السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاج المبكر يزيد قدرة المعاقين على الاندماج في المجتمع

العلاج المبكر يزيد قدرة المعاقين على الاندماج في المجتمع
17 أكتوبر 2011 09:03
الإعاقات الذهنية من أصعب أنواع المشكلات الصحية التي يعانيها المعاقون، ومن ثم يتم التركيز على أصحاب تلك الإعاقات وبذل جهود مكثفة معهم في عمليات العلاج والتأهيل، في مراحل سنية مبكرة، حتى تؤتي عملية العلاج أكلها ويصبح المعاقون ذهنياً أكثر قدرة على الاندماج في المجتمع، وأكثر اعتماداً على النفس في إدارة شؤون حياتهم. (الشارقة) - انطلاقاً من أهمية التعاطي مع تلك الحالات في سن مبكرة، تسعى الدولة عبر جهود حثيثة في بذل الكثير من أجل ذوي الإعاقات الذهنية، من خلال المراكز والمدارس المتخصصة ومنها مدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والتي تحدثت مديرتها منى عبدالكريم إلى “الاتحاد” وقالت، إن الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة الذهنية يجب أن تكون على أعلى مستوى، ولذلك هناك عدة شروط يجب أن تتوافر في المرشدين والمعلمين المختصين بالتعامل مع المعاقين، أهمها ضرورة حصوله على مؤهل عال مرتبط بشكل مباشر بشؤون الإعاقة، مثل درجة البكالوريوس في التربية الخاصة، علم النفس، رياض أطفال، الخدمة الاجتماعية. سمات شخصية هناك سمات شخصية من الضروري توافرها لكل من يتحمل مسؤولية التعامل مع المعاقين ذهنياً والاشتراك في الخطط العلاجية والتأهيلية لهم، ومن تلك السمات، قوة الملاحظة، سرعة البديهة، الدقة في العمل، قوة التحمل والتحلي بالصبر الشديد لأن بعض المعاقين ذهنياً يعانون صعوبة في التعلم، ما يتطلب من المرشد أو المعلم الصبر والمثابرة من أجل الوصول إلى هدفه، حب العلم والرغبة في التطور من أجل مواكبة أحدث التقنيات العلاجية التي تتغير للأفضل يوماً بعد يوم، التجديد في أساليب التعليم وعدم الركون إلى نمط واحد أو أنماط تقليدية، ومحاولة الاستفادة دائما من أحدث الوسائل التقنية في التعليم. وحول الكيفية التي يتسنى لأصحاب الإعاقات الذهنية وذويهم الاستفادة من الخدمات التي تقدمها المدرسة بما يعود بالنفع على كل من الطالب وأسرته والمجتمع، أوضحت منى عبدالكريم أن تعليم ذوي الإعاقة الذهنية يعتبر عملية متكاملة بين كل من المدرسة وولي الأمر، وبدون الاهتمام الكافي من ولي الأمر لن تتم العملية التعليمية بنجاح ولن تحقق أهدافها، لأنه عبر تضافر الجهود مع ولي الأمر يتم الوصول إلى النتائج المرجوة من خلال الجلسات الإرشادية مع الأهل فردية كانت أو جماعية.. والجماعية إذا كان الأهل لديهم أبناء مصابون بنفس النوع من الإعاقة، أما الفردية فتكون لأصحاب الحالات الخاصة. في ذات السياق بينت منى عبدالكريم، أن المدرسة تنظم مجالس للآباء والأمهات والأخوة، من أجل الاستفادة من جميع مكونات الأسرة في إنجاح العملية التعليمية، وهو ما يتطلب من المدرسة تنظيم دورات وورش عمل باستمرار لكل أفراد الأسرة، بما يتناسب مع حالات الإعاقة الذهنية التي يعانيها أبناء تلك الأسر. أما عن أعضاء الفريق العلاجي والتأهيلي ودور كل منهم، فقد ذكرت أن الفريق المعالج يشتمل على عناصر عديدة، وجميعهم يقومون بأدوارهم حسب الخطة المرسومة لهم، فهناك معلم الصف، الاخصائي النفسي، أخصائي التخاطب، اخصائي العلاج الطبيعي، الاخصائي الوظيفي، أخصائي