الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القيادة تعيد البريق لقطاع التعليم في عيون المواطنين

القيادة تعيد البريق لقطاع التعليم في عيون المواطنين
12 أكتوبر 2013 00:36
محسن البوشي (العين) - اعتبر أساتذة أعضاء في الهيئة التدريسية بكلية التربية جامعة الإمارات، أن قرارات المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الصادرة أمس الأول، تأسيس لجيل من المعلمين المواطنين، الذين وصفوهم بأنهم غابوا كثيراً عن العمل بالميدان التربوي. وتحدثوا لـ «الاتحاد» عن واقع الميدان التربوي الذي قالوا إنه أصبح طارداً حتى للمواطنات اللائي يفضلن بالأساس العمل في هذا المجال؛ لقلة الحوافز وزيادة الأعباء. وجزموا بأن اعتماد الهيكل الجديد من شأنه القضاء على التسرّب من الميدان التربوي؛ الأمر الذي قوبل من أعضاء الهيئة التدريسية بترحاب وتفاؤل كبيرين. بداية قالت الدكتورة نجوى الحسني مساعد العميد لشؤون الطلبة والخريجين بكلية التربية في جامعة الإمارات: “إن اعتماد الهيكل الجديد للعاملين في المدارس الحكومية بإمارة أبوظبي سيشكل قفزة نوعية كبيرة على صعيد استقطاب المعلمين المواطنين، خصوصاً الذكور الذين غابوا كثيراً عن الميدان التربوي، وتحديداً عن مهنة التدريس، وسيساعد في الوقت ذاته على تشجيع المواطنات العملات في الهيئتين التعليمية والإدارية في المدارس على الاستمرار والثبات”. وأوضحت الحوسني أن الواقع الحالي للميدان التربوي أصبح طارداً حتى للمواطنات اللائي يفضلن بالأساس العمل في هذا المجال باعتباره الأنسب لهن، فهناك عدد لا يستهان به منهن بدأ في التسرب من الميدان التربوي لقلة الحوافز وزيادة الأعباء. وأشارت إلى أن اعتماد الهيكل الجديد قوبل من أعضاء الهيئة التدريسية بكلية التربية بجامعة الإمارات تحديداً بترحاب وتفاؤل كبيرين، لأنه سيجعل من الكلية وجهة للطلاب المواطنين الذي درجوا على الانصراف عنها لأسباب قد تبدو منطقية في جزء كبير منها. وباركت الحوسني هذا القرار الحكيم الذي يجسد مدى إدراك القيادة العليا الرشيدة لأهمية رفد مختلف القطاعات التنموية في الدولة بالكوادر الوطنية المؤهلة، وفي مقدمتها قطاع التعليم؛ ما يستوجب معه توفير كل سبل الدعم المادي والمعنوي للمعلم؛ تقديراً لرسالته التي يقوم بها في تربية الأجيال وإعدادها لتحمل مسؤوليات التنمية والبناء. دور المعلم من جهته، أكد الدكتور جمال النعيمي مساعد العميد للتنمية المهنية بكلية التربية بجامعة الإمارات، أن قرار المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي باعتماد الكادر الوظيفي الجديد للعاملين في المدارس الحكومية في الإمارة، يعكس مدى حرص واهتمام القيادة العليا الرشيدة بتوفير كل سبل الحياة الكريمة لفئات المجتمع كافة، خاصة المواطنين، ويجسد في جانب آخر منه مدى إدراكها لأهمية دور المعلم في بناء الأجيال. وتوقع النعيمي أن يسهم هذا القرار في تحقيق الخطط والبرامج الحكومية لتوطين مهنة التدريس، خاصة فئة الذكور من خلال توفير الحوافز التشجيعية والبيئية المناسبة للانخراط في هذه المهنة التي تنطوي على رسالة غاية في الأهمية وتحقيق الاستقرار المنشود لكي يواصلوا عطاءهم في الميدان التربوي والارتقاء بمستوى أدائهم كمّا وكيفاً، وتحقيق مخرجات نوعية جديدة في المستقبل القريب، لافتاً إلى أن اعتماد الهيكل الجديد سيكون مردوداً إيجابياً من حيث درجة إقبال الطلبة المواطنين على الالتحاق بكلية التربية بجامعة الإمارات وغيرها من الكليات المناظرة. قرار صائب وقال الدكتور سلطان السويدي الأستاذ المساعد بقسم أصول التربية بكلية التربية بجامعة الإمارات، إن قرار اعتماد الهيكل الجديد للمعلمين والإداريين العاملين في المدارس الحكومية في إمارة أبوظبي، قرار صائب جاء في وقته بعد أن بات الميدان التربوي في حالة ترقب كبيرة. وتوقع السويدي كغيره من أساتذة كلية التربية بجامعة الإمارات، أن يكون لهذا القرار انعكاسات إيجابية واسعة على صعيد انخراط المواطنين في مهنة التدريس، ما سيعيد معه الأمور إلى نصابها بعد حدوث خلل كبير نتيجة عزوف المواطنين الذكور عن هذه المهنة لعدم وجو عناصر الجذب فيها، فيما توفر لهم جهات أخرى وظائف برواتب ومزايا وظيفية كبيرة. وتيرة التوطين وأشار الدكتور محمد جاسم عكران الأستاذ المساعد بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة الإمارات، إلى أن القرار سيعالج بمرور الوقت المشكلة المترتبة على وجود نقص كبير جداً في أعداد المواطنين الذكور العاملين في مهنة التدريس، بينما ترتفع نسبة المعلمات المواطنات بدرجة كبيرة أسهمت في تسريع وتيرة توطين المهنة بمدارس البنات. ولفت عكران إلى أن أسباب عزوف المواطنين الذكور عن العمل في التدريس تبدو منطقية إلى حد ما بالقياس بالأعباء الخاصة بالمهنة وقلة المردود ووجود عروض وظيفية مغرية أمامهم في العديد من الجهات والهيئات الحكومية الأخرى؛ الأمر الذي أدى معه إلى ظاهرة التسرب من المهنة، فحتى هؤلاء القلة الذين يلتحقون بالمهنة لا يلبثوا أن يتراجعوا ويتركوا المدارس بحثاً عن وظائف أخرى أفضل وأسهل. وطالب عكران بضرورة أن يواكب هذا الدعم المادي للمعلمين والإداريين العاملين في الميدان التربوي دعم آخر معنوي لكي يستعيد المعلم مكانته الاجتماعية اللائقة به كصاحب رسالة تتعلق ببناء الإنسان الذي يعد الركيزة الأساسية للوطن، مع التركيز على تطوير مهاراته من خلال الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة في الداخل والخارج لتطويره من الناحية المهنية. وأكد ضرورة إيجاد خطة استراتيجية طموحة لتحقيق أهداف التوطين في مهنة التدريس، والاستمرار في صرف مزيد من البدلات والحوافز وفقاً للأداء والمهام الوظيفية للعاملين كافة في الميدان التربوي حتى يكون عامل جذب للمواطنين. إيجابيات عديدة وقالت نورة الرشيدي مديرة برنامج تطوير المدارس الخاصة بمكتب العين التعليمي، إن قرار اعتماد الهيكل الجديد للعاملين في المدارس الحكومية في إمارة أبوظبي قرار ينطوي على إيجابيات عديدة سيكون له مردود كبير على أعضاء الهيئات التعليمية العاملين في المدارس، وعلى العملية التعليمية والتربوية فيها بشكل عام، فالمعلم هو الأساس ويستحق كل التقدير التكريم. وأضافت الرشيدي أن القرار وإن كان يبدو للبعض أنه جاء متأخراً بعض الشيء من حيث التوقيت، إلى أن ما جاء به من تفاصيل وحيثيات فاقت توقعات المعنيين؛ ما يؤكد أن الجهات المعنية أخضعت الأمر للدراسة المتأنية الفاحصة حتى يأتي في نصابه الصحيح ملبياً طموحات القيادة في تطوير التعليم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©