية الويجور، يحرص تجار كاشجر على انتظام سوق غرب ووسط آسيا وحشده بالبضائع ذات الطابع الخاص من خناجر وحلي وأغطية الرأس التقليدية، فضلاً عن الآلات الموسيقية لتكون جاذبة حتى لا تنقطع الصلات بين الويجور وبني جلدتهم، وفضلا عن الآلات التي يقوم صناع من أتراك الصين بصناعتها تستقبل السوق كميات أخرى أنتجت في المناطق الجبلية الممتدة في السهوب الآسيوية وفقاً للأشكال القديمة وقد روعي عند صناعتها الالتزام بقدر كبير من الدقــة الفنية، سواء في عمل الأجسـاد الخشــبية للآلات من أجود أنواع الأخشاب المعروفة بالمـناطق الباردة واختيار مواد صناعة الأوتار المشدودة إلى جانب تزيين آلات العزف الموسيقي بالزخارف التقليدية التي تحمــل روحاً إسلامية لا يمكن أن تخطئها عين شيخ تركي. والتقاليد التجارية الراسخة لتلك الأقوام، التي طالما عاشت حول محطات طريق الحرير من منطلقه بغرب الصين وصولاً لمحطاته الأخيرة بشرق أوروبا، ما زالت تفصح عن نفسها بإصرار من يخشى ضياع هويته وذكريات الماضي التليد، حتى إن من يقصدون سوق سينكيانج لتبادل الأحاديث والحكايات الأدبية على هامش عمليات البيع والشراء النشطة والتي تشمل إلى جانب الآلات الموسيقية الأقمشة الحريرية بألوانها الزاهية وزخارفها الحافلة والأسلحة البيضاء ذات المقابض التي تصنع تقليدياً من حجر اليشم المزخرف وهي تستخدم للزينة كجزء من اللباس التقليدي تلك الأصقاع إلى جانب أغطية الرأس، وهي من أشكال وألوان تختلف بحسب القبائل القاطنة في صحراوات وجبال غرب ووسط آسيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©