الخدمة الاجتماعية، والمشرف التربوي. برامج مختلفة حول مدى اختلاف البرامج العلاجية المخصصة لكل فئة عمرية أو شريحة مرضية، بينت منى عبد الكريم أن المدرسة تقوم بتقسيم المرضى تبعاً لتصنيفات عدة، وعلى سبيل المثال هناك مجموعات تضم الأطفال من سن 6 إلى 9 سنوات، وهناك مجموعة لمن هم في سن عشر سنوات، ولفتت إلى أن تطور الطفل المعاق يمر بنفس مراحل نمو الطفل العادي، ولكن تختلف الأساليب التعليمية الموجهة للمعاقين، وترتبط أيضاً باختلاف الفئات العمرية لكل فئة مرضية.وأوضحت أن الخدمات المقدمة للجميع واحدة، غير أن كل طالب له خطة تربوية خاصة به. وأشارت إلى أن المدرسة تركز دائما على برامج تعديل السلوك بالنسبة للطلاب بحسب الطفل والعلاقة التي يعاني منها، وتكون في الغالب على المهارات الاجتماعية، السلوكيات الصحية، العناية الذاتية بحيث يصبح الطفل قادراً على الاعتماد على النفس، بما يتماشى مع أهداف المدرسة في التمكين والاستقلالية، الحفاظ على نفسه، التعامل مع المجتمع. وحول السبل المتبعة لدمج ذوي الإعاقة الذهنية في المجتمع، أوضحت منى عبد الكريم أن الإعاقة الذهنية تعد من أصعب أنواع الإعاقة من حيث التعامل مع الآخرين، وحتى يتقبل المجتمع الآخرين لا بد من برامج توعوية موجهة إلى مؤسسات المجتمع الخارجية، خاصة المدارس، حيث تقوم مدرسة الوفاء لتنمية القدرات بمحاضرات وورش عمل للتعريف بسبل التعاطي مع أصحاب هذا النوع من الإعاقة. في هذا السياق أكدت أن الطفل في المدارس في مرحلة البداية يكون لديه خوف ولكن بعد توعية الطلاب بحالته يكون هُناك تعامل بشكل آكثر سهولة مع المعاقين ذهنيا. وتشمل البرامج التوعوية الموجهة، مراكز الأمومة والطفولة، الأماكن العامة، المراكز التجارية، كما أن مدرسة الوفاء تشارك في جميع الفعاليات المجتمعية التي تقام على أرض الإمارات على سبيل المثال، هناك مشاركات في يوم الاتحاد، جوائز القرآن الكريم على مستوى الإمارات، جائزة جابر للقرآن الكريم، جائزة الشيخة لطيفة. وتمتد مشاركات المدرسة بغرض دمج الطلاب إلى خارج الدولة، حيث تمت المشاركة هذا العام في فعاليات داخل لبنان.وأكدت أن مشاركة الطلاب ذوي الإعاقة الذهنية في هذه المعسكرات، تعطي ثقة بالنفس واعتمادا على الذات لمواجهة المجتمع، وقدرة على تكوين أصدقاء وعلاقات أوسع، وتمثل هذه المشاركات في المجمل نوعا من أنواع الدمج الاجتماعي المقصود من وراء العمليات التربوية والتعليمية. تهيئة مهنية وبالنسبة لطبيعة الفعاليات وورش العمل التي يتم تنظيمها في مجال علاج وتأهيل ذوي الإعاقات الذهنية، قالت منى عبد الكريم، إن الطلاب يبدأون الالتحاق بورش العمل عند وصولهم لسن الأربعة عشر عاماً، وهناك تهيئة مهنية قبل التأهيل المهني، ثم يتم توجيه الطالب بحسب قدراته ومهاراته ورغباته إلى العمل الملائم لحالته. ورداً على سؤال عن النصائح التي نقدمها للمجتمع في طرق التعامل مع ذوي الإعاقات الذهنية، أكدت أن الطفل المعاق ذهنياً، شخص له حقوق ولا بد من أن يعيش في بيئة آمنة، ويتمتع بكافة الخدمات التعليمية التربوية الصحية والترفيهية. وعلينا أن نبحث عن جوانب القوة والضعف ونعمل على تنميتها، كون أصحاب هذا النوع من الإعاقة قادرين على التعليم بحسب قدراتهم، والتواصل مع الأسرة، من أجل الوقوف الكامل على قدرات تلك الحالات. وأشارت إلى أن كثيرا من المعاقين ذهنياً التحقوا بأعمال عندما كبروا وبعدما تم توفير خدمات متكاملة لهم في الصغر، وخففوا العبء عن الأسرة، وعن الدولة، وأصبحوا أشخاصا فاعلين وإيجابيين، ويتمتعون بالتمكين وذلك تبعاً لحال الشخص ونسبة الإعاقة. نقل الخبر قدمت منى عبد الكريم نصيحة مهمة للأطباء، بضرورة معرفتهم بأفضل سبل نقل الخبر عند وجود طفل معاق ذهناً بالنسبة لطبيب الولادة، لأن كل الآباء والأمهات يتمنون ولداً سليماً، وقد يسبب الخبر ألماً نفسياً لهم، ولكن على الطبيب أن يقوم بنقل الخبر بطريقة سلسة وإرشاد الوالدين لأماكن العلاج، خاصة أن الأسرة في بداية الأمر قد تكون في حالة من عدم التقبل والحيرة، وهنا يجب على الأطباء اتباع طريقة جيدة في التعامل واختيار التوقيت السليم، ولتكن مثلاً بعد يومين من الولادة والتأكد من الخبر بالفحوص، وهذا يتطلب من الطبيب معرفة كاملة بالإعاقة التي أصيب بها الطفل للإجابة على أسئلة الأم بصراحة. وهناك دور أيضاً على الدعم النفسي والاجتماعي من الأهل والأقارب، وفي حالة رفضهم لذلك، على المحيطين بها عدم الاستسلام لذلك، والعمل علـي تقديم أفضل الخدمات بشكل سريع ومفيد.ودعت منى عبدالكريم المجتمع إلى تطوير الخدمات الصحية لذوي الإعاقة، خاصة المعاقين ذهنياً بشكل، حتى لا تتأثر الحالة كما أن الأطفال لا يستطيعون الانتظار مثل الكبار. وأكدت أن هناك خدمات كثيرة في الإمارات، ولكنها بحاجة إلى تطوير لتقديم الخدمة للمعاق بشكل أكثر سهولة ويسر. غير بعيد عن هذا تحدثت منى عبد الكريم عن نشأة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات بوصفها إحدى الصروح الحيوية في المجتمع الإماراتي لمواجهة حالات الإعاقة الذهنية وقالت، إن مدرسة الوفاء لتنمية القدرات “معهد التربية الفكرية سابقاً”، تأسست مع بدايات عمل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بهدف استيعاب الأطفـال المعاقين الذين لم يجدوا مراكز متخصصة تقدم لهم الخدمات اللازمة في ذاك الوقت. تابعت منى عبدالكريم: نظراً لتزايـد أعداد الأطفال المعاقين ذهنياً الذين لم يخطط لهم لتلقي الخدمات التعليمية والعلاجية أسست مدينة الشارقــــة للخدمات الإنسانية في أكتوبر عام 1984 معهد التربيـة الفكرية وقتها كدوام مسائي في مدرسة الأمل للصم، وفي العام الدراسي 84 – 1985 وبعد تزايـد عدد المنتسبين إليه تم افتتاح المبنى الخاص بالمدرسة والذي يضم ثلاثة مبان جديدة تقـدم فيها خدمات التربيـة الخاصة المنظمة. شروط القبول حول الخدمات التي تقدمها مدرسة الوفـاء لتنمية القدرات في منطقة الرملة بالشارقة، تقول منى عبد الكريم: البرامج التعليمية والتربوية والعلاجية، الخدمـات الصحيـة والطبيـة، عـلاج النطق، الإرشاد الأسري، التدريب على مهارات الحسية والحركية، العلاج الطبيعي والوظيفي، التدريب الفردي، الخدمات النفسية والاجتماعية، التدريب على استخدام الكمبيـوتر، التربيـة الفنيـة والرياضيـة والموسيقية والتدبيـر المنزلي. أما شروط القبول بالمدرسة فتتمثل في أن يكون المنتفع مصنفاً ضمن فئات الإعاقة الذهنيـة ويقبل أيضاً متعددو الإعاقة، شرط ألا يكون الطالب يعاني من نوبات الصرع الشديدة، ولابد أن يتحدث الطالب اللغة العربية وأن يخضع لفترة تجربة بهدف التعرف على خصائصه وتقييم قدراته لتحديد مدى استفادته من البرامج المقدمة في المدرسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©