الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوروبا أغلقت أبوابها أمام المهاجرين وأنقرة ابتزتها بالمال والتأشيرات

أوروبا أغلقت أبوابها أمام المهاجرين وأنقرة ابتزتها بالمال والتأشيرات
9 مارس 2016 00:36
بروكسل (وكالات) توصل الاتحاد الأوروبي في قمته في بروكسل، أمس، إلى اتفاق مع تركيا يقضي بأن تقبل الأخيرة إعادة كل اللاجئين الذين عبروا مياهها في اتجاه اليونان والبلقان مقابل ثلاثة مليارات دولار، وإعطاء المواطنين الأتراك حق العبور الحر إلى دول الاتحاد الأوروبي، والموافقة على دراسة قبول عضويتها في الاتحاد الذي تسعى تركيا بكل الأساليب إلى الالتحاق به، رغم معارضة دول كثيرة من ضمنها ألمانيا. ويهدف زعماء الاتحاد الأوروبي للعمل على التفاصيل الرئيسية مع تركيا بحلول القمة المقبلة المقررة يومي 17 و18 مارس. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إنه لم يعد هناك طريق لأوروبا أمام أولئك الساعين لحياة أفضل. وأضاف في مؤتمر صحفي مع داود أوغلو فجر أمس «أيام الهجرة غير المنتظمة إلى أوروبا انتهت». وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس: إن اتفاق الاتحاد الأوروبي لإعادة اللاجئين بشكل جماعي إلى تركيا سيتعارض مع حقوقهم في الحماية بموجب القانونين الأوروبي والدولي. ورحب زعماء الاتحاد الأوروبي بعرض تركيا بأن تأخذ مرة أخرى كل المهاجرين الذين يعبرون إلى أوروبا من أراضيها، ووافقوا بشكل مبدئي على مطالب أنقرة. وقال فينسنت كوتشيتيل المدير الإقليمي للمفوضية في أوروبا: إن التزام أوروبا إعادة توطين 20 ألف لاجئ على مدى عامين على أساس اختياري مازال «منخفضا جداً». وأردف قائلا في بيان صحفي في جنيف: «الطرد الجماعي للأجانب محظور بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان». وأضاف «أي اتفاق يكون بمثابة عودة جماعية لبلد ثالث لا يتفق مع القانون الأوروبي، ولا يتفق مع القانون الدولي». وقال كوتشيتيل: إن أوروبا لم تف حتى باتفاقها في سبتمبر الماضي على إعادة توطين 66 ألف لاجئ من اليونان، وقامت حتى الآن بإعادة توزيع 600 فقط داخل الاتحاد. وأضاف أن تركيا تؤوي نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري، ولكن معدلات قبولها للاجئين من أفغانستان والعراق «متدنية جداً»، وتبلغ نحو ثلاثة في المئة. وقال: «أتمنى وضع عدد معين من الضمانات الإضافية خلال الأيام العشرة المقبلة، حتى يتسنى النظر في طلبات اللجوء الخاصة بالأشخاص الذين تتم إعادتهم إلى تركيا». وأبدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قلقاً عميقاً بشأن الاتفاق، مشيرة إلى أن «تفاصيل كثيرة جداً مازالت غير واضحة». وقالت سارة كرو المتحدثة باسم اليونيسف للصحفيين: «المبدأ الأساسي وهو عدم الإضرار بأحد لا بد وأن يسري على كل خطوة». وتابعت: «هذا يعني أولاً، وقبل كل شيء، ضرورة حماية حق الأطفال في طلب حماية دولية. يجب عدم إعادة الأطفال إذا كانوا يواجهون أخطاراً، من بينها الاحتجاز أو التجنيد الإجباري أو الاتجار أو الاستغلال». من جانبه، عبر مفوض الأمم المتحدة الأعلى للاجئين فيليبو جراندي أمس، عن قلقه الشديد من مشروع الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة حول أزمة الهجرة، والذي ينص على إعادة مهاجرين إلى تركيا بما في ذلك طالبو اللجوء السوريون. وقال جراندي أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج: «أنا قلق جدا إزاء أي ترتيب يشمل إعادة أشخاص من دولة إلى أخرى بشكل عشوائي، ولا يعطي تفاصيل حول ضمانات حماية اللاجئين بموجب القانون الدولي». وقوبلت تصريحاته بتصفيق من قبل نواب البرلمان في ستراسبورج في فرنسا. وقال: إن الخطة لا تقدم ضمانات كافية بموجب القانون الدولي.. إنه لا يجب إعادة اللاجئين إلى دولة ما إلا إذا ثبت أن طلباتهم للجوء سيتم البت فيها بشكل صحيح، وبعد ضمان «حصولهم على اللجوء طبقاً للمعايير الدولية، وأن يتوفر لهم التعليم والعمل والرعاية الصحية، وفي حال الضرورة المساعدة الاجتماعية». وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قد قال مساء أمس الأول: إنه لم يعد هناك طريق إلى أوروبا للأشخاص الذين يسعون ببساطة إلى حياة أفضل في أوروبا، مشيراً إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي يدرسون إعطاء تركيا مزيداً من الأموال للمساعدة في وقف تدفق اللاجئين. وأضاف في مؤتمر صحفي بعد قمة للاتحاد الأوروبي وتركيا «أيام الهجرة غير المنتظمة إلى أوروبا انتهت.. أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا ستستعيد المهاجرين غير الشرعيين الذين ضبطوا في المياه التركية». ورغم الظروف المزرية التي يعيشها اللاجئون على الحدود بين اليونان ومقدونيا، فقد تعهدوا أمس ألا يبرحوا مكانهم. وتقطعت السبل بنحو 30 ألفاً على الأقل في أجزاء مختلفة من اليونان، بسبب إغلاق سلسلة من النقاط الحدودية إلى الشمال، مما يسد ما أطلق عليه اسم «ممر البلقان» الذي عبر منه أكثر من مليون شخص منذ بدأت موجة الهجرة قبل عام. ولم تظهر علامة على تخفيف الضغط أمس مع اصطفاف الآلاف عند حدود اليونان الشمالية انتظاراً لأن تفتح مقدونيا بوابة حدودية. وتقول الشرطة اليونانية: إن البوابة لم تفتح منذ 24 ساعة على الأقل، ومع هذا فإن المطر الغزير وإعلان زعماء الاتحاد الأوروبي أن ممر البلقان بات الآن «مغلقا» لم يثن المهاجرين عن محاولة العبور. وقالت قدرية قاسم، وهي سورية من حلب عمرها 25 عاماً وواحدة من 13 ألف شخص على الأقل يعيشون وسط أوضاع مزرية بمخيم مؤقت في قرية إيدوميني على الجانب اليوناني من الحدود: «سنبقى هنا حتى لو متنا جميعاً». وكانت تحمل رضيعاً عمره أربعة أشهر قالت إنه بحاجة لطبيب وناشدت: «أرجوكم افتحوا الحدود.. ولو من أجل الأطفال».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©