الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تويتر» تتطلع إلى الانتشار عالمياً

«تويتر» تتطلع إلى الانتشار عالمياً
12 أكتوبر 2013 01:11
تناول كثير من الأوساط العالمية أخبار تويتر في مطلع شهر أكتوبر بعد أن أعلنت الشركة عن طرح أسهمها في اكتتاب عام أولي، يعتبر الأكثر إثارة للجدل منذ اكتتاب فيسبوك الأولي في السنة الماضية. وقام سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بمخاطبة رؤساء اتحادات كرة القدم الوطنية ومنافذ الإعلام التقليدية بتغريدات شاهدها نصف مليون نسمة من المتابعين يفيد فيها بأن الاتحاد الدولي سيجري مزيداً من البحث في أكبر مسألة تواجه هذه الرياضة متمثلة فيما إن كان من الممكن إقامة كأس العالم قطر 2022 في موسم الصيف الشديد الحرارة أم يفضل تغيير ميعاده ليكون في أشهر الشتاء. هذا الخبر، مثله مثل العديد من التغريدات البالغ معدلها 500 مليون تغريدة يومياً، انتشر انتشاراً واسعاً. غير أنه نبه إلى أنه رغم جذور تويتر الأميركية فإن أكثر من ثلاثة أرباع مستخدميها البالغ عددهم 218 مليون مستخدم شهرياً وكثيراً من نموها وإمكانياتها وبالتالي ربحيتها تأتي من خارج الولايات المتحدة. وفيما تسعى إلى اجتذاب مستثمرين، تواجه تويتر العديد من التحديات الصعبة في أنحاء العالم. وستثبت قدرتها على مواجهة تلك التحديات وما إن كانت تويتر مجرد فرقعة مؤقتة أم جزءاً أصيلاً من مجال إعلام تواصل اجتماعي متسارع التطور والنمو. ربما يتمثل أكبر عائق تواجهه تويتر في أنه رغم أن 77% من مستخدمي تويتر هم من خارج الولايات المتحدة إلا أن 25% من عائداتها ــ من الإعلانات بصفة رئيسية ــ تأتي من أولئك المستخدمين العالميين الآخرين. إذ إن كل مستخدم بالولايات المتحدة يشكل لتويتر عائداً إعلانياً يساوي حوالي 2.17 دولار، بينما لا يشكل المستخدم الواحد من خارج الولايات المتحدة سوى 30 سنتاً في المتوسط. ويتمثل تحدي تويتر الكبير في إقناع الشركات خارج الولايات المتحدة بإنفاق مخصصات إعلاناتها على تويتر وليس على المنافذ الأخرى، حسب دنيال ناب مدير بحوث الإعلانات في مؤسسة آي إتش إس سكرين دايجست الاستشارية في لندن. وكون تويتر خدمة رسائل نصية مؤلفة من 140 حرفا على الأكثر، فإنها خدمة لها قيودها كوسط إعلامي إذا قورنت بخدمات أقوى سمعياً وبصرياً مثل فيس بوك أو حزمة جوجل من التطبيقات. وربما يكون ذلك هو السبب في حصول فيس بوك (بعكس مبيعات تويتر الخارجية القليلة نسبياً حتى الآن) على نحو نصف عائداتها من خارج الولايات المتحدة وحصول جوجل على حوالي 55% من عائداتها من الخارج أيضاً. وفي المستندات المقدمة مؤخراً إلى الوكالة الأميركية للأوراق والأسواق المالية، قالت تويتر إنها تستهدف كلاً من الأرجنتين وفرنسا واليابان وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا لتحقيق نمو أسرع من نموها بالولايات المتحدة. ذلك أنه نظراً لبلوغ عدد مستخدميها في الولايات المتحدة 49.2 مليون مستخدم وهو جزء كبير من جمهورها على الإنترنت، فإن مجال نمو تويتر في السوق المحلي يعتبر محدوداً. وجدير بالذكر أن الصين بصفتها أكبر سوق محتمل في العالم لأي منتج أو خدمة ــ مقفولة على تويتر، حيث تحظرها حكومتها مثلها مثل فيس بوك وغيرها من وسائط الإعلام الاجتماعية التي يديرها الغير. كما تعتبر روسيا من المناطق الصعبة الأخرى، إذ إن قوانينها تغلق محتويات على مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات مثل تويتر والتي تعتبرها غير مشروعة أو لا تناسب بالأطفال. وبدأت تويتر الانصياع لتلك القوانين في شهر مارس الماضي، وأزالت مواقع تعتبرها الجهات الرقابية في روسيا غير مرغوب فيها على زعم أنها قد تشجع على تجارة المخدرات أو تنشر أفكاراً قد تدفع بعض ضعاف النفوس من المراهقين إلى الانتحار. ومن المفارقات أن لجنة برلمانية في روسيا مشكلة رداً على إفادة ادوارد جي سنودن بأن وكالة الأمن القومي الأميركية تدخل على معلومات من شركات إنترنت أميركية، أوصت بأن تقوم روسيا بإلزام الشركات الأجنبية بالتقيد بقوانينها المختصة بالبيانات الشخصية. وقد يجبر ذلك تويتر وغيرها على اتباع المعايير الروسية على نحو يتيح محتويات لأجهزة الأمن الروسية. كما يدرس البرلمانيون الروس إلزام شركات شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات في وادي السليكون بتخزين بيانات المستخدمين الروس على خوادم داخل روسيا. ولا يرى بعض المحللين أن الأرجنتين تشكل مجالاً واعداً لتويتر. إذ لا يتعدى عدد مستخدميها في هذه الدولة ثلاثة ملايين مستخدم من سكان يزيد عددهم على 40 مليون نسمة. يذكر أن سوق شبكة التواصل الاجتماعي في الأرجنتين، تهيمن عليها فيس بوك التي لديها حوالي 17 مليون حساب نشط، وإن كانت تويتر قد شهدت طفرة نمو في الأرجنتين بين عام 2011 وعام 2012، نظراً لأن الإعلام بدأ يستخدم الموقع كمصدر لقصص تثير الاهتمام. وقال كلارك فريدريكسن نائب رئيس شركة إي ماركتر في نيويورك إن مستخدمي تويتر في أميركا اللاتينية نشطون وكثيرون، ولكنه أضاف أنه نظراً لبلوغ نسبة التضخم 25% سنوياً فإن سوق الإعلانات في الأرجنتين راكد. وفي الهند تستخدم تويتر على نطاق واسع من قبل نجوم بوليوود مثل أميتاب بتشان الذي يتابعه 6.5 مليون معجب على هذه الخدمة. وفي مناطق أخرى في آسيا تواجه تويتر منافسة من خدمات أخرى. إذ توجه مئات الملايين من مستخدمي الإنترنت إلى خدمات الرسائل المرتكزة على الهواتف الذكية مثل لاين Line وويتشات Wechat ووتساب WhatsApp وكاكاوتوك KakaoTalk التي تقدم مجاناً مكالمات هاتفية وخدمات الدردشة. وتبين أن أكثر أسواق تويتر نشاطاًَ بعد الولايات المتحدة هي إندونيسيا والبرازيل، بحسب مؤسسة سيميوكاست الفرنسية المتخصصة في بحوث السوق. تعطي البرازيل، أكبر دول أميركا اللاتينية فكرة عن إمكانيات تويتر المنتظرة وتحدياتها. ذلك أن ساوباولو أكثر مدنها سكاناً تحتل المركز الرابع من حيث التغريدات المسجلة بعد جاكرتا وطوكيو ولندن، وقبل نيويورك ولوس أنجلوس. غير أنه رغم نمو مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى في البرازيل، فإن تويتر على ما يبدو تفقد مستخدميها، إذ انخفض عددهم بنسبة تتجاوز 10% في العام الماضي. هذا في الوقت الذي تعد البرازيل ضمن أكبر أسواق فيس بوك نمواً خلال الفترة ذاتها. وقالت تويتر إنها تحصل على جل عائداتها من ثلاثة مصادر. المصدر الأول هو تغريدات الترويج المتمثلة في الإعلانات التي تظهر في رسائل تويتر المستخدم. والمصدر الثاني هو حسابات الترويج التي تستخدمها عادة الشركات التي تدفع رسوماً مقابل الظهور في موقع تويتر. والمصدر الثالث هو توجهات الترويج التي تتيح للمعلن شراء مساحات في قائمة أكثر التغريدات انتشاراً. وهذا يجعل خيارات تويتر أقل كثيراً من خيارات فيس بوك التي يمكنها أيضاً الاعتماد على عائدات من إعلانات ألعابها وعروضها. ولذلك يتعين على تويتر أن تقنع المعلنين بأن في مقدور منظومتها تحديد مستخدميها الواعدين وتفصيل الإعلانات التي تصلهم. وتتميز منصة تويتر بأنه في مقدور مستخدميها أن يبعثوا برسائل لا تتجاوز 140 حرفاً بأية لغة كالعربية أو السواحيلية أو الفرنسية أو غيرها. كما أن استخدام أحرف يابانية وصينية مثلاً، يعني أنه في وسع المستخدم أن يضيف معاني أخرى في تغريدته أكثر مما هو الحال في اللغة الإنجليزية فقط. وقال محللون: إن استخدامات تويتر كشبكة تواصل اجتماعي التي تتراوح بين تبادل آراء عادية في عروض التليفزيون والرياضات وتنظيم الاحتجاجات الاجتماعية والتظاهرات السياسية قد لعبت دوراً مهماً في انتشارها سواء في دول صاعدة أو متقدمة. غير أن هناك تحديات فنية أمام النمو الربحي. إذ قالت الشركة إن 75% من مستخدميها يستعلمون الخدمة عبر أجهزتهم المحمولة وإن 65% من عائداتها تأتي من إعلانات المحمول. غير أن الكثيرين من مستخدمي الأسواق الصاعدة يستخدمون هواتف الفئة المتواضعة غير القادرة على الاستفادة من عروض تويتر على الأجهزة المحمولة، ما يعني أن قاعدة عملائها في الخارج ستعتمد جزئياً على مدى اختراق الهواتف الذكية من الفئة العراقية. كما قال المحللون إن الإعلانات في تويتر، التي لا تزال منخفضة نسبياً حتى في الولايات المتحدة والأسواق الغربية الأخرى تعتبر في مرحلة مبكرة جداً في الدول النامية. عن ــ إنترناشيونال هيرالد تريبيون ترجمة ــ عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©