الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العنف ضد المرأة الطــريق إلى الطـــلاق

العنف ضد المرأة الطــريق إلى الطـــلاق
8 أكتوبر 2015 21:40
أبوظبي (الاتحاد) لا تزال بعض النساء يعانين «العنف الأسري»، ما يعد كابوساً مزعجاً يُنغص حياتهن، وقد يأخذ العنف شكل إيذاء جسدي أو نفسي أو لفظي. وكشفت عفراء البسطي مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، مؤخراً عن أن نسبة أعداد ضحايا العنف من النساء التي تستقبلها المؤسسة تعد «منخفضة» بالمقارنة مع أعداد ضحايا هذه الفئة في العديد من دول العالم، بفضل الجهود والاهتمام الكبير بتعزيز مكانة المرأة ورعاية حقوقها. وأشارت إلى أن المؤسسة تستقبل الحالات المحولة من الجهات الحكومية والأهلية كافة، وقد استقبلت «124 حالة» عنف منزلي تجاه النساء ممن تزيد أعمارهن على «18 عاماً»، خلال الربع الثاني من العام الجاري. إساءات متنوعة وقالت إن عدد الحالات من مواطني الدولة بلغت 41 حالة بنسبة لا تتجاوز 33% من عدد الحالات، فيما جاء بقية الحالات والبالغ عددها 83 حالة بنسبة 67% من المقيمين على أرض الدولة، وأوضحت أن 90% من إجمالي النساء اللاتي استقبلتهن المؤسسة خلال الربع الثاني من العام الجاري، تعرضن للإساءة من أزواجهن، فيما تعرضت 7% من الحالات للإساءة من الأب، و4% من الأم، و2% من الأخ، فيما تعرض نحو 2% من الحالات للإساءة من زوج الأم. وأضافت أن نحو 99% من الحالات تعرضت للإساءة اللفظية، و75% للإهمال أو الحرمان، فيما تعرضت 55% من الحالات للإساءة الجسدية، و52% للإساءة المالية، ولوحظ تعرض عدد من الحالات لأكثر من نوع من الإساءة. إيذاء نفسي من واقع تجربة إحدى السيدات المعُنفات «ش. ع» التي مر على زواجها 3 سنوات، وما زالت في بداية حياتها الزوجية فإنها تتخيل أن يصل وضعها إلى هذا الحد من العنف اللفظي وأحياناً أخرى إلى العنف الجسدي، تقول: «أحاول أن أتجنبه وقت عصبيته، فهو يثور ويغضب وينهال عليَّ ضرباً إنْ كان متضايقاً من عمله أو من أفراد أسرته، حتى أني أشعر بالحرج من صديقاتي حين أذهب للعمل وهن يسألنني عن آثار الضرب الواضحة على وجهي»، مؤكدة أنها تبرر ذلك أنه بسبب السقوط من درج المنزل. ويشعر خالد عبيد «متزوج» بالضيق من الرجل الذي يعنف الزوجة بمختلف أنواع العنف، سواء النفسي أو اللفظي أو الجسدي، مشيراً إلى أنه هذه التصرفات تنم عن شخص ناقص عقل ومريض نفسياً. ويقول «ليس رجولة أن يمارس الزوج شتى أنواع العنف على امرأة مغلوب على أمرها وضعيفة، وليس من أحد يقف بجانبها، وهي إنْ تعرضت للعنف، فغالباً تصبر ولا تخبر أحداً من عائلتها حتى لا تصبح المشكلة أكبر، وكل ما تقدمه من تضحيات غالباً ما يكون من أجل الأبناء أو لاستمرار الحياة الزوجية من دون أن تحمل لقب «مطلقة». الوعي القانوني ويقول المحامي محمد الغفلي «العنف ضد المرأة لا يشكل ظاهرة، وإنما حالات فردية، ومن الأسباب التي تدفع الرجل إلى هذا العنف، غياب الوازع الديني، ثم التربية فقد يكون الزوج نشأ في بيئة لا تحترم فيها المرأة ولا تقدر، إلى جانب أنه قد يكون اعتاد مشاهدة والده وهو يُعنف والدته، ناهيك عن غيرة الرجل على أهله، فبعض الزوجات تأتي أفعالاً تسبب ذلك العنف، فتُغضب الرجل، فيمارس العنف بمختلف أنواعه». ويضيف «ومن أسباب العنف ضد المرأة أيضاً، الجهل وقلة الثقافة، واختلاف العادات والتقاليد بين الأزواج، فقد يكون الزوج من بلد والزوجة من بلد آخر، وما هو عيب ومنكر عند الزوج، قد لا يكون كذلك عند الزوجة». ورغم ما تتعرض له المرأة من عنف، نرى البعض منهن يسكت عن ذلك الظلم الواقع عليهن ويرجع السبب في ذلك كما يقول الغفلي إلى: «الخوف من الطلاق وتشرد العائلة، بالإضافة إلى قلة الوعي القانوني والعادات والتقاليد التي تقف حالاً بين أن تشتكي أو تسكت على عنف زوجها، أو أن البعض من الزوجات لا تجد من يقف بجانبها كالأب أو الإخوة في حالة تعرضها للعنف من زوجها»، مؤكدين أن تلك مشكلتها، ولا بد أن تحلها مع الزوج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©