السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدارس تحاكي مناسك الحج وسط أجواء روحانية وإيمانية

مدارس تحاكي مناسك الحج وسط أجواء روحانية وإيمانية
13 أكتوبر 2013 17:53
«الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد» بتلك العبارات الروحانية، التي تعظم رب العزة في هذه الأيام المباركة، وتلك المفردات التي تخشع النفس لسماعها وتلهج بها الألسن ابتهاجاً وتقرباً من الخالق عزو وجل، يحاكي طلبة مناسك الحج في أرجاء الحرم المدرسي، وقد كسيت وجوههم بمعاني الفرح والسرور، وهم يرددون تلك التكبيرات ابتهاجاً بالأيام المباركة في فرحة عارمة تجتاح القلوب. وتعد مثل هذه الأنشطة والفعاليات فرصة مهمة يتعلم منها الأطفال جانباً مهماً من معتقداتهم الدينية. دقة وإبداع حرصت العديد من المدارس على إحياء فرحتها بقدوم عيد الأضحى المبارك، بمعارض وورشة فنية، صيغت بدقة وإبداع حاكتها أنامل الطلبة بعقولهم النيرة، التي أثمرت أفكارا فنية متعددة، تصب في مظاهر الاحتفال بطقوس العيد الكبير، الذي له وقع عظيم في نفوس المسلمين. ومن بين المدارس التي حرصت وأولت الأنشطة أهمية بالغة، واستطاعت أن تستثمر إبداع الطلبة والطالبات في تقديم معرض نوعي، يزخر بصنوف الأشكال والتصاميم واللوح التي تتجلى فيه معاني العيد مدرسة غرناطة في دبي؛ حيث عملت الهيئة التعليمية على تعزيز المفاهيم والمعتقدات الدينية في نفوس الطلبة، من خلال ترجمتها بالأنشطة الفنية التي تثري الجوانب الفكرية، وتصقل مهارات الطلبة وشخصيتهم في التعاطي مع مجمل المواضيع على اختلاف المناسبات المجتمعية، من خلال تجسيدها عبر صور ومشاهد ومجسمات تحاكي طبيعة هذه المناسبة بكافة جوانبها، الأمر الذي يفتح به مداركهم في الكشف عن الكثير من الممارسات الدينية التي تقام في العيد، والداعي لها، وعظيم الأجر فيها. إلى ذلك، تقول المنسقة إيمان أحمد: إن هذه الوقفة التعليمية ذات أهمية بالغة للطالب الذي كثيراً ما يسأل ويستفسر عن سر ارتباط العيد بالأضحية، فكان الأمر بمثابة وقفة تثقيفية له في التعرف على جانب مهم من دينه، وأن يتعرف على شعائر الحج والأضحية بطريقة واضحة منظمة ومدروسة ووفق منهجية دينية صحيحة. وتضيف: «لابد من أن نطلع أبناءنا على مظاهر هذه الاحتفالية الدينية العظيمة الذي يحتفي به المسلمون في العالم، تظلهم هذه الأيام المقدسة بظلال من الرحمة والمغفرة، فتتعلق القلوب مع الحجيج طلباً للطهر من الذنوب والمغفرة، فلابد أن نشارك أبناءنا قيمة هذا الأيام المباركة التي تكلل بفرحة عيد الأضحى المبارك كهدية من الله عزوجل للمسلمين». ورش وأنشطة حول الفعالية التي نظمتها مدرستها، توضح أحمد «تضمنت فعالية عيد الأضحى عدد من الورش والأنشطة التي استمرت أسبوع، ولقد قمن الطالبات من خلال إشراف المدارسين وتوجيههم في تحويل التعليمات والتوجيهات إلى مشاريع فنية رائعة، فمن بين الكثير من الأعمال المعروضة، تتجلى مجسمات متنوعة الأحجام عن خروف العيد، حيث قام الطلبة بتوفير خاماتها وبعض المواد التي تم إعادة تدويرها، وبناء المجسمات خطوة بخطوة، إلى جانب نماذج من الكعبة المشرفة التي ترتكز بإبداع ودقة في أحضان المعرض، وأعمال فنية متعددة لمجسمات تعبر عن مكنون فرحة الأطفال في العيد وهم يلهون ويلعبون في المنتزهات، فبقدر روعة الأعمال وإبداعها، نجد فرحة الطالبات وهن يقفن إلى جانب أعمالهم بكل ثقة وتحد، لما بذلوه من عمل فني رائع وما حصدوه من فوائد معرفية». وتضيف أحمد: «لم تغب مناسك الحج عن فعالية العيد، حيث قدم الشيخ محمد يوسف الصغير، الواعظ في دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف في دبي، شعائر الحج من خلال مشهد تمثيلي لمجسم الكعبة، حيث قامت الطالبات بالطواف حوله، واستشففن بعض الشعائر المهمة التي تمارس في العيد، وفضل الأضحية وأهميتها، باعتبارها شعيرة من شعائر الإسلام، وهي علامة من علامات الشكر، والإحسان، والتقوى والتقرب إليه سبحانه». تمثيل واقعي تزامنا مع بداية موسم الحج، وسعياً وراء غرس تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وترسيخ مفاهيمه النبيلة في وجدان الأطفال، احتفى مركز حضانة «بساتين»، التابع لنادي سيدات الشارقة، بحدثه السنوي الهادف وحملته المباركة «بساتين الحج»، بمشاركة من منتسبيه الصغار من البنات والأولاد الصغار مع أولياء أمورهم، مؤدين عبرها تمثيلاً واقعياً مطابقاً لمناسك الحج وطقوسه المقدسة. وتأتي هذه المبادرة السنوية مع كل موسم حج، كجزء من طموحات وأهداف المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الإمارة، والذي ينادي بالحرص على تثقيف الأجيال الجديدة وتعرفيهم بهويتهم وأصولهم، مع انتماءاتهم الدينية والوطنية والمجتمعية، وإذ يتