الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «الاتحاد الإلكتروني» يناقشون «العنف الأسري في الدراما الخليجية»

قراء «الاتحاد الإلكتروني» يناقشون «العنف الأسري في الدراما الخليجية»
3 يناير 2011 19:27
استقبل عمود «أبجديات» للكاتبة عائشة سلطان، معظم تعليقات قراء «الاتحاد الإلكتروني» الموجهة لأعمدة الرأي في الموقع، وذلك تعقيباً على مقال لها بعنوان: «هل نحن عنيفون فعلاً»، نشر الأسبوع الماضي.. وتناولت فيه الكاتبة ظاهرة «العنف العائلي» ، الذي أصبح سمة من سمات المسلسلات الخليجية، واستنكرت الكاتبة الصورة المشوهة في هذه الأعمال الدامية، والتي تم تشخيص الأسرة الخليجية من خلالها، ومن ثم تقديمها لمحيطها العربي، وبل حتى للمجتمع الخليجي نفسه، وخصوصاً لأجياله الصغيرة. تمحورت غالبية تعقيبات المتصفحين على مقال «هل نحن عنيفون فعلاً» للكابتة عائشة سلطان حول أسباب ظاهرة العنف، وما إذا كانت الأعمال الدرامية ضخمتها أم لا؟.. وأرجع بعض القراء ظاهرة العنف في الأسرة الخليجية إلى عدم تغير عقلية رب الأسرة، الذي يمثل الجيل القديم، بينما حصل تطور متلاحق بالنسبة لجيل الشباب الحالي. وجاء في مقال الكاتبة الذي أثار التعقيبات: «في العديد من المسلسلات الخليجية، تم تشكيل صورة نمطية للعائلة الخليجية، وللمرأة والرجل من خلال منظومة العلاقات المتشابكة داخل حكايات هذه المسلسلات، لكن العنف، بجميع أشكاله، مثل على الدوام علامة بارزة في معظم الأحوال، فالعنف هو طابع العلاقة بين الرجل وزوجته، والشاب وأخته، والأب وبناته، والأخوة مع بعضهم البعض، دائماً كان العنف وكانت القسوة والمؤامرة والكره هو الطابع والبطل الرئيس الحاضر في كل العلاقات، ومعظم المشاهد، ماذا يقدم ذلك في نهاية الأمر؟ وكيف قدمتنا هذه الأعمال لمحيطنا العربي، ولأجيالنا الصغيرة ولأنفسنا؟». وتضيف الكاتبة: «... يقولون لك، دفاعاً عن هذه الأعمال، إن ما يعرض صحيح، ويحدث أكثر منه في الحياة الواقعية، ويقولون لماذا تدافعون عن أنماط علاقات بشرية، من العادي والطبيعي، أن توجد فيها القسوة، وسط حياة قاسية تجد في العنف متنفساً للتخفيف منه بتفريغه في الآخر (الزوجة، البنات، الأخت...)؟ ونقول: نحن لا ندعي أننا نعيش في مدينة الملائكة، لكننا نعلم تماماً أننا لا نعيش في مجتمعات عنف بحت».. وفيما يلي نماذج من تعقيبات القراء على المقال: تضخيم المتصفح (يوسف الهوتي) يرى أن الظاهرة ليست بالصورة الفظيعة التي ترسمها المسلسلات، غير أنها يمكن أن أتصبح كذلك مع مرور الوقت باعتبار تأثير الشخصيات الدرامية على بعض ضعاف النفوس، لأن «كثيرا من المخرجين، يحاولون أن يؤسسوا صبغة درامية لمسلسلاتهم باختلاق أحداث لا تمثل ظاهرة في المجتمع، ولكنها مع الوقت، ولشدة شيوعه في الأعمال الدرامية، تصبح كأنها تمثل ظاهرة في المجتمع، وتصبح هذه الشخصيات التي تمارس العنف، تمثل قدوة لبعض ضعاف النفوس». لكن المشاركة (موزة) لا تشارك الكاتبة الرأي، معتبرة أن العنف موجود ضد العنصر الضعيف في العائلة.. وجاءت مشاركتها على النحو التالي: «الكاتبة تقول إن هذه الأعمال الدرامية بعيدة من الواقع، ولكنها في الحق هي جزء من حياتنا اليومية، فالعنف موجود ضد الأطفال وضد الفتاة وضد المرأة». أصناف العنف وتتمحور مشاركة (عزة الرميثي) على أنواع من العنف غير الجسدي اعتبرت أنها أخطر أنواع العنف العائلي، رغم أن الكاتبة لم تشر إليها بما يكفي، فكتبت: «الكاتبة ركزت على نوع واحد من العنف الأسري في المسلسلات الخليجية، هو العنف الجسدي، ولكن القسوة ليست في التنكيل الجسدي، فقط بل في اللفظ، والنظرة الدونية، وعدم إعطاء الحق للشخص الضعيف في التصرف بحرية يكفلها قانون الدولة، ولكن العادات والتقاليد تحول دونها.. فيظل الطفل والفتاة والزوجة، رهناً لهذه التصرفات العنيفة، في باقي حياتهم، وسيشعرون بالنقص وعدم الأمان، وهو ما سيترجمونه إلى ممارسة عنف على الآخرين في حال القدرة.. وأنا برأيي أن بعض النظرات القاسية، والكلمات والتصغير من الشأن، واللوم وتسفيه التصرفات التي تعرضت لها في صغري من طرف أسرتي، كانت أشد تأثيراً علي وعلى نظرتي للحياة، وأتذكر المرارة التي تجرعتها من ورائها أكثر من أي عنف جسدي تعرضت له من أبي أو أخي أو من أمي». مرآة المجتمع ويرى (أحمد البلوشي) أن المسلسلات الخليجية التي قدمت العنف الأسري، لم تأت به من لا شيء، وأنها مرآة تعكس واقع الحياة الأسرية للمجتمعات التي تتحدث عنها، فكتب: «الكاتبة ترى أن المسلسلات الخليجية عنيفة، بينما المجتمع لا يوجد فيه عنف.. لكن لتسمح لي الكاتبة بالقول إنه لا يمكن لأي مسلسل ناجح أن يقنع المشاهدين بظاهرة إلا إذا كانت موجدة في المجتمع بشكل فعلي، وهذه الأعمال الدرامية التي قدمت العنف والتفكك في الأسرة الخليجية، لم تأت به من فراغ، فلا يوجد دخان من غير نار.. نعم علينا أن نعترف أنه يوجد تفكك أسري، وعنف يمارسه الكبار على الصغار، والرجال على النساء، بل يتعرض له المسنون الذين تخلى عنهم أبناؤهم، فلم يعد أمامهم إلا طلب الإحسان في دور الرعاية أو أسرة المستشفيات. الأسباب ويتناول القارئ (عبيد علي) الموضوع من زاوية أخرى هي أسباب الظاهرة فيقول: «أسباب العنف عديدة، ولكن من أهمها عدم تغير عقلية الرجل في مجتمعاتنا، في الوقت الذي نرى فيه الفتاة، تحاول أن تتبع آخر خطوط الموضة وتلهث وراء نسائم الحرية الشخصية في التصرف والعلاقات كما تشاهد في العالم من حولها، بينما لا نرى أي تغير في عقلية، الرجل في مجتمعاتنا الخليجية، الذي ظل متحجراً على عقلية هي أقرب إلى الجاهلية من تقليد آخر، ومن هنا كان لا بد أن يحدث تصادم، وعنف يمارس على الطرف الأضعف، وهو هنا الفتاة والمرأة والطفل».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©