الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لماذا يتقمص بعض النجوم دور الشرير مع الصحفيين أحياناً؟! مع الصحفيين أحياناً؟!

لماذا يتقمص بعض النجوم دور الشرير مع الصحفيين أحياناً؟! مع الصحفيين أحياناً؟!
8 أكتوبر 2015 01:50
إعداد : أحمد مصطفى العملة تحب الشخصيات الشهيرة في العادة أن يعاملها الناس من حولهم كالأطفال المدللين، ونجوم السينما على وجه التحديد أكثر من يحب التدليل، خاصة من جانب الإعلام. وكيف لا؟! وأغلبهم (النجوم طبعاً) يعتبرون أن الصحافة والإذاعة والتلفزيون وحتى «فيسبوك» و«تويتر»، لم يخترعهم البشر إلا من أجل نشر صورهم والحديث عن أمجادهم والترويج لإنجازاتهم. لكن عندما يصطدمون بصحفي أو مذيعة يقومان بدورهما الحقيقي في البحث عن إجابات لأسئلة حقيقة يريد الجمهور بالفعل إجابات محددة لها من النجم الذي يحبون، إذا بهذا النجم يتحول فجأة إلى وحش شرس، ضارباً بعرض الحائط كل آداب المعاملة مع الآخرين، وللأسف تكون النتيجة بالغة السوء. شيء من هذا القبيل حدث مؤخراً مع اثنين من أبرز المشاهير في العالم، كل في مجاله، زها حديد المصممة المعمارية الشهيرة، بريطانية الجنسية، عراقية الأصل، والنجم السينمائي الشهير روبرت دي نيرو. وقد اهتمت صحيفة «الجارديان» بالقضية وسلطت عليها الأضواء عبر تقرير كتبته صحفية ومذيعة. تقول بربارة ألين من «الأوبزرفر» إن روبرت دي نيرو انسحب من مقابلة مع المذيعة إيما بروكس بسبب أسئلة تنم عن «افتراضات سلبية»، ثم قطعت المصممة المعمارية الشهيرة زها حديد حواراً مع محطة 4 الإذاعية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، متهمة المذيعة سارة مونتاجو بعدم القيام بما يلزم من بحث واستعداد كاف للحوار معها. وفي الواقع، يواجه الصحفيون عموماً مثل هذه المواقف كثيراً. وشخصياً هاجمني المطرب إيزي سترادلين من فرقة «جانز ان روزس» لأني تجرأت وسألته عن الإيحاءات الخاصة بالهيروين في بعض أغانيهم. وفي مقابلة مع الممثل المخضرم جوت هيرت، بدا خلالها ممتعضاً للغاية، وكأنه يحملني مسؤولية كل الأسئلة التي لم يحبها خلال مقابلات صحفية سابقة. وذات مرة حدق فيّ الممثل الشهير ستيفن بركوف مشمئزاً من أسئلتي، وعلى وجهه تعابير تشبه دباً وقفت على وجهه نحلة، ثم اندفع بعيداً منهياً اللقاء. وبالطبع، هذا سلوك غير لائق ولا مقبول، طالما أن الصحفيين لم يقوموا بإغواء مثل هذه المصادر بالحلوى مثلاً أو الآيس كريم لإجراء حوارات. فالمفروض أنهم طالما قبلوا بإجراء المقابلة، فيتعين عليهم أن يتصرفوا باحترافية ويواصلوا المقابلة حتى نهايتها. وعليهم أيضاً أن يقبلوا بالأسئلة التي يوجهها لهم الصحفيون وأن يدركوا أن الصحفيين ليسوا مجرد خدماً مطيعين في الفريق الدعائي الذي يعمل مع هؤلاء النجوم، كل ما عليهم هو تملقهم والإشادة بعبقريتهم وتدليك ذواتهم النرجسية. تقول كريشنان جورو- ميرثي مذيعة الأخبار في القناة الرابعة البريطانية: في الواقع لا أستطيع أن أشعر بالأسى للأرواح البائسة لمثل هذا الصنف من المصادر. إذ إن 99 في المئة منهم تعاملهم جيوش المساعدين من حولهم كما لو أنهم شخصيات مقدسة، فلا أحد من أطقم العاملين معهم لديه الجرأة ليوجه إليهم سؤالاً عن أي شيء. ثم تأتي مذيعة مثلي لتسأل هذا النجم أو ذاك عن موقف ما أو رأي أو واقعة محددة ذات صلة به. إنهم يكرهون ذلك. عندما التقيت روبرت دي نيرو كان يروج لفيلم كوميدي جديد سيء المستوى. ومنذ اللحظة الأولى للقاء كان من الواضح أنه ممتعض للغاية، كما لو أنه نمر حبيس في السيرك. فانتابني شعور بالذنب. وقلت في نفسي إنه لابد فقد السيطرة على نفسه، وغير قادر على أن يتكيف مع فكرة إجراء حوار معه. وللأسف، يبدو أن فرق العلاقات العامة التي تعمل مع الممثلين والمشاهير، لا تدربهم جيداً على الحوارات الصحفية، ولا تنبهم إلى أن هناك فرقاً بين قيامهم بمشاهد تمثيلية في أفلام يحصدون فيها التصفيق والإعجاب ممن حولهم، وبين مقابلة مع صحف بريطانية. لقد تعاطفت كثيراً مع زها حديد عندما فازت بجائزة، ففي العالم الطبيعي يثير ذلك الإعجاب بلا شك. لكن في عالم الصحافة يثير ذلك أسئلة. وكان من الأفضل لها لو واصلت الحوار وأجابت عن الأسئلة الخاصة بتصميمها لاستاد طوكيو، لكنها فضلت الانسحاب من المقابلة، وهذا حقها طالما انها تعرف ان بعض الناس سيتقبل مبرر روبرت دي نيرو عندما انحسب بدعوى الأسئلة التي تنم عن «افتراضات سلبية». تقول بربارة ألين من الأوبزيرفر: إنها لابد صدمة تصيب النجوم المدللين، تجعلهم غير قادرين على تقبل الأسئلة الجادة من الصحفيين. لكن لماذا يتورطون في أعمال رديئة ثم يتصرفون، وكأن المشكلة هم الصحفيون في حد ذاتهم. وبالنسبة لواقعة زها حديد، فقد كانت مقابلة إذاعية على الهواء.. أي على رؤوس الأشهاد، لكن كثيرة هي المقابلات التي أجريتها مع نجوم كبار، ووجدتهم على الحقيقة أشبه بالوحوش، بعيداً عن كاميرات التلفزيون وميكروفونات الإذاعة. ففي هذه الحالات، يمكنهم أن يزعموا أنهم تعرضوا لسوء معاملة، أو أن الصحفيين أخطأوا في اقتباس أقوالهم. لذا فإنني، بطريقة ما أقدر جرأة أولئك الذين يفقدون أعصابهم على مرأى من الجميع خلال مقابلات تلفزيونية أو إذاعية. ولا أنسى أبداً أن ممثل مثل روبرت داوني جونيور قال ذات مرة خلال مقابلة صحفية «يا لها من فرصة ضائعة»، وأن المخرج الشهير كوينتين تارنتينو أهان مرة صحفياً خلال حوار معه حول فيلمه «Django Unchained». لماذا انسحبت زها حديد؟! انسحبت زها حديد من مقابلة مع المحطة الرابعة البريطانية قبل أيام بسبب سؤال بشأن رفض الحكومة اليابانية لتصميماتها لاستاد طوكيو الذي سوف يستضيف الدورة الأوليمبية عام 2020، بسبب ارتفاع الكلفة. وبطريقة غاضبة للغاية، قاطعت حديد المذيعة وقالت لها بحدة شديدة: «لا تسأليني سؤالاً إذا لم تعطني فرصة الرد، لننهي هذه المقابلة الآن»، ثم انسحبت على الفور. تفتيش في النوايا! انسحب روبرت دي نيرو غاضباً من مقابلة مع «راديو تايمز» في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، بدعوى أن المذيعة كانت توجه إليه أسئلة تنم عن «افتراضات سلبية». وبدا أن دي نيرو لم يكن سعيداً بسؤالين عن مصير مهرجان تريبيكا السينمائي الذي شارك في تأسيسه وسؤال آخر عن «كيف يتجنب طريقة الأداء التي تشبه اعتماد الطيارين على الطيار الآلي». وقالت المذيعة، إن الممثل طلب منها إيقاف جهاز التسجيل وهب واقفاً من على مقعده بطريقة غاضبة للغاية وأنهى المقابلة .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©