الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقوق المرأة... نضال بلا حدود

17 أكتوبر 2011 00:25
باولا سلوان ضاهر كاتبة لبنانية وخبيرة في القانون الدولي كنت أعتقد دائماً أن المشاركة مع نساء أخريات في حوارات بناءة من أفضل ما يتيحه لي العمل كناشطة في مجال حقوق المرأة، وخاصة عندما يتعلق الحوار ببعض أكثر الموضوعات إثارة. وقد كان آخر حوار حول حقوق المرأة أنخرط فيه بناء ومثيراً، وقد تم عبر البريد الإلكتروني، برعاية من خدمة "الأرضية المشتركة" الإخبارية كمبادرة جديدة تتم فيها توأمة ناشطات في مجال حقوق المرأة في الشرق الأوسط مع نظيرات لهن في دول أخرى. وقد تمّت توأمتي مع إيديل إيبارس، زميلة البحوث في مركز الدراسات الأوروبية بجامعة الشرق الأوسط الفنية في أنقرة. وبسرعة أثبت لي حواري مع إيديل أنه مفيد للغاية مثل سجالات أخرى سابقة كنت قد انخرطت فيها مع ناشطات في مجال حقوق المرأة. وقد توافقنا أنا و"إيديل" في وجهات النظر حول كيفية التواصل بشكل فاعل مع النساء في مجتمعاتنا بهدف حشدهن للنضال من أجل نيل حقوقهن. وذلك لأن الحاجة إلى التواصل مع النساء من جميع الخلفيات والإنصات لهن ذات أهمية كبرى إذا أردنا تحقيق المساواة الحقيقية، حيث إننا لا نستطيع التحدث عن حقوق المرأة بينما نفشل في الوصول إلى مجموعات معينة، مثل النساء في الطبقات الاجتماعية الاقتصادية الأكثر فقراً، اللواتي يصعب الوصول إليهن. ويعتبر هذا أمراً صحيحاً بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالاستخدام المتزايد للإعلام الاجتماعي في زيادة مستوى الوعي العام. ففي نهاية المطاف، لا تملك نسبة كبيرة من النساء سبل الوصول إلى هذه الأدوات على شبكة الإنترنت، التي تميل لأن تكون متوفرة لنساء من طبقات اجتماعية واقتصادية معينة. وحتى يتسنى استكمال النشاط على الإنترنت، هناك حاجة ماسة للعمل على أرض الواقع. لقد أطلقت "نسوية"، وهي تجمع نسائي لبناني، مبادرة أسمتها HelloWomen استمرت حتى يوم المرأة العالمي يوم 8 مارس من هذه السنة. وكجزء من HelloWomen، ذهبت الناشطات في مجال حقوق الإنسان إلى بعض أنحاء بيروت وطرابلس وصيدا وجبيل الأقل حظاً للوصول إلى نساء على الطرق والتكلم معهن ضمن جهود لمعرفة مستوياتهن المعرفية حول حقوقهن. وقد ساعدت المبادرة على توفير صورة أفضل عما تعرفه النساء وما لا يعرفنه عما هو متوفر لهن قانونيّاً. وعلى رغم أن الرجال قاموا أحياناً بمقاطعة تلك النقاشات للإدلاء بآرائهم، ليوافقوا أحياناً ويعارضوا أحياناً أخرى، فقد كان من الواضح أن النساء كن أيضاً منقسمات حول قضايا حقوقهن. وبعضهن دافعن عنها بحماسة وعاطفة، بينما وافقت بعضهن الأخريات على بعض وجهات النظر الذكورية والتقليدية حول إعطاء المرأة حقوقاً محدودة. وقد شكلت هذه المبادرة كذلك أساساً لإنشاء مركز للعاملات الأجنبيات. وأثناء عملية التواصل هذه، أدركت الناشطة في مبادرة "نسوية" نادين معوض، أثناء حديثها مع عاملة منزلية أن العاملات المنزليات في لبنان يجب أن يكون لهن مكان للقاء وعقد ورشات العمل والتواصل الاجتماعي وتوفير الدعم لبعضهن بعضاً، إذا أخذنا في الاعتبار موقفهن الهش داخل المجتمع. وكانت هناك موجة من عاملات منزليات انتحرن في لبنان السنة الماضية. وفي هذه السنة، أرادت جماعات نسائية نشر الوعي حول ظروف العمل المروعة التي تواجهها بعض العاملات المنزليات، مثل التمييز والإساءة اللفظية والتهديدات الجسدية والعنف الجنسي وعدم الحصول على إجازات. وإضافة إلى ذلك، يترك مصيرهن أحياناً للمكاتب التي قامت بإحضارهن إلى لبنان وليس للدولة. وفي غياب الدعم هذا، أصبح وجود مركز لهن للقاء ليصبحن على معرفة أوسع وإيجابية أكبر حول حقوقهن ضرورة ملحّة. وبينما قمنا أنا و"إيديل" بالكتابة لبعضنا بعضاً ومواصلة الحوار حول حشد النساء، بدأنا نتكلم عن قوة وإنجازات الحركة النسائية في كل من بلدينا، وقدرة المجتمع المدني على المساهمة في مساعدة النساء على نيل حقوقهن كاملة غير منقوصة. وشهدنا في كلا البلدين أن المجتمع المدني حي، وأنه من خلال كفاحهن من أجل حقوق المرأة، أخذ وضع النساء اللبنانيات والتركيات في التحسن تدريجيّاً. وعلى سبيل المثال، ذكرت "إيديل" العديد من الخطوات باتجاه المساواة في النوع الاجتماعي التي اتخذت في تركيا، خاصة فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية والقانونين المدني والجزائي خلال العقد الماضي. ومما يثير الانتباه أن التعديلات في القانون الجزائي التركي ألغت بعض المفاهيم الذكورية الخاطئة بشأن قضايا عديدة، مثل العفة والشرف والأخلاق العامة والعار والحشمة. وفي هذه الأثناء في لبنان، تم إلغاء المادة 562 في القانون الجزائي التي تسمح بحكم مخفف في جرائم الشرف، وهو نصر واضح لحركة حقوق المرأة. لقد كتبت "إيديل" أثناء تبادلاتنا شيئاً رن صداه في ذهني. قالت: "في أماكن كثيرة من العالم، تواجه المرأة التمييز لمجرد أنها امرأة". وقد جعلني هذا الحوار أشعر مرة أخرى بأن النضال النسوي من أجل نيل الحقوق هو رهان عالمي يتخطى كافة الحدود. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©