الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

22 قتيلاً باحتجاجات واشتباكات بين قبيلتين في صنعاء

22 قتيلاً باحتجاجات واشتباكات بين قبيلتين في صنعاء
16 أكتوبر 2011 16:10
عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء) - شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس أعمال عنف دامية أوقعت ما لا يقل عن 22 قتيلا خلال تفريق مئات آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام، وفي معارك ضارية بين قبيلتين مناهضة ومناصرة للرئيس علي عبد الله صالح. وفي صنعاء قتل 12 متظاهرا برصاص قوات الامن اليمنية لدى تفريق تظاهرة مطالبة برحيل صالح، بحسب مصادر طبية. وانطلق المتظاهرون من ساحة التغيير مركز الاحتجاجات والتي تحميها وحدات منشقة عن الجيش وساروا نحو المنطقة التي يسيطر عليها انصار الرئيس صالح وكتبوا على احدى اللافتات “ندعو مجلس الامن الدولي إلى إرغام علي عبدالله صالح على الاستقالة”. ولدى وصولهم قرب مقر وزارة الخارجية قوبلوا بالغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي. وسقط نحو مئة جريح، نقل معظمهم على دراجات نارية إلى المستشفى الميداني في ساحة التغيير. وتفرق المتظاهرون في حين قام مدنيون مسلحون من انصار النظام بتوقيف عشرات المتظاهرين على ما أفاد أحد أعضاء لجنة تنسيق التظاهرة. وقد لبى المتظاهرون دعوة لجنة تنظيم الشبان المحتجين للقيام بمسيرة الى شارع الزبيري الذي يشكل خط التماس بين قطاع العاصمة الذي تسيطر عليه قوات اللواء المنشق علي محسن الاحمر والقطاع الذي تسيطر عليه القوات الموالية للرئيس اليمني. وبموازاة قمع المتظاهرين، دارت معارك عنيفة بالأسلحة الرشاشة والقذائف بين مقاتلي قبيلتين متنازعتين إحداها موالية لصالح، والثانية معارضة له، في شمال صنعاء أوقعت عشرة قتلى، على ما افاد شهود. وقتل عشرة مسلحين من قبيلة حاشد النافذة بزعامة الشيخ صادق الاحمر الذي انضم الى الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس، حين قام مقاتلون تابعون للشيخ صغير بن عزيز الزعيم القبلي الموالي للرئيس بقصف مواقعهم قرب حي الحصبة شمال صنعاء. كما أصيبت في القصف مكاتب قناة السعيدة التلفزيونية الخاصة الواقعة في القطاع ذاته واندلعت فيها النار، على ما اعلنت ادارة القناة داعية الى وقف المعارك لاجلاء الموظفين المحتجزين في المكاتب. وازدادت المخاوف بين سكان العاصمة صنعاء من اندلاع حرب أهلية عسكرية قبلية بين الموالين والمناهضين للرئيس صالح. واعتبر القيادي البارز في ائتلاف اللقاء المشترك المعارض، حسن زيد، أن عودة صالح إلى البلاد “كانت غلطة كبيرة”، مشيراً إلى أن المخرج الوحيد لإنهاء هذه الأزمة المتفاقمة في البلاد هو “رحيل الرئيس علي عبدالله صالح”. وقال زيد، الذي يتزعم حزب الحق الإسلامي المعارض، لقناة العربية الإخبارية: “كان (صالح) يعلم بأن عودته ستؤدي إلى مزيد من سفك الدماء”، متسائلاً عن سبب إصرار الرئيس اليمني على “الاستمرار في معركة خاسرة”، حسب قوله. ودعا المعارض اليمني البارز وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي “إلى أن يبادروا بتقديم طلب واضح للرئيس صالح برحيله” وفق خطته المعروضة منذ أواخر أبريل الماضي، والتي تضمنت استقالة صالح ونقل صلاحياته لنائبه مقابل حصوله على ضمانات برلمانية بعدم التعرض للملاحقة القضائية والمسائلة القانونية. وقال :”لم يعد بالإمكان أن تقف السعودية على مسافة واحدة من جميع الأطراف” اليمنية، في ظل تفاقم أعمال العنف والاضطرابات المتواصلة منذ نحو تسعة أشهر. إلى ذلك، اتهمت وزارة الداخلية اليمنية، أمس القوات العسكرية المنشقة ورجال القبائل المسلحة الموالية للمعارضة، بتأزيم الموقف عسكريا. وقال مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية إن قوات الفرقة الأولى مدرع، التابعة للواء المنشق علي محسن الأحمر، و”المليشيات المسلحة التابعة لحزب الإصلاح” الإسلامي المعارض، قامت أمس، بتسيير تظاهرات غير مرخص لها في عدد من شوارع أمانة العاصمة”. واتهم المصدر الأمني القوات العسكرية المنشقة بقصف الأحياء السكنية في حي عصر وشارع هائل” التجاري، غرب صنعاء، إضافة إلى إطلاق قذائف هاون على حيين سكنيين في مدينة صنعاء القديمة، ما أدى إلى تضرر منزلين “بأضرار كبيرة”. وقال المصدر ذاته إن تلك القوات قصفت “منازل المواطنين في حي الجراف (شمال) مما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين وإلحاق أضرار كبيرة بمنازلهم”، حسب وكالة الأنباء اليمنية الحكومية “سبأ”. كما اتهمت وزارة الداخلية قوات الفرقة الأولى مدرع بقصف منزلي رئيسي الوزراء السابقين فرج بن غانم وعبدالقادر باجمال في مدينة صوفان السكنية، بمنطقة الحصبة، ما أدى إلى مقتل اثنين من أقاربهما، و”وقوع إصابات” بشرية، و”أضرار مادية كبيرة”. وقال المصدر الأمني إن قوات اللواء الأحمر قصفت مبنى وزارة العدل وبرج الرماح السكني، في شارعي العدل والدائري، “بقذائف هاون عدة”. واعتبر ذلك “خطوة تصعيديه غير مسؤولة لتأزيم الموقف عسكريا”، محملا قيادات أحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة، واللواء الأحمر والزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر وإخوانه “مسؤولية كل الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين وأفراد الأمن والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة في صنعاء”. وعبًر عن أسفه على إصرار من وصفها بـ”القيادات الانقلابية” على المضي في “نهجها التصعيدي للوصول إلى السلطة على حساب دماء الأبرياء”. وأكدت وزارة الداخلية أنها “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه المغامرات والحماقات الطائشة”، وأنها “ستلجم كل متهور ومخرب وعابث بالأمن والسكينة العامة للمجتمع”. وقالت إنها “لن تسمح لقوى التآمر والخيانة بتنفيذ مخططاتها التدميرية وتمزيق الوطن تحقيقاً لأهداف رخيصة ودنيئة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©