الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عروض ونجوم من قارات العالم

عروض ونجوم من قارات العالم
4 أكتوبر 2012
بدأ العدّ التنازلي لإطلاق الدورة السادسة من مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي تنظمه منطقة أبوظبي الإعلامية الحرة “توفور ففتي فور، اعتبارا من الحادي عشر وحتى العشرين من هذا الشهر. ولا أحد يستطيع أن ينكر على الحدث إنجازاته ونجاحاته وتميزه في الدورات الماضية، وأهمها أنه جعل من العاصمة أبوظبي وجهة ثقافية، بل ومورداً ثقافياً واقتصادياً. وقد اكتملت استعدادات القائمين على المهرجان بوضع اللمسات الجمالية الأخيرة على الانطلاقة. وربما تكون الاستعدادات المبكرة التي تقوم بها اللجنة العليا المنظمة واللجان الفرعية من العوامل المهمة في ربط الاعلام والقارئ بالتطورات الخاصة بهذا الحدث السينمائي الكبير، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ضمّ المخرجة والممثلة الايطالية الشهيرة إيزابيلا روسيليني لقائمة أعلام السينما العالمية لتكون رئيسة للجنة تحكيم مسابقة الافلام الروائية لهذه الدورة. لا يستمد أي مهرجان سينمائي في العالم أهميته من فعالياته وعروضه ومسابقاته ونجومه فحسب، ولكن أيضا من العراقة والسمعة الدولية المكتسبة، ومن الرؤية الواضحة وتكريس القيم الفكرية وتحقيق نهضة سينمائية متطورة متنامية، مضافا إلى كل ذلك ما يعرف اصطلاحا بـ(التقاليد المهرجانية)، التي تصنع عادة (العلامة المسجلة) لأي مهرجان سينمائي مهما كان موقعه في العالم. لقد حقق مهرجان أبوظبي السينمائي على مدار دوراته الخمس الفائتة، الكثير من النجاحات والقفزات النوعية على مستوى دعم السينما العربية والخليجية والمحلية، ووفر الدعم المادي والإعلامي والفكري للعديد من السينمائيين من خلال (صندوق سند) الذي يدعم في أحدث نشاطاته ثلاثة أفلام للمشاركة في الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2012، والافلام هي: “كما لو أننا نمسك بكوبرا” للمخرجة السورية هالة العبدالله، و”لما شفتك” للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، و”عالم ليس لنا” للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل. كما صنع المهرجان مناخا ثقافيا متحررا من لاءات الرقابة، ومرتحلا بعيدا عن سوق الأفلام التجارية، مقتربا وجدانيا وثقافيا من روح السينما العربية المستقبلية. وفي هذا السياق تحل السينما الجزائرية ضيف شرف الدورة السادسة من المهرجان، بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، بما يعني من حضور لصنّاع تلك السينما ولعروض أفلامها التي ما زالت مجهولة بالنسبة للمتفرج في الإمارات ومنطقة الخليج العربي. وهو أمر يكرس مفهوم إشاعة الثقافة السينمائية في تنوعها واختلافاتها على المستويات كافة، على اعتبار أن المهرجان مشروع ثقافي يعيش حالة نمو منذ تأسيسه، وهو ذات صلة وثيقة بإبداع السينمائي العربي أينما كان. تأتي هذه الدورة من المهرجان لكي تسلّط مزيدا من الأضواء علي دولة الإمارات العربية المتحدة، خصوصا في ظل التنافس الشرس بين عديد المهرجانات على المستوى الاقليمي والعربي. وهذا ما يجعل الجانب الفكري هو بيضة القبّان في مثل هذا الحدث، فالنقاد المتخصصون الموضوعيون هم الذين يصنعون (القيمة الفكرية)، وهنا التحدي الموضوعي، أما المشاركون في فعاليات المهرجان، حيث من المأمول أن يجد المهتمون بالقضايا التي تثيرها الفعاليات وجلسات النقاش، جديدا لافتا عند النقاد المشاركين، ما يحقق ثقافة سينمائية جماهيرية توفر انسيابية في المناخ الفكري المنشود من المهرجان الذي يحمل رسالة ثقافية إنسانية. إن ليلة افتتاح أي مهرجان تحدد نجاحه، إذا كانت ليلة ثقافية، وليست استعراضية (شو)، ليلة تبني الحوار الثقافي، فليلة الافتتاح ليست مجرد دعوات وضيوف ونجوم وسجادة حمراء وفساتين تلمع تحت أضواء الكاميرات.. فالمهرجان في المحصلة العامة هو (ثقافة سينمائية) لا يمكن أن يصنعها سوى مستوى الفيلم ودقة لغته السينمائية، وتأثيرها على الجمهور، وبخاصة المتفرج المحلي والمقيم.. وقد اعتاد محبو السينما أن يشاهدوا فيه أفلاما ذات مستوى راق.. وعلى مستوى ضيوف المهرجان، نجد أن القائمين عليه يحققون للجمهور متعة الاقتراب من نجومهم المفضلين، وهي غاية تسعى إليها كبريات المهرجانات في العالم، متذكرين أن الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي اختارت الممثلة الاميركية الراحلة الشقراء مارلين مونرو لتكون شعارا لتلك الدورة. ولعل ذلك يقودنا بالضرورة للحديث عن الجانب الاعلامي للمهرجان، فكبار النجوم العالميين يهمهم بالدرجة الأولى الالتقاء بجمهور عربي، وهو يبحث دائما عن المعلومات المكتوبة والمعلومات التي يمكنه الحصول عليها من خلال الترجمة الفورية. نبحث عن ندوات يتحدث فيها النجوم، ولا نبحث عن مؤتمرات صحفية وكتيب (دليل المهرجان)، فنحن بحاجة ملحة لبناء صيغة جديدة في نوع الحديث والحوار السينمائي، وبناء بوابة وجسر ثقافي مع سينما العالم من خلال السينمائيين. نطمح في هذه الدورة لمشاهدة أنماط جديدة من أعمال السينما الطليعية المستقلة، وبخاصة أن المهرجان يشكل فرصة غير عادية وغير تقليدية لظهور هذا النوع من هذه السينما التي يقوم على إنتاجها نخبة من السينمائيين المنضوين تحت عباءة (الانتاج النظيف)، ومن ذلك نتطلع الى حضور سينما المرأة الأفريقية، وسينما دول أميركا اللاتينية، بمواجهة احتكار سينما هوليوود لصناعة السينما وتسويقها وتوزيعها. وهنا لا ننسى أن مهرجان ابوظبي على رغم حداثته، يلعب دورا في تحريك سوق توزيع الأفلام، وصناع السينما من مختلف المدارس، الأمر الذي جعل الافلام الأميركية تحقق ايرادات ضخمة خارج الولايات المتحدة أكثر من داخلها. مهرجان أبوظبي السينمائي، حدث دولي ناجح بكل المقاييس، وإن كانت بعض التقاليد المهرجانية مازالت في طور النمو، فلو تحدثنا عن التوسع الكبير في نشاطاته ومسابقاته لوجدنا أن بعضها يمر سريعا لضيق الوقت، وهذا التوسع الذي نتحدث عنه أدركته بعض المهرجانات الدولية، وأنشأت إلى جانب المسابقات سوقا سينمائية للافلام لعرض كافة التجارب الجديدة، وتسهيل ترويجها.. إن عراقة المهرجانات السينمائية لا تقاس قطعا بالسنوات، ولكنها تقاس بمستوى الإنجاز الذي تحققه لصناعة السينما وتطوير مفهوم الذائقة السينمائية لدى الناس، فالجمهور عادة ما ينسى قيمة الجوائز التي تمنح للافلام الفائزة، وتبقى في ذاكرته افكار تلك الافلام ومحتواها ولغتها ونبرتها، كذلك ما يتحقق من إثارة للجمهور من خلال فعاليات المهرجان. وبعيدا عن المقارنة، نذكر بمسابقة (الآفاق) التي تجري في إطار مهرجان موسكو السينمائي الدولي، وهي مسابقة موازية للمنافسة الرئيسية، ويكمن جمال هذه المسابقة في أنها تجمع افلام المخرجين المبتدئين والمخرجين المحترفين، ولعل هذه العلامة الفارقة هي من أكبر عوامل جذب المتفرجين، للتعلم واكتساب روح النقد والمقارنة. دورة هذا العام من مهرجان أبوظبي السينمائي حافلة بالأفلام والضيوف والجوائز وورشات العمل التطبيقية، كما أنها ستكون حافلة بأنواع مختلفة من وجهات النظر في لقاء عمالقة ونجوم السينما من العالم، بما يكرّس المكانة التي يتمتع بها الحدث.. ومن المنتظر أن يشارك في مسابقات المهرجان 201 فيلم، حيث تقدم إليه عدد كبير من الأفلام الطويلة، اختير منها واحد وثمانون فيلماً طويلاً في جميع أقسام المهرجان، تمثل خمسة وأربعين بلداً، ويحفل المهرجان بثمانية عروض عالمية أولى، وثلاثة عروض دولية أولى، أما الأفلام القصيرة والتي تقدم للمشاركة، فقد اختير منها أربعة وسبعون فيلماً، كما اختير ستة وأربعون فيلماً لمسابقة أفلام الإمارات، منها اثنان وستون عرضاً عالمياً، وتسعة وثلاثون فيلماً من إنتاج الإمارات. وسيشارك في المهرجان أفلام من الإمارات والبحرين ومصر وتونس ولبنان والجزائر والأردن وكندا وكوريا الجنوبية والأرجنتين وإسبانيا وروسيا وفرنسا والهند والولايات المتحدة واليابان، وغيرها. ويحتفي المهرجان بمرور خمسين عاماً على ولادة السينما الجزائرية ما بعد الاستقلال، تحت عنوان “روح الاستقلال.. السينما الجزائرية”، من خلال سلسلة من الأفلام لمخرجين جزائريين مهمين، منهم أحمد راشدي وموسى حداد ورشيد بلحاج ومحمد لخضر حامينا. ومن الأفلام العربية اللافتة المقرر “بعد الواقعة” ليسري نصر الله و”مانموتش” لنوري بوزيد، وفيلم “الأبواب المغلقة” لعاطف حتاته. كما يحتفي المهرجان بالفنانة العربية سوسن بدر كونها الحائزة جائزة منجز العمر، والعالمية كلوديا كاردينالي الحائزة الجائزة عالمياً. وبحسب علي الجابري مدير المهرجان فإن العروض سوف تشمل أفلاماً عرضت في مهرجانات عالمية، منها تورنتو وسان سباستيان وفينيسيا، وإن عددا من النجوم العرب والعالميين سيحضرون المهرجان، ومنهم منة شلبي وخالد النبوي وسلمى النجار من مصر، ومن الجزائر وتونس، كما سيحضر أحمد حلمي ومنى زكي وأحمد السقا ونيللي كريم ورفيق علي وباسل ياخور، ومن الخليج سعد الفرج وعبدالعزيز جاسم، كما سيوجد الممثل ريتشارد كير، ومن الهند ماموني، والإيرانية روحاني، ومن العراق سهى سالم. وصرح الجابري بأسماء بعض أعضاء لجان التحكيم، ومنهم المخرج نواف الجناحي في مسابقة آفاق جديدة، وأحمد حسن في المسابقة الدولية القصيرة، والمخرج علي العلي من البحرين. ومن المقرر أن تتضمن العروض أفلاماً من آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية، فضلا عن مشاركات للأفلام الوثائقية والفيديو آرت والدرامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©