الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نجاد: نرفض التراجع عن البرنامج النووي رغم الضغوط

3 أكتوبر 2012
أحمد سعيد، وكالات (طهران)- أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي رغم الضغوط الاقتصادية والعقوبات الغربية، واتهم الدول الغربية بشن حرب اقتصادية على الصعيد العالمي ضد إيران لإخضاعها، مؤكداً أن البنك المركزي يوفر ما يكفي من العملة الصعبة لتمويل واردات البلد، فيما واصل الريال الإيراني مساره الانحداري أمام الدولار، متراجعا بنسب تراوحت بين 2 و6% ليعمق بذلك الخسائر التي مني بها قبل يومين حين تراجع بنسبة 17% أمام العملة الخضراء، وسط ملاحقات شنتها الحكومة الإيرانية لملاحقة المضاربين بالعملة. وقال نجاد في مؤتمر صحفي بطهران نقله التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة بعد هبوط الريال إلى مستوى قياسي مقابل الدولار الأميركي “لسنا شعبا يتراجع في المسألة النووية”. وأضاف “إذا اعتقد البعض أنهم قادرون على الضغط على إيران فإنهم يخطؤون وعليهم تصحيح موقفهم”. وتأتي تصريحات نجاد مع الانخفاض المتسارع في قيمة العملة الإيرانية، والذي قال إن سببه “الحرب الاقتصادية التي يشنها الغرب على إيران”. وتراجع عن التصريحات التي أدلى بها خلال زيارة إلى نيويورك الأسبوع الماضي بأن إيران قد تدرس إجراء مفاوضات مباشرة مع أميركا حول المسألة النووية. وأكد أن العقوبات التي تستهدف صادرات النفط الإيرانية التي تدخل عائدات بالعملة الصعبة إلى البلد، وتقييد قدرتها على الحصول على تلك العائدات، هي حرب خفية وشديدة وعلى مستوى عالمي”. وأضاف “إنها معركة، لقد تمكنوا من الحد قليلا من مبيعاتنا النفطية، لكننا سنعوض ذلك”. وجدد التأكيد على أنه “غير قلق مطلقا” بشأن التهديدات الإسرائيلية بشن عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، وقال “إيران ليس بلدا تهزه بعض المفرقعات”. وأكد “لم نكن يوما معتدين، لكننا مدافعون جيدون جعلنا جميع المهاجمين يندمون على أفعالهم”. وتابع “إنهم يضغطون علينا، ويصورننا وكأننا نحن المغامرون”. وأكد أن “العدو يعتقد أنه قادر على كسر مقاومة الشعب الإيراني لكنه يخطئ” في ذلك. وأوضح “هناك حرب نفسيه وعلى الكل مساعدة الحكومة، العقوبات تستهدف الشعب، والغربيون يكذبون عندما يقولون إن العقوبات ضغوط على الحكومة”. وأضاف أن البنك المركزي يوفر ما يكفي من العملة الصعبة لتمويل واردات البلد بالرغم من العقوبات الغربية. وسخر نجاد من صورة “القنبلة” التي رسمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر الأمم المتحدة لتسليط الضوء على التهديد النووي الإيراني، قائلا إنه يتعين على نتنياهو تحسين مهاراته في الرسم. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اعتبرت أمس الأول أن الهبوط التاريخي للعملة الإيرانية التي فقدت ثلث قيمتها أمام الدولار في أسبوع و80% في عام، يظهر نجاح العقوبات الدولية المفروضة على إيران. وقالت “هذه أقسى عقوبات استطعنا فرضها كمجتمع دولي، وهي مهمة للغاية في السعي لجعل إيران تلتفت إلى أهمية التوقف عن النشاطات النووية”. وصباح أمس بلغ سعر العملة الإيرانية 35 ألفا و500 ريال للدولار الواحد بحسب موقع متخصص بأسعار الصرف، فيما أفاد صرافون بأن التداولات في السوق تتراوح بين 35 ألفا و500 ريال و37 ألف ريال للدولار الواحد. وكان سعر الريال أغلق الاثنين على 34 ألفا و700 ريال للدولار الواحد. وحملت الحكومة الإيرانية المضاربين مسؤولية الهبوط المتسارع للعملة وحاولت دون جدوى وقف أنشطة التجار في السوق السوداء ولاحقتهم. ونقلت وكالة فارس للأنباء عن مهدي غضنفري وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني قوله “نتوقع أن تسيطر الأجهزة الأمنية على أفرع وجذور الاضطراب في سوق الصرف”. وأضاف “يدفع الوسطاء في السوق أيضا باتجاه ارتفاع السعر لأنه مربح لهم ولا أحد يردعهم”. ونقلت وكالة مهر للأنباء عن محمد رضا باهونار نائب رئيس البرلمان الإيراني قوله إن السلطات لديها الإمكانات المالية الكافية لتحقيق الاستقرار في سعر الريال. وقال “لا تعاني الحكومة من نقص في العملة ويمكنها ضخها في السوق لفترة طويلة”. ويعتقد بعض المحللين أن احتياطيات إيران من العملة الأجنبية بدأت تنكمش مما قد يزيد من صعوبة تمويل إيران لوارداتها، وربما يفسر ما بدا من إحجام البنك المركزي عن إمداد السوق بمزيد من الدولارات في الأسبوع الماضي. لكن وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني شمس الدين حسيني أكد ارتفاع صادرات إيران غير النفطية خلال الأسابيع الأخيرة، معتبراً أن استمرار هذا الارتفاع سيؤدي إلى تنامي الفائض في الميزان التجاري. ونقلت وكالة أنباء فارس عنه قوله “رغم تراجع صادرات السلع غير النفطية خلال الأشهر الأولى من العام الإيراني الجاري، لكنها بدأت ترتفع”. واعترف بتراجع مؤشر صادرات السلع البتروكيمياوية والمشتقات الغازية نتيجة للحظر المفروض على البلد، لكنه كشف أن هذا القطاع بدأ يتعافى. ولفت إلى‌ نمو صادرات السلع غير النفطية بنسبة 4 إلى 5%، فيما سجل نمو صادرات البضائع الصناعية لدى القطاع الخاص نمواً بنسبة 24% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الإيراني الحالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©