الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إذا عَزَّ أخوك فهن»

8 أكتوبر 2015 02:16
«إذا عَزَّ أخوك فهن» مثل معناه مُياسَرتك صديقَك، ليس بضيم يركبك منه فتدخلك الحميَّة به إنما هو حسن خلُق وتفضّل فإذا عاسَرَك فياسره، وكان المفضل يقول: إن المثل لهُذَيل ابن هُبَيرة التَّغْلبي وكان أغار على بني ضبة فغنم فأقبل بالغنائم فقال له أصحابه: اقْسِمْهَا بيننا فقال: إني أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب فأبوا، فعندها قال: إذا عزَّ أخوك فهُنْ ثم نزل فقسم بينهم الغنائم وينشد لابن أحمر: وقارعةٍ من الأَيامِ لولا سَبِيلُهُمُ لزَاحَتْ عنك حِينا دَبَبْتُ لها الضّرَاءَ وقلتُ: أَبْقَى إذا عَزَّ ابنُ عَمِّكَ أَن تَهُونا والعِزُّ والعِزَّة: الرفعة والامتناع، والعِزَّة لله، وعَزَّ يَعِزّ، بالكسر، عِزّاً وعِزَّةً وعَزازَة، ورجل عَزيزٌ من قوم أَعِزَّة وأعِزَّاء وعِزازٍ. قال ثعلب «إذا عَزَّ أخوكَ فَهُنْ»، العرب تقوله، وهو مَثَل معناه إذا تَعَظَّم أخوكَ شامِخاً عليك فالْتَزِمْ له الهَوانَ. قال الأزهري: المعنى إذا غلبك وقهرك ولم تقاوِمْه فتواضع له، فإنَّ اضْطِرابَكَ عليه يزيدك ذُلاً وخَبالاً. وقال أبو إسحق: الذي قاله ثعلب خطأ وإنما الكلام «إذا عزَّ أخوك فَهِنْ»، بكسر الهاء، معناه إذا اشتد عليك فَهِنْ له ودارِه، وهذا من مكارم الأخلاق كما روي عن معاوية، رضي الله عنه، أنه قال: لو أنَّ بيني وبين الناس شعرةً يمدُّونها وأمُدُّها ما انقطعت، قيل: وكيف ذلك؟ قال: كنت إِذا أرْخَوْها مَدَدْتُ وإِذا مدُّوها أرْخَيْت، فالصحيح في هذا المثل فَهِنْ، بالكسر، من قولهم هان يَهِينُ إذا صار هَيِّناً لَيِّناً كقوله: هَينُونَ لَيْنُونَ أيْسارٌ ذَوُو كَرَمٍ، سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أَبناءُ أَطْهارِ ويروى: أَيسار. ندى علي محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©