الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التفهم والحزم علاج «ازدواجية» مشاعر الأبناء

التفهم والحزم علاج «ازدواجية» مشاعر الأبناء
8 أكتوبر 2015 21:30
خورشيد حرفوش (القاهرة) يحتاج الطفل ضمن الفئة العمرية من 3 إلى 6 سنوات، إلى قدر كبير من الاهتمام والتركيز والرعاية، لأنها فترة مشحونة بالقلق «الطبيعي» المصاحب لنمو الطفل في هذه الفترة بالذات. وإذا ما تفهم الوالدان طبيعة المرحلة، فإنهما سيتمكنان من بناء علاقة إيجابية معه سواء كان ذكرا أو أنثى، ومفتاح هذا الفهم يكمن في التعامل مع هذا القلق على أنه جزء طبيعي من سمات هذا العمر. ومن ثم يمكن تحديد مسؤولياتهما التربوية في تكوين شخصية الطفل أو الطفلة. وحول طبيعة هذه المرحلة، يقول الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية بجامعة جنوب الوادي: «من طبيعة هذه الفترة الزمنية الحرجة من عمر الابن أو الابنة «ازدواجية المشاعر» تجاه الوالدين، وتعقدها، والتباسها، وحساسيتها الشديدة. فالطفل الذكر يزداد تعلقا بأمه، فهو يدخل معها في قصة حب هي غاية في العاطفية، وإنه يريد أن يمتلكها وحده، وكلما ازداد تعلقه بها، ازداد وعيه بالمشكلة التي تواجهه، فإن «هذا الحب الشديد للأم» يكشف له أن هناك منافسا قويا له، هو الأب، وهو القوي الذي يمتلك الأم، وفهم الطفل لهذه الحقيقة يصاحبه الإحساس بالغيرة والكراهية، ويصحبه أيضا إحساس بأن الأب يعرف حقيقة مشاعره نحو أمه، ويتخيل أن الأب يبادله الكراهية، في الوقت نفسه يدرك أن وجود الأب مهم وضروري لحياته. فهو يعشق أمه ويريد أن يحتفظ بالأب، فالموقف غاية في الصعوبة. والمنطق نفسه ينطبق على البنت الصغيرة، التي تعجب بالأم وتحتفظ بها كمثل أعلى وتتمنى في الوقت ذاته أن تتنازل الأم عن مكانتها في قلب الأب». ويقول: «بعض الآباء يقولون في أنفسهم ساخرين: «مادام الابن يعشق أمه فلنراع مشاعره، ونترك له الفرصة للتعبير الكامل عن حبه لها»، ويلجأ هذا الأب إلى التقليل من تدليله للأم في وجود الابن، ويعطي له الحرية والفرصة الكاملة إن دخل مع أمه في حوار، ولا يتدخل بينهما، وقد يبالغ الأب في الاستئذان من الطفل للخروج معها، على سبيل المثال، وهذا النوع من الآباء يرتكب خطأ جسيما، ويؤذي الطفل كثيرا، ما يسبب له مشاكل عديدة فيما بعد»، مشيرا إلى أنه «على الأب في مثل هذه المواقف أن يتصرف بطبيعته مع الأم، لأن الابن يتعلم منه بطبيعة الحال، ويتعلم منه كيف يكتسب ثقته بنفسه، وكيف لا يخشى المنافسة، وكيف يتعامل مع الجنس الآخر». ويضيف: «ما ينطبق على الابن ينطبق على الابنة لكن بالعكس، فالبنت تشعر أن أمها تنافسها على قلب الأب، وهذا ليس معناه أن تدلل الأم ابنتها فوق الحد، أو أن تتحفظ في إبداء عواطفها لأبيها أمامها، أو أن تتحمل وقاحة الابنة، بل يجب أن تتحلى بالحزم والجدية وأن تثبت لها أنها أم قوية، وتصلح أن تكون مثلها الأعلى. وأن تعرف الابنة حدودها مع الأب، حتى لا تقع فريسة ارتباك المشاعر، والإحساس بالذنب، ومشاكل عديدة في الكبر. والبنت هي أيضا تحتاج مشاعر عديدة من الأب أولها أن تشعر أنها مقبولة كطفلة وفتاة كبيرة. وهنا يجب أن نحذر الآباء من معاملة بناتهم كأولاد، لأنهم بذلك يرتكبون جريمة كبيرة في حق بناتهم، ويسهمون في قتل أنوثتهن». دور الطبيعة يقول الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية بجامعة جنوب الوادي، إن تعلق الأبناء بآبائهم وأمهاتهم لا يستمر طويلا، فالطبيعة الإنسانية تتولى دائماً دورها في تربية الأبناء، حيث يبدأ الابن في ممارسة الاستقلال عن أبيه وأمه، عندما يتخطى عامه السابع، وكذلك الابنة، وتبقى مهمة الآباء والأمهات أن يساعدوهم على النمو والنضوج وبناء شخصياتهم المستقلة، حتى يستطيع كل منهم اكتشاف مواهبه وقدراته واتجاهاته وتحديد مسار حياته. ضحايا الدلال حول الآثار السلبية للتعامل الخاطئ مع الأبناء، يقول الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية بجامعة جنوب الوادي «تشهد العيادات النفسية على نساء ورجال كان تدليل الآباء لهم سبباً في إفساد حياتهم، فالأب الذي يعطي ابنته في طفولتها فرصة الاستيلاء «الوهمي» على مكانة أمها، يدمر مستقبلها العاطفي، واعتزازها بنفسها كأنثى، ويولد لديها التمرد المبكر على دورها المستقبلي كامرأة وزوجة. والأم التي تفرط في دلال ابنها تخلق منه شخصا أنانياً مضطرب المشاعر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©