روما ( د ب أ) - أنقذ خفر السواحل الإيطالية أكثر من 500 مهاجر أمس، وذلك بعد نحو عشرة أيام من وفاة مئات الأشخاص في حادثة الغرق المأساوية لزورق قبالة جزيرة لامبيدوزا. وقال خفر السواحل الإيطالي إن سفن شحن عابرة وزورق دوريات تابعين لقوات البحرية شاركا في عمليات الإنقاذ التي بدأت بعد ساعات من إطلاق مجموعة من 210 أشخاص إشارة استغاثة من قاربين مطاطيين في المياه الإقليمية الليبية.
وجرى اصطحاب المهاجرين الذين تم إنقاذهم والذين بلغ إجمالي عددهم 503 أشخاص إلى بلدات بورتو إيمبيدوكلي وتراباني وسيراكيوز في مدينة صقلية.
وفي لامبيدوزا، الإقليم الواقع بأقصى الجنوب الإيطالي ونقطة الدخول الأساسية للمهاجرين غير الشرعيين، عثر مسؤولون على الضحية رقم 312 في حادث الثالث من أكتوبر والذي شهد غرق قارب كان قد أبحر من ليبيا وعلى متنه ما يصل إلى 500 شخص من إريتريا يسعون لحياة أفضل في إيطاليا هربا من الفقر والقمع في بلادهم.
ونجا 155 شخصا من الحادث الذي يعد الأسوأ في تاريخ الهجرات غير الشرعية نحو أوروبا. ويوم أمس الأول الخميس، قال رجال إنقاذ إنه ليس هناك مزيد من الضحايا داخل الزورق الغارق، لكن عمليات البحث جارية للعثور على جثث طافية في البحر.
وخلقت كارثة لامبيدوزا جدلا واسعا في إيطاليا وأوروبا ككل بشأن فتح باب استقبال المهاجرين من عدمه وكيفية معالجة أوضاع من تمكنوا من الوصول إلى الأراضي الإيطالية عن طريق الهجرة غير الشرعية .وأمس الأول، قال زعيم أكبر حركة معارضة في إيطاليا إن البلاد لا يمكن أن تفتح الباب أمام المهاجرين، رافضا خطوة تهدف إلى إلغاء أحد النقاط المثيرة للجدل في قوانين الهجرة.
وكتب بيبي جريللو، وهو ممثل ساخر يقود حركة احتجاج “الخمس نجوم” في مدونته على الإنترنت، قائلا”لامبيدوزا تتهاوى وإيطاليا ليست على ما يرام أيضا.. كم عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يمكن أن نستقبلهم إذا كان واحد من أصل ثمانية إيطاليين لا يمتلك المال كي يأكل؟”. وأشار إلى أن إلغاء قوانين مكافحة الهجرة غير الشرعية سيعتبر بمثابة دعوة لسكان الشرق الأوسط وأفريقيا للمجيء إلى إيطاليا.
ومن المقرر أن يتم نقل ما إجماليه 124 من الناجين من كارثة لامبيدوزا إلى صقلية وبوليا في جنوب إيطاليا أيضا. وحث حاكم صقلية روزاريو كروسيتا ناخبي المدينة أيضا أن يتولوا رعاية الـ 41 طفلا الناجين من السفينة الغارقة. وفي الوقت نفسه، كانت السلطات في لامبيدوزا تحاول تخفيف الاكتظاظ في مركز استقبال على الجزيرة الصغيرة والذي يستضيف ما يقرب من ألف مهاجر، حيث ترك العديد منهم دون مأوى من المطر، في حين تبلغ طاقته الاستيعابية 250 مهاجر.
عدد اليوم
