الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعديل سلوكات التوحدي.. مهمة شائكة

تعديل سلوكات التوحدي.. مهمة شائكة
8 أكتوبر 2015 21:45
القاهرة (الاتحاد) تشغل عملية تعديل سلوك الطفل التوحدي اهتمام العاملين في المجال التربوي والتعليمي بالمدارس من معلمين ومعلمات واختصاصيين في علاج الاضطرابات السلوكية المقترنة باضطراب التوحد. والمشكلة الأولى التي تواجه تعديل سلوك ذوي التوحد، أن لكل طفل سلوكاً خاصاً به، فليس هناك طريقة واحدة أو ثابتة يمكن أن تتبع لتعديل سلوك التوحديين، وإن تشابهت تصرفاتهم في سماتها العامة، مثل الصراخ، والحركة الزائدة، وضعف التواصل البصري، والنمطية. من ثم فإن أي مجهود لن يحقق أهدافه من دون استيعاب شخصية الطفل واحتياجاته النفسية والاجتماعية والطريقة المناسبة للتعامل معه. وحول كيفية تعديل سلوك الطفل التوحدي، تقول الدكتورة رباب الألفي، أخصائية التأهيل والعلاج بالعمل في مركز الرعاية الشاملة لذوي القدرات الخاصة بالقاهرة، إن «سمات سلوك الطفل التوحدي تتسم بالغموض والتعقيد»، مشيرة إلى أن التوحدي لا يستطيع التعبير عما بداخله بشكل طبيعي مقارنة بالطفل العادي، وبالتالي يجب تحديد السلوك المراد تعديله أولا، ومعرفة الدوافع الحقيقية له. وتؤكد أن نجاح المعلم في المدرسة في تعديل سلوك التلميذ التوحدي يتوقف على شكل العلاقة بينهما، ومدى استجابة الطفل وقبوله للمعلم، ودرجة إحساسه بالاحتياجات النفسية والشعورية الخاصة بالطفل، وهل المعلم لديه المرونة الكافية في استخدام أساليب جديدة في تعديل السلوك، وهل لديه من صفات الصبر وقوة التحمل، وروح التجديد والتنويع في الأساليب، والقدرة على التحكم والسيطرة على السلوك، وابتكار طرق جديدة في تعديله. وتؤكد أهمية وجود برنامج إجرائي لتعديل سلوك الطفل التوحدي، يتمثل في تحديد السلوك المستهدف، ومدى سلبيته، ومعرفة أسبابه، ومعدلات تكراره، والفترة الزمنية التي تمت ملاحظته فيها والخطوات التي تم إتباعها، وكيفية تعديله، والأشخاص الذين يمكنهم تقديم الدعم اللازم لإنجاح عملية التغيير، ومن ثم تنفيذ الخطة العلاجية المحددة، وتقييم نتائجها، موضحة أن الهدف من البرامج التعليمية والتأهيلية للطفل التوحدي هو تخفيف أعراضه السلوكية وتعويض غياب المهارات الأساسية له في حياته اليومية من تواصل ورعاية للذات والتفاعل والنمو الاجتماعي. وتؤكد أن هذا يتحقق من خلال نظام التعليم الفردي للطفل الذي يهدف إلى تعديل سلوكه النمطي، وفي حالة سلوك الطفل العدواني يتم العمل على تغييره تجاه الآخرين، والتقليل من إتلافه للأشياء، وإشراكه في النشاطات المدرسية مع أقرانه، وحثه على الاهتمام بالمحيطين به، والتقليل من نشاط الطفل الزائد، ودعم مهاراته الاستقلالية، واهتمامه بذاته، وهنا يبرز دور الأسرة وتعاونها مع المدرسة.‏ ‏وترى أن نجاح التعديل يتوقف إلى حد كبير على ما يتمتع به الكادر المنوط به عملية التعليم والتعديل والتأهيل من صفات وقدرات مهنية خاصة. وتضيف «يمكن للمعلم استخدام التقنيات الحديثة وتوظيفها لدعم الاتجاهات الإيجابية المراد تحقيقها عند الطفل، واعتماد صيغ وأساليب المديح والتشجيع والإثابة، أو مهارات وتقنيات التجاهل الاختياري، أو إعطاء«المهلة» أو التذكير المستمر، أو التفاوض مع الطفل، أو سحب الامتيازات منه بشكل مؤقت، واتباع أساليب التعزيز الإيجابي، ومتابعة ما تحقق من نتائج فورية وتدعيمها». برامج تعليم الطفل التوحدي وتأهيله تخفف الأعراض السلوكية رباب الألفي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©