الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طهران لدمشق: استخدام «الكيماوي» يفقدكم المشروعية بالكامل

طهران لدمشق: استخدام «الكيماوي» يفقدكم المشروعية بالكامل
3 أكتوبر 2012
عواصم (وكالات) - وجهت إيران على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي في وقت متأخر أمس الأول، تحذيراً “ضمنياً” نادراً، لحليفتها دمشق من مغبة استخدام الأسلحة الكيماوية في العمليات ضد المعارضة، قائلة إن إجراء من هذا القبيل، سيؤدي إلى “خسارة الحكومة السورية مشروعيتها بالكامل”. بينما أطلقت موسكو تحذيراً هو الأكثر تحديداً للمرة الأولى للغرب ودول الشرق الأوسط، مطالبة “بعدم البحث عن ذريعة” للقيام بتدخل عسكري في سوريا أو إقامة مناطق عازلة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية، داعية دمشق وأنقرة إلى “ضبط النفس” إثر الحوادث الحدودية الأخيرة. وجاء التحذيران الإيراني والروسي بعد أن جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحذيره أمس الأول، للنظام السوري من استخدام أسلحته الكيماوية، معتبراً أن هذا الأمر في حال حصوله قد تكون له “تداعيات وخيمة”. كما حذر أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في افتتاح القمة الثالثة للدول العربية وأميركا اللاتينية في ليما أمس، من أن الأزمة السورية قد يكون لها تداعيات “كارثية، ليس فقط على البلاد المضطربة بل على المنطقة برمتها”، مشدداً على أنها تمثل “تحدياً رئيسياً للدول العربية في هذه اللحظة وأن تداعياتها قد تكون كارثية على العالم العربي بأسره”، ودعا إلى “العمل لوضع حد للعنف المتفاقم”. بالتوازي، بعثت واشنطن ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة المكلف الاستخبارات المالية ومكافحة الإرهاب ديفيد كوهين إلى باريس وبرلين وروما ولندن في جولة تستمر حتى بعد غد الجمعة للبحث مع السلطات في البلدان الأربعة “مواصلة الجهود لفرض عقوبات على سوريا وإيران و”الأولويات على صعيد مكافحة تمويل الإرهاب”. وفيما اتهم رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي دولاً عربية وإقليمية وغربية بـ”تسخير كل الدعم للإرهابيين للنيل من مواقف سوريا وشعبها”. قال الرئيس الإيراني محمود نجاد في تصريحات بثت أمس، إن السبيل لحل الأزمة السورية هو الحوار الوطني الذي يؤدي إلى إجراء انتخابات، مبلغاً تلفزيون “الجزيرة” بأن الحرب ليست السبيل الصحيح للمضي قدماً وأن هناك سبيلاً آخر للتوصل إلى حل وهو التفاهم الوطني من أجل إجراء انتخابات في المستقبل. ورداً على سؤال بشأن احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي “إذا ما تحققت هذه الفرضية..سيكون ذلك نهاية كل شيء”. وأضاف صالحي خلال مشاركته في حلقة حوار نظمها مجلس العلاقات الخارجية الأميركي للدراسات،”إذا ما قام أي بلد، بما في ذلك إيران، باستخدام أسلحة دمار شامل، ستكون نهاية صلاحية، شرعية... هذه الحكومة”. وشدد صالحي خلال مشاركته في الحلقة الحوارية على أن “أسلحة الدمار الشامل، كما سبق وقلنا، ضد الإنسانية، إنه أمر لا يمكن القبول به بتاتاً”. وذكر صالحي أن القوات الإيرانية كانت ضحية هجمات بأسلحة كيماوية من جانب القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين (1980-1988). وكانت دمشق، أقرت للمرة الأولى نهاية يوليو الماضي، بامتلاكها أسلحة كيماوية وهددت باستخدامها في حال حصول تدخل عسكري غربي لكن ليس ضد شعبها. وحينها، وصفت واشنطن هذا الاحتمال بأنه “خط أحمر”. وغداة تحذير صالحي، قال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف في مقابلة مع وكالة “انترفاكس” للأنباء أمس، “خلال اتصالاتنا مع شركائنا في حلف الأطلسي وفي المنطقة... ندعوهم إلى عدم البحث عن ذريعة لتطبيق سيناريو يشمل القوة أو إطلاق مبادرات تتعلق بممرات إنسانية أو مناطق عازلة” في سوريا. وسعت بعض الدول الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة لإيجاد أطر تدخل عسكري “عربي” محتمل في سوريا. إلا أن أمين عام حلف شمال الأطلسي “الناتو” أندرس فوج راسموسن أكد مجدداً أمس الأول، أن الحلف لا ينوي التدخل في سوريا. وقد نددت روسيا، الحليفة التقليدية لدمشق، على الدوام بسياسة “التدخل” الغربية في الشؤون السورية الداخلية ومنعت حتى الآن صدور أي قرار عن مجلس الأمن الدولي يمهد الطريق أمام إجراءات ملزمة تفرض على النظام السوري. واستخدمت موسكو وبكين حق النقض 3 مرات لوقف مشاريع قرارات بهذا الصدد. وروجت تركيا المجاورة لسوريا لفكرة إقامة “مناطق آمنة” داخل سوريا لحماية المدنيين لكن هذا يستلزم أيضاً موافقة مجلس الأمن. ودعا جاتيلوف لضبط النفس بين سوريا وتركيا العضو في حلف الناتو، والتي تعد واحدة من أشد المنتقدين للرئيس بشار الأسد. وشكت أنقرة مراراً من قصف مدفعي وإطلاق نار عبر حدودها وفي الأسبوع الماضي ألمحت إلى عزمها اتخاذ إجراء ما إذا تكرر القصف على أراضيها من داخل سوريا. ونقل عن جاتيلوف قوله “نعتقد أنه على السلطات في سوريا وتركيا اتباع أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوضع والأخذ في الاعتبار العدد المتزايد للمتطرفين بين المعارضة السورية والذين يمكن أن يثيروا أزمات عن عمد على الحدود”. واليوم لقي مسلح كردي سوري مصرعه وأصيب اثنان آخران برصاص أطلقه جنود أتراك عبر الحدود بين البلدين في أول حادث من نوعه منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل أكثر من 18 شهراً. وجدد جاتيلوف موقف بلاده الذي يدعو إلى التوصل لحل سياسي دبلوماسي للأزمة السورية، مشدداً بالقول “هناك أمثلة معروفة على التدخل العسكري في المنطقة أظهرت أن (دبلوماسية القنابل) لم تؤد أبداً إلى النتائج المطلوبة منها، بل أدت إلى زعزعة الوضع الأمني في تلك الدول والمنطقة بأكملها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©