الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ظننت أني سأبقى 6 أشهر فقط فإذا بها تمتد 8 سنوات !

ظننت أني سأبقى 6 أشهر فقط فإذا بها تمتد 8 سنوات !
8 أكتوبر 2015 00:10
* ميلاني سوان عندما اقترح صديق لي أن أتقدم بطلب للعمل في صحيفة تم إطلاقها حديثاً في أبوظبي، كانت الفكرة بعيدة كل البعد عن خططي للقيام بمغامرة في تايلاند، والهروب من الفوضى التي تعج بها لندن. كنت بالكاد قد سمعت عنها، ولكن بطريقة أو أخرى أقنعني صديقي بأنها مغامرة مبهجة وجيدة وجديرة بخوضها، وهي المغامرة التي سعدت لقيامي بها. وعليه فقد أقدمت على المغامرة، حاملة حقيبتين في يدي، اعتقاداً مني بأنني سأمكث لمدة ستة أشهر حتي يتم إطلاق هذه الصحيفة الجديدة. كنت أشعر بالحيوية، وكأنني في أول أيام عملي في عام 2002؛ لا اتصالات، ولا أدني فكرة عن كيفية سير الأمور، ولا فكرة عما سيحدث لي وأنا لا أتحدث العربية. كنت أكتب مواد صحفية لصحيفة بلا اسم، واتصل بأشخاص «من مقر إطلاق الصحيفة بشركة أبوظبي للإعلام ... ليقولوا إنهم ليس لديهم اسم بعد...» ويحدوني الأمل أن يتصلوا بي بالرغم من حقيقة أنني لست موجودة. كانت كتابة قصص أعلم أنها لن ترى النور بمثابة حقيقة يومية خلال الأشهر الأربعة الأولى من عملي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكان يقابلني تحدٍ آخر يومي، يتمثل في إرسال طلبات بالفاكس، قد تؤتي أو لا تؤتي بثمارها، لإجراء مقابلات، حيث كانت طلبات إجراء مقابلات بشأن الأخبار العاجلة تستغرق أسابيع حتى يتم الرد عليها، هذا إذا كان هناك رد. وبالتأكيد كانت الأمور برمتها لا تسير بالطريقة التي اعتدت عليها. كانت القصص الإخبارية مثل الأصدقاء، أشياء ينبغي رعايتها، وإجراء مقابلات شخصياً بعد التخطيط لها، واستغراق الوقت اللازم مع الموضوع الخاص بك، مع احتساء القهوة، والتحدث عن الوطن والأسرة من أجل بناء الثقة. وهذا بطبيعة الحال لا يختلف كثيراً عن بناء المصادر الخاصة بك في المملكة المتحدة، ومع ذلك فقد كان الأمر في غاية الصعوبة. فالشخص الذي أمامك لديه قصة مختلفة تماما ليرويها. لقد جاءوا من أرض أجنبية، ويتحدثون لغة أجنبية، لكن ها نحن جميعاً في بلد أجنبي، ونتواصل أحياناً بالإنجليزية وأحياناً بالعربية بمساعدة المترجم. بيد أننا تمكنا من التواصل في هذا الدولة التي تضم نحو 200 جنسية، وهي المكان الذي جعلنا نسميه بالوطن. لقد أخذتني هذه المهنة إلى أبعد الزوايا النائية في البلاد، ومنحتني فرصة الوصول إلى أجزاء من المجتمع، كنت محظوظة لمشاهدتها؛ بدءاً من رجال القبائل الجبلية إلى أبرز الشخصيات، ومن أكثر المناطق النائية في المنطقة الغربية بأبوظبي إلى الأجزاء الشمالية من جبال رأس الخيمة. وهكذا، سرعان ما تحولت الستة أشهر إلى ست سنوات، وما يقرب من ثماني سنوات، ولا تزال المغامرة جميلة وممتعة. *صحفية في ذا ناشيونال MSwan@thenational.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©