الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشارقة للطابع البريدي» يوثق مسيرة تطور منطقة الخليج

«الشارقة للطابع البريدي» يوثق مسيرة تطور منطقة الخليج
17 أكتوبر 2011 09:04
جمع الطوابع هواية متخصصة يمارسها كثيرون من عشاق التاريخ وتفاصيل الملامح القديمة للمدن والعواصم العريقة. وهي منذ انطلاقتها مع أول طابع صمم في بريطانيا عام 1850 تحت مسمى «بيني بلاك»، تعتبر الشغل الشاغل لفئة لا يستهان بعددها حول العالم. بينهم عشرات من مواطني الدولة والمقيمين فيها ممن يفخرون باقتناء مجموعات نادرة من مختلف البلدان. وتشهد الإمارات يوم الأربعاء المقبل افتتاح الدورة الثانية من معرض الشارقة للطابع العربي السنوي، تحت عنوان «تاريخ منطقة الخليج ومسيرة تطورها». والمعرض الذي يستمر حتى 22 من الجاري يقام في مركز «ميجامول» التجاري، ومن المتوقع أن تحضره حشود كبيرة على غرار الدورة الأولى. (الشارقة) - كنوز من المعرفة المرسومة على طوابع متناهية الصغر، تجذب كل من لديه شغف في الحفاظ على بقايا من التاريخ الذي لا يراد له أن يرحل من دون ذكرى. وهذا الاهتمام بالإرث الإنساني يدخل ضمن أولويات مجتمع الإمارات الذي يحرص دائما على حماية التراث والمكتشفات الوطنية. ومن هنا تؤكد «جمعية الإمارات لهواة الطوابع» على ضرورة المشاركة في الحدث من قبل جامعي الطوابع في كافة أنحاء المنطقة، وتحثهم على انتقاء أفضل ما لديهم من مجموعات لعرضها أمام آلاف المتفرجين المتوقع حضورهم. وأكثر من ذلك فهي تعدهم بتقديم جوائز لتكريم أفضل المعروضات التي ستختارها لجنة من الخبراء في مجالهم والتابعين للجمعية. توثيق التطور يقام معرض الشارقة للطابع العربي السنوي، الذي يحمل عنوان «تاريخ منطقة الخليج ومسيرة تطورها»، تحت رعاية الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشارقة للإعلام. ويشهد في دورته الحالية تقديم مجموعات استثنائية من عدة دول في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية، الكويت، سلطنة عمان، قطر والبحرين. مع مشاركة لافتة من هواة جمع الطوابع في الإمارات والذين يشكلون نسبة كبيرة من العارضين. ويحظى الحاضرون من كافة الفئات العمرية بفرصة التعرف إلى التطور الذي شهدته منطقة الخليج العربي من خلال الطوابع التي تروي حكايات وقصص عن دول ومدن معينة. وعن أهمية تنظيم مثل هذه المعارض التي تشجع على حماية مفردات التاريخ وآثاره، يقول رئيس «جمعية الإمارات لهواة الطوابع» عبدالله خوري لـ»الاتحاد» إنه «كلما حافظت الأجيال الجديدة على بقايا من الماضي، كان الحاضر أكثر أهمية وتميزا». ويضيف «هذا ما نهدف إليه من خلال إقامة معرض الطوابع بغية نشر هذه الهواية بين الجمهور. ونحن على ثقة بأن الطوابع البريدية التي يعود ابتكارها إلى نحو 160 عاما، هي من أكثر الصناعات التي أثارت الجدل حول ضرورة حمايتها». ويذكر أن مساعي الجمعية تتمحور حول مساعدة الحضور على إدراك الدور البارز للطوابع في توثيق التطور الكبير الذي شهدته المنطقة. ويشير خوري إلى أن الجمعية تضم 185 عضوا، بينهم 80 إماراتيا، فيما البقية من المقيمين داخل الدولة. ويقول «لدينا في الإمارات مجموعة كبيرة من الطوابع، إضافة إلى التاريخ البريدي الذي يعود إلى أول مكتب للبريد في البلاد منذ عام 1909. وهذا بحد ذاته إنجاز تاريخي عظيم نفتخر بحفاظنا عليه». ويضيف أن أول مكتب للبريد في المنطقة كان في عمان، وذلك عند تأسيسه عام 1858. ولدينا ما يثبت ذلك من خلال إحدى مجموعات التاريخ البريدي التي تعتبر من مقتنيات أحد الأعضاء». تثقيف الأجيال يورد خوري أن عضو الجمعية الإماراتي محمد المر حاز ميدالية ذهبية عن اقتنائه لطوابع نادرة عن عمان، وذلك خلال معرض «يوكوهاما» في اليابان. ويذكر أن النجاح الذي شهده المعرض خلال السنة الفائتة، ساهم بزيادة عدد أعضاء الجمعية من هواة جمع الطوابع في المنطقة. ويضيف «الأمر الذي جعلنا نتعرف إليهم عن قرب وإلى نوعية الطوابع التي يرغبون باقتنائها. وهذا يزيد من حماسنا للكشف باستمرار عن المزيد من الكنوز المخفية وعرضها أمام جمهور الحاضرين». وهو يعتبر أن الاطلاع على تاريخ الدول والمدن من خلال الطوابع، هو أسلوب ممتع لتثقيف الأجيال وتعريفها إلى ماضي هذه المنطقة. ومن أبرز الفعاليات التي تقام ضمن الدورة الحالية لمعرض الشارقة للطابع العربي، تنظيم مسابقة للأطفال لتصميم أجمل بطاقة بريدية. وذلك من باب تشجيع هذه الفئة العمرية على المشاركة في رسم ملامح التاريخ الجديد بحسب مخيلتها وأحلامها. ويشكل التراث الموضوع الرئيسي لهذه المسابقة حيث يعطي الأطفال فكرة متعلقة بتراث الإمارات ويطلب منهم التعبير عنها من خلال رسوماتهم على بطاقة بريدية رسمية فارغة. وتبلغ أعمار الأطفال المشاركين في هذه المسابقة الإبداعية ما بين 5 و15 عاماً. وسوف تقوم لجنة فنية باختيار أفضل التصميمات التي من المنوي أن تتم طباعة بعضها على بطاقات بريدية رسمية تحمل اسم المصمم، على أن تباع في مقر الجمعية. دراسة مطولة يقول المنسق العام للمعرض عمر أحمد، أحد أعضاء لجنة التحكيم «نرغب في أن نزرع حب هواية جمع الطوابع في قلوب الجيل الشاب». وأحمد الذي يشغل منصبي أمين السر ورئيس لجنة المعارض بالجمعية يتحدث عن أهمية المشاركة في المعرض لجهة عرض المقتنيات الشخصية من الطوابع وكل ما له علاقة بالتاريخ البريدي. وهو من المشجعين على رصد أكبر كمية من الإرث المطبوع على ورق، والحفاظ على التفاصيل المتعلقة بعالم البريد. وهذا ما يمكن البدء به في أي وقت، لأن الأيام تمضي وما لا قيمة له اليوم، يتحول إلى تحفة مع مرور الوقت. من جهته، يقول مهندس الاتصالات خالد العميرة لـ»الاتحاد» إنه سيعرض مجموعة طوابع تشرح تطور الخدمات البريدية في إمارة الشارقة. والتي يتحدث فيها عن كيفية تواصل أهل الشارقة وتجارها مع العالم الخارجي من خلال البريد. ويضيف «أوضح من خلال معروضاتي نوعية الطوابع المستعملة في فترات مختلفة أولها عندما كان التواصل عبر مكتب دبي بواسطة طوابع هندية وباكستانية ومن ثم إنجليزية». ويذكر أن الأمر ظل على ما هو عليه إلى حين افتتاح مكتب بريد الشارقة في 10 يوليو عام 1963. ويشير إلى أنه يظهر من خلال المعرض جزء من تاريخ سلاح الجو الملكي الذي كان يمتلك نظام بريد خاص به. ويتابع «أقدم نماذج من الأظرف البريدية والوثائق القيمة التي حصلت عليها من مصادر مختلفة. بعضها اشتريته من مزادات علنية، وبعضها اشتريته من مواقع مختلفة». كما تظهر المجموعة الأختام المستخدمة في تلك الفترة والمسارات البريدية والتعرفة المستعملة في حينه. ويؤكد أنه لا يوجد طابع معين مفضل بالنسبة له، فالمجموعات اليوم هي برأيه عبارة عن نتيجة لبحوث مطولة ودراسة عميقة. دعوات وجهت «جمعية الإمارات لهواة الطوابع» الدعوات لجامعي الطوابع البريدية في كافة أنحاء المنطقة العربية للمشاركة في المعرض الذي يهدف إلى إدراك الدور البارز الذي أسهمت به الطوابع في توثيق التطور الكبير الذي شهدته المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©