الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اعتقال «أبو أنس الليبي»... تساؤلات محرجة

12 أكتوبر 2013 00:20
في طريق العودة إلى المنزل بعد صلاة الفجر بمسجد في العاصمة الليبية، أمسك مسلحون بنزيه الرقيعي الشهير باسمه الحركي أبو أنس الليبي وقيدوه وألقوا به في سيارة ونقلوه إلى معتقل أميركي. وباعتقال أبو أنس الليبي انتهت عملية بحث طويلة الأمد، ويعتقد أنه عضو بارز في «القاعدة» ومتهم بالضلوع في خطة تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998. واعتقال الليبي يُلقي الضوء أيضاً على مخاوف أوسع نطاقاً بشأن رسوخ قدم «القاعدة»، أوعلى الأقل المتعاطفين معها في غمرة الأمن المهتز والحكم الضعيف لليبيا ما بعد القذافي. وبالنسبة لليبيين فاعتقاله يطرح أسئلة محرجة عن التدخل الأميركي في بلادهم. فكثير من الليبيين يقرون بفضل الدعم الأميركي لثورتهم عام 2011، وبفضل جهود السفير السابق «كريستوفر ستيفنز» في التواصل مع بسطاء الليبيين. لكن بالنسبة للبعض، فإن وجود جنود أميركيين على الأراضي الليبية هو أكثر مما يحتملون. وقال أنس القماطي مدير مؤسسة «صادق لأبحاث الشأن الليبي» في طرابلس: إن كثيرين من الليبيين سيتفهمون انتهاز السلطات الأميركية الفرصة لاعتقال الليبي، «لكن لن يكون الجميع سعداء بالافتقار إلى السيادة». وتقول الولايات المتحدة إن اعتقال «الليبي» قانوني، لكن لم يتضح إذا كان الزعماء الليبيون يعرفون بأمر تنفيذ خطة الاعتقال. ويشار إلى أن رئيس الوزراء الليبي وصف المداهمة بأنها «خطف» وطالب بتفسير. وكان الليبيون قد رحبوا قبل عامين فحسب بحملة حلف شمال الأطلسي التي برزت فيها الولايات المتحدة لتساعدهم في الإطاحة بالقذافي. وانهار نظامه في أغسطس عام 2011 وقتل على يد ميليشيات بعد ذلك بشهرين. لكن الزعماء الليبيين المؤقتين يكافحون للحفاظ على النظام. فالحدود سهلة الاختراق والأسلحة تنتشر والميليشيات الخارجة على القانون تسبب مشاكل في الغالب من دون محاسبة. وطال انتظار ظهور دستور جديد وإنفاق الدولة تجاوز الحد. وأضر العنف كثيراً بإنتاج النفط لهذا العام. وهذه جميعها أنباء سيئة لمعظم عموم الليبيين لكن بالنسبة للمسلحين سواء المحليين أو الأجانب، فإن عدم الاستقرار تربتهم الخصبة. وقال القماطي «لنأخذ في الاعتبار أنه ليس لليبيا جهاز استخباراتي قادر على العمل... وهذا بالنسبة لكثير من الجماعات المتطرفة ضوء آخر». ولم يتضح ما الذي كان يخطط له «أبو أنس» في ليبيا بلده الأصلي. لكن حضوره في العاصمة يؤكد صعوداً أوسع وإنْ يكن هامشياً للتطرف والتشدد الديني. فقد تصدرت هجمات المتطرفين على مساجد الصوفية العناوين العام الماضي. وفي سبتمبر عام 2012، هاجم حشد من الدهماء ذكرت تقارير أنه تضمن مسلحين إسلاميين القنصلية الأميركية في بنغازي، مما أدى إلى مقتل أربعة أميركيين من بينهم السفير «ستيفنز». وفي يناير الماضي، اقتحمت سيارات محملة بالمسلحين منشأة لإنتاج الغاز الطبيعي في «عين ميناس» بالجزائر وجمع المسلحون العمال الأجانب واحتجزوهم رهائن لينتهي المأزق بهجوم للجيش الجزائري لقي فيه 40 رهينة حتفهم. وقال تقرير عن الهجوم لشركة «شتات أويل» النفطية النرويجية التي تعمل في عين ميناس إن مختار بلمختار القائد البارز منذ سنوات لفرع «القاعدة» في شمال إفريقيا دبر للهجوم من شمال مالي، لكن الهجوم انطلق فيما يبدو من الحدود الليبية القريبة. وكان من بين المهاجمين تونسي يدعى «العروسي دربالي» ورحلته تبين فيما يبدو كيف أصبحت ليبيا للبعض معبر طريق إلى التشدد. فقد ذهب إلى ليبيا عام 2010 بحثا عن عمل، لكن العام الماضي قطع اتصالاته بأسرته بحسب ما قال شقيقه سعيد في مقابلة أجريت في مارس الماضي. ولم تسمع الأسرة عنه أي أخبار بعدها إلا خبر اعتقاله في «عين ميناس» وتحاول الولايات المتحدة لسنوات اقتناص الليبي الذي اتهم رسميا عام 2000 بالضلوع في تفجيرات نيروبي ودار السلام التي راح ضحيتها أكثر من 200 شخص. وأعلن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف. بي. أي.) مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يأتي به أو يدل عليه. ثلاث سيارات محملة بالرجال حاصرت أبوأنس الليبي بينما كان يوقف سيارته بعد أداء صلاة الفجر في مسجد بطرابلس. وحطم المسلحون زجاج سيارة الليبي وانتزعوا مسدسه واقتادوه في سيارة. وحسب السلطات الأميركية، فإن الليبي محتجز في معتقل أميركي خارج ليبيا. ويرى بعض الليبيين أن تصنيف الليبي باعتباره إرهابيا دوليا هو مبرر كاف كي تعتقله الولايات المتحدة. وقال طالب يدرس الطب في طرابلس يدعى صلاح أن اعتقال الليبي هو لمكافحة الإرهاب العالمي، الذي يجب التعاون فيه بين الدول. ويقول صلاح وهو ناشط أيضا في الدفاع عن حقوق الأقلية الأمازيغية الليبية والعلمانية والاعتدال في الدين إنه تعرض لمضايقات وتهديدات من المتشددين. لكن ناشطاً آخر من بنغازي يدعى «فهد بكوش» قال إنه يتعين بذل المزيد من الجهد لمقاومة التطرف، غير أن اعتقال الليبي تجاوز الحد ويشبه اقتحام شخص ما لمنزلك. وكان «بكوش» من بين أوائل الذين عثروا على ستيفينز فاقداً الوعي في مقر القنصلية الأميركية العام الماضي ونظم احتجاجات تدين العنف.وأضاف «بكوش» أنه يريد من السلطات الليبية أن تكافح الإجرام بقبضة من حديد. لكنه أقر أن السلطات عاجزة عن العمل حالياً. وقال إن اعتقال الليبي أظهر أيضاً عجز الدولة عن تحقيق الأمن. وتأكد ضعف الدولة عندما فتح مسلحون النار في الآونة الأخيرة على نقطة تفتيش عسكرية خارج طرابلس فقتلوا 15 جنديا. جون ثورن تونس يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©