أزياء كلاسيكية تفيض بالبراءة وتتجمل بالنقاء

ضمن فعاليات أسبوع باريس لموضة موسمي ربيع وصيف 2012، قدمت الدار الفرنسية العريقة “لويس فيتون” مجموعتها الجديدة لخط الملابس الجاهزة، بقيادة مصممها الحالي مارك جاكوبس، وبحضور جمع غفير من جمهور عشاقه ومحبيه مع نخبة من الإعلاميين وكل المهتمين بصناعة الأزياء، ليشهدوا جميعا عرضه الرومانسي اللافت الذي اتسم بالأناقة، والأنوثة، والرقة لأبعد الحدود. (الشارقة) - كانت مفاجأة الحضور مدهشة حين انطلق عرض “لويس فيتون” الأخير بمنصته البيضاء الرائعة، والتي شكلت على هيئة قاعة دائرية يتوسطها لعبة (rolling horse) الكلاسيكية للأطفال، لتتناثر بينها العارضات وهن متقمصات روح البراءة وملامح الطفولة الجميلة، متشحات بقطع وموديلات راقية وناعمة بخطوط أنثوية رقيقة، تختلف كليا عن مجموعة مارك جاكوبس الجريئة في الموسمين المنصرمين. كلاسيكيات الموضة بدأ العرض وسط هالة من الترقب والاهتمام بكل ما قد تأتي به هذه الأحصنة المتحركة، لترتفع حيناً وتهبط في أحيان أخرى، وهي تحمل عارضات “لويس فيتون” بين الفينة والفينة، ومن بينهن نجمة هوليوود الشقراء كيت موس، والتي تعد الوجه الإعلامي المفضل للمصمم جاكوبس، وظهرت تشكيلة مختلفة من الأزياء بموديلات وتصاميم عديدة ومتنوعة تحمل عناصر جمالية مستمدة من كلاسيكيات الموضة في زمن الخمسينيات والستينيات من العصر الماضي، وركز فيها بشكل خاص على وجود التايور الأنيق، والفستان متوسط الطول الذي يصل لحدود الركبة، مع بعض الجوبات الواسعة الأقصر قليلا، كما كان هنالك حضور للجاكيتات المخصرة والتي تزرر من الأمام بأزرار كبيرة وظاهرة، مع أنماط أخرى من الفساتين المستقيمة غير محددة الخصر، لتشكل كلها تناغماً متسقاً فيه الكثير من طراز النمط البناتي الناعم. واختار جاكوبس تشكيلة محددة من الاكسسوارات الجلدية لتصاحب مجموعة أزيائه الربيعية، معتمدا وبشكل جلي على حضور قوي للحقيبة اليدوية المتوسطة الحجم، خاصة من تلك الموديلات الكلاسيكية المشهورة لدى “لويس فيتون”، مع نماذج راقية من الكعوب العالية المدببة، تلك التي تجعل الساقين بمنتهى الرشاقة والجاذبية، مهديا إياها لكل النساء الانتقائيات، من اللواتي يعشقن الفخامة والتكلف في مظهرها العام، وبألوان زاهية ومتعددة، تزينها قطع معدنية على المقدمة، تميزت بطبعات وحروف تحمل علامة “لويس فيتون” التجارية، وتتلاءم بتناغم وتكامل تام مع قطع الملابس التي صاحبتها. تدرجات الباستيل فضل مصمم “فيتون” لمجموعة الموسمين المقبلين، ألواناً رقيقة وشفافة من ظلال وتدرجات الباستيل، تلك التي تناسب أجواء الربيع وتخفف من حرارة الصيف، مبتكرا باقة منعشة ومريحة للنظر، تخدم موضوع تصاميمه وتعبر عنه بأنوثة وبراءة، وكأن جاكوبس أراد للمرأة أن تعيش الفرح وتستعيد ذكريات الطفولة والمراهقة، فتستمتع أكثر برونق الحياة ورقة الألوان، مدخلا أطياف متنوعة من الأبيض العاجي، والسماوي الضبابي، والوردي الفاتح والبيبي روز، مع بعض من الأصفر الكناري، وشيء من البنفسجي الباهت. كما لم تخل مجموعته الجديدة تماما من الألوان الرزينة والداكنة كالأزرق الكحلي والرمادي المطفي، مع توليفة مدروسة ومتسقة بين السـادة والمـطبوع، أو الجمع بين عدة مساطر لونية متناغمة في الموديل الواحد، بالإضافة إلى وجود بعض الأقمشة المنقطة أو المرقطة والتي نفذت بقصّات كلاسيكية أنيقة ورصينة، تنسجم مع أفكار المصمم وخياله الخصب، موظفا من خلال مجموعها تشكيلة مترفة من المواد الغنية والأقمشة الهفهافة، والتي كان لبعضها الغلبة والسطوة على البعض الآخر، كخامة الأورجنزا الشفافة والمطرزة بورود متناثرة ومخرمة، مع بعض من الحرير الطبيعي، القطن البارد، التول الخفيف، التويد المنسوج، وفساتين موشاه بالكامل بقصة الليزر، أو مزينة ببعض الترتر والتطريز، مع لمسات مؤثرة من الريش المتطاير أضفت مزيدا من الهشاشة والرقة على كل العرض.