حتى الهواتف باتت تأتي الآن ببرمجيات مضادة للفيروسات، وكان من المعتاد قبل ذلك اقتصار تزويد أجهزة الكمبيوتر المكتبية بالبرامج التي تقاوم الفيروسات وتبعد المتطفلين والعابثين والقراصنة.
في مطلع شهر سبتمبر الماضي، قالت شركة سامسونج إلكترونيكس، أكبر مصنع هواتف ذكية في العالم من حيث المبيعات، أنها تعتزم تركيب برمجية أمنية من شركة لوكاوت في جميع الهواتف الجديدة التي تستخدم نظام تشغيل اندرويد من جوجل.
وقالت سامسونج وبعض الشركات بقطاع صناعة الأمن، إن السبب في هذا التوجه يعود إلى أن الهواتف أضحت أشبه بأجهزة كمبيوتر دائمة الاتصال بشبكة الإنترنت، وتواجه الآن آلافاً من الفيروسات الخاصة بها، إذ توصل العابثون والقراصنة إلى أساليب لسرقة بيانات الشركات من الأجهزة المحمولة، كما دأبت العصابات الإجرامية المنظمة بأوروبا الشرقية على الاحتيال على المستخدمين عن طريق فرض رسوم إضافية على الرسائل النصية.
وقالت الشركات، إنه من الناحية النظرية في إمكان برمجيات مكافحة الفيروسات وغيرها من البرمجيات حماية المستخدمين من تحميل التطبيقات الخبيثة أو زيارة الصفحات المنطوية على أخطار.
لا تستهدف مبادرة سامسونج حماية المستهلكين العاديين فقط، بل أيضاً مستخدمي الشركات الذين يصطحبون هواتفهم الشخصية معهم في أماكن عملهم. وقدمت شركة سامسونج مؤخراً خاصية جديدة المقصود بها حماية بيانات الشركات الحساسة وفصلها عن باقي الهاتف الذي يمكنه تحميل الأفلام والألعاب. وتعتبر إضافة برمجية شركة «لوكاوت» ضمن تلك الحزمة الأمنية. دأبت شركات أمن مثل «سيمانتك كورب« و«كاسبر سكاي لاب زد إيه أو» و«سريند مايكرو» على تقديم حزمها الخاصة بالأجهزة المحمولة في السنوات القليلة الماضية. وقالت شركة سامسونج، إن 45 مليون مستخدم يستعملون أداة لوكاوت.
كما يستخدم برمجيات شركة تريند مايكرو أكثر من 20 مليون مستخدم في الولايات المتحدة بينما حققت برمجيات كاسبر سكاي مليون تحميل.
وبدأت كل من شركة سبرنت نكستل وشركة تي موبايل الولايات المتحدة عقد شراكات مع شركة لوكاوت.
لا يوجد اتفاق عام أو رأي واحد على ضرورة صناعة أمن الأجهزة المحمولة، التي تنامت عقب شكاوى من أمن نظام تشغيل اندرويد من جوجل عملاقة الانترنت التي أضافت خواص أمنية على اندرويد في السنوات القليلة الماضية بما يشمل أسلوباً لفحص التطبيقات الجديدة.
وقال ادريان لودويج كبير مهندسي أمن أندرويد: «لا يوجد في الحقيقة قدر كبير من الأخطار التي يتعرض لها المستخدمون. إنها بكل صراحة لا ترقى إلى تلك المخاطر التي يتقبلونها في حياتهم اليومية».
ولم تحدد سامسونج سبب اعتقادها بأن هواتف اندرويد يلزم تزويدها بوسائل دفاعية.
وقال انجونج ري النائب الأول لرئيس شركة سامسونج في بيان خطي مؤخراً: «تعتبر شركة لوكاوت الرائدة في مجال حماية الأجهزة المحمولة من المخاطر وهي الوحيدة المجهزة والمؤهلة للتعامل مع مسائل أمن الأجهزة المحمولة».
وكانت شركة ترتستوير هولدنجز المتخصصة في أمن المعلوماتية والمتمركزة في مدينة شيكاجو قد اكتشفت 200 ألف عنصر ضار لنظام تشغيل اندرويد من جوجل خلال عام 2012 بينما كان ذلك العدد 50 ألف عنصر ضار في عام 2011.
تواجه هواتف آي فون الشهيرة من شركة أبل فيروسات خاصة بها أيضاً، وإن كانت أقل عدداً بسبب أنها تعمل في سوق أصغر، كما أن أبل تفرض رقابة أكثر إحكاماً على التطبيقات التي يمكن تشغيلها على الأجهزة.
في عام 2012 استهدفت 79% من تهديدات برمجيات الأجهزة المحمولة مستخدمي اندرويد، حسب دراسة بحثية صدرت في شهر يوليو الماضي من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي ووزارة الأمن الداخلي بالولايات المتحدة. ولم تخضع هواتف آي فون إلا لنسبة 0,7% من تلك التهديدات، غير أن المتحدث باسم أبل رفض التعليق في هذا الشأن.
وتختلف التحديات الأمنية التي تواجهها الأجهزة المحمولة عن تلك التحديات الأمنية التي تواجهها أجهزة الكمبيوتر التقليدية.
ولما كانت شركات عديدة تسمح لموظفيها باستخدام هواتفهم الشخصي في بريد العمل الإلكتروني، فإنها يمكن أن تعرض شبكات الشركات لتهديدات من مجموعة ضخمة من الأجهزة قد لا يستخدم بعضها برمجيات حديثة. وبما أن المستخدمين يستعملون الهواتف لأغراضهم الشخصية ولأغراض الشركة أيضاً فإن الشركات يمكن أن تواجه تهديدات من برمجيات لم تجزها.
وقال كيفن ماهافي أحد مؤسسي شركة لوكاوت ومديرها للشؤون التكنولوجية والبالغ من العمر 28 عاماً: «لا يريد المستخدمون أن يكون لديهم هاتفان. وسواء اشتراه الموظف أو اشترته الشركة فإنه يريد أن يمارس عليه الألعاب التي تروق له». في هذا الصيف وضع بعض العابثين تطبيق كاميرا غير قانوني على موقع بلاي ستور play store من جوجل يتيح لهم توصيل الهاتف بأي موقع على الشبكة، حسب تقرير أصدرته سيمانتك في شهر أغسطس الماضي. وجاء في هذا التقرير أن جوجل أزالت التطبيق من بلاي ستور منذئذ.
غير أن لبرامج مكافحة الفيروسات جوانب سلبية، فنظراً لأنه يلزم ارتباطها بخوادم شركات الأمن من أجل البحث عن تهديدات جديدة، فإن بعض هذه البرامج يمكن أن يستنزف طاقة البطارية أثناء توجيه المعلومات عبر شبكات المحمول.
عن: «وول ستريت جورنال»
عدد اليوم
