الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رفات ورثاء

17 أكتوبر 2011 09:11
من المشاهد المؤثرة جداً والتي لا تغيب عن الذاكرة، مشهد في فيلم الراحل مصطفى العقاد، مشهد إعدام عمر المختار والتقاط الطفل نظارته التي سقطت، في دلالة على استمرار الرسالة من الآباء إلى الأبناء، ولا أدري لماذا ظل الشهيد عمر المختار، وأمير الشعراء أحمد شوقي ماثلين طوال متابعتي لما يحدث في ليبيا، هل ذلك بسبب أن شخصية عمر المختار لا يمكن لتاريخ نضال الشعوب في سبيل استقلالها ونيل حريتها، أن يتجاهلها أو أن يمر عليها مرور الكرام، فكيف وهو يتناول ليبيا وصحراءها التي كان لكل حبة رمل فيها قصة مع كفاح عمر المختار ورفاقه، وإن كان هذا العلم التاريخي في النضال قد أجبر الأعداء قبل الأصدقاء على الاعتراف بحق الشعوب في الحرية، فإن أمير الشعراء قد أتى بهذا البطل من التاريخ وجسد صور بطولته في أجمل الشعر الذي يليق بالأبطال، فقد جعل منه أسطورة حقيقية أمام أجيال لم يعاصروا عمر المختار، وربما لا يذكر عمر المختار إلا ويذكر شوقي برثائه عمر المختار، والعقاد بفيلمه وانطوني كوين بتجسيده دور المختار. فها هو شوقي يجعل من رفات المختار لواء يستنهض الهمم ويدعو إلى الإخاء مثلما يدعو إلى الحرية: رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِــــــواءَ يَستَنهِضُ الوادي صَبـــاحَ مَساءَ يا وَيحَهُم نَصَبوا مَنـــاراً مِن دَم توحــي إِلى جيلِ الغَـــد البَغضاءَ ما ضَرَّ لو جَعَلوا العَلاقَةَ في غَـدٍ بَينَ الشُعوبِ مَـــــوَدَّةً وإخـــــاءَ جُرحٌ يَصيحُ عَلى المَدى وَضَحِيَّة تَتَلَمَّسُ الحُرِّيــــــــــَةَ الحَمــــراءَ الرفت لغة يدل على فَتٍّ ولَيٍّ. يقال رفَتُّ الشّيءَ بيدي، إذا فتَتَّه حتّى صارَ رُفاتاً. وارْفَتَّ الحَبْلُ، إذا انقطع، واشتُقّ منه رفَتَ عُنقَه، إِذا دقَّها وَلَفَتَها و لوَاها. رَفَتَ الشيءَ يَرْفُتُه ويَرْفِتُه رَفْتاً، ورِفْتةً قبيحةً، وهو رُفاتٌ: كَسَرَه ودَقَّه؛ ويقال: رَفَتُّ الشيءَ وحَطَمْتُه وكَسَرتُه. والرُّفاتُ: الحُطام من كل شيء تكَسَّر.ورُفِتَ الشيءُ، فهو مَرْفوتٌ. ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفُتُها ويَرْفِتُها رَفْتاً. ورَفَتَ العَظْمُ يَرْفِتُ رَفْتاً: صار رُفاتاً. وفي التنزيل العزيز: «أَئِذا كنَّا عِظاماً ورُفاتاً»؛ أي دُقاقاً. وقد رثى كامل الشناوي أمير الشعراء أحمد شوقي: نم في ظلال بديع شعرك واطـــــرح عبء الحياة فكم أراه ثقيلا تحنو عليك من النعيم سحابــــــــة تسقي رفاتك بكـرةً وأصيلا إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©