الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجة واحدة لعدة أشقاء.. عادة تيبتية

4 أكتوبر 2012
تزوجت تاشي سانغمو في سن السابعة عشرة من جارها المراهق في الرابعة عشرة في قرية نائية في الهملايا في النيبال... وبعدما أصبحت زوجته، اقترنت أيضا بشقيقه الأصغر وفقا لتقاليد محلية باتت في طريقها إلى الزوال. وتقول تاشي باللهجة التيبتية: "تكون الأمور أسهل بهذه الطريقة لأن الأملاك تبقى ضمن العائلة الواحدة بدلا من أن تتقاسمها زوجات عدة، وأنا المسؤولة عنها". وتؤكد الشابة: "الزواج من شقيقين يؤمن لي المال وأنا من يقرر كيفية استعماله". وعندما تزوجت تاشي من مينغمار لاما قبل 14 سنة، تقرر أن ينضم أخوه باسانغ الذي كان عمره 11 عاما إليهما لاحقا، بموجب تقاليد قديمة لا تزال متبعة في قرى قليلة في الهملايا. وقد أنجبت تاشي من زوجيها ثلاثة صبيان يبلغون من العمر 4 و6 و8 سنوات. ويؤكد باسانغ (25 عاما) "أردت مشاركة أخي هذا الزواج كي تكون الحياة أسهل بالنسبة إلى كلينا". ويواصل سكان ابر دولبا التي كانت سابقا محطة على طريق القوافل بين النيبال والتيبت، المبادلات التجارية القديمة بفضل حيوانات "القطاس" التي تنقل لهم الملح من التيبت والأرز من هضاب تيراي. فالأراضي الزراعية لا تؤمن لهم ما يكفي من الموارد نظرا إلى الارتفاع الذي تقع عليه منطقتهم. حياتهم بسيطة لكنها صعبة، فالبنى التحتية الصحية في حال يرثى لها والرعاية الصحية المتطورة شبه معدومة والنساء يعملن من الصباح إلى المساء في كسر الحجارة في الوديان القاحلة أو في حصاد المزروعات تحت أشعة الشمس الحارقة. ويكون تعدد الازواج فعالا عندما يتقاسم الأشقاء العمل فيقوم أحدهم بحراسة الماشية فيما يساعد الآخر زوجته في الحقل ويعمل الثالث في المبادلات التجارية. ويكون الزواج مدبرا، فالعائلة تختار زوجة للابن البكر وتترك لأشقائه الأصغر سنا حرية اختيار الزواج منها لاحقا. وفي بعض الحالات، تشارك الزوجة في تعليم أزواجها المستقبليين بإقامة علاقات جنسية معهم عندما يصبحون بالغين. وخلافا لغالبية الرجال في النيبال، فإن الرجل الذي يختار مشاطرة زوجته مع أشقائه يتولى الأعمال الزوجية ويساعد زوجته في الطبخ والاعتناء بالأولاد، فيما تتولى هي إدارة الأموال. وتعدد الازواج شائع تقليدا في المجتمعات التي تعتمد الثقافة التيبيتية في هملايا وهي تشكل طريقة للسيطرة على الولادات في مناطق تعاني من شح الموارد اذ ان امرأة لكل رجلين تنجب اقل من امرأتين. وتبقى الكثير من النساء تاليا عازبات. وبشكل عام تجهل العائلة اي زوج هو ولد الطفل عندما تحمل الزوجة لكن لا اهمية لذلك اذ ان الاطفال يسمون "بابا" الاب والعم ايضا. شيتار دورجي البالغة ثلاثين عاما تزوجت من كارما البالغ 37 عاماً قبل عشرة أعوام. وقد انضم بيما شقيق زوجها الأصغر ألى حياتهما الزوجية بعد سنوات على ذلك بعدما أنهى دراسته للفلسفة البوذية. ويفسر بيما (30 عاما) "في حال تواجدنا جميعا في المنزل في الوقت ذاته فان شقيقي الأكبر هو الذي يشاطر زوجته السرير". ويتابع قائلا "أنا لا اشعر بالغيرة ولا اشعر بالانزعاج ابدا عندما يكون شقيقي في المنزل وتكون زوجتي معه. لو كانت الغيرة تتملكني لكنت تركت وتزوجت من أخرى". ويعتبر الكثير ان في هذا التدبير ضمانة للمرأة في حال وفاة أحد أزواجها. وتفيد المنظمة الخيرية الهولندية "اس ان في" التي لها وجود واسع في المنطقة أن متوسط الأجل المتوقع لدى الرجال هو 48 عاما ولدى النساء 46 عاما. في بلدة سادلانغ، فقدت ثاجوم غورونغ (60 عاما) زوجها جراء مرض السرطان قبل 30 عاما. لكنها كانت تزوجت ايضا باثنين من اشقائه الاكبر سنا منه ولا تزال تقيم مع شويوكاب (67 عاما) الذي لا يزال على قيد الحياة. في ما مضى كان أبناء كل عائلات منطقة ابر دولبا تقريبا يتزوجون من المرأة نفسها إلا أن هذا التقليد يتلاشى شيئا فشيئا مع انفتاح المنطقة تدريجا على الحداثة والسياحة. وبدأت هوائيات للبث عبر الاقمار الاصطناعية ترتفع على الأسطح ما يسمح للسكان باكتشاف جوانب من العالم الحديث تتناقض وحياتهم. وتقول منظمة "إس إن في" إن 80% من العائلات كانت تمارس تعدد الأزواج خلال الجيل السابق فيما هذه النسبة تراجعت إلى 20% الآن وقد يختفي هذا التقليد بعد جيلين من الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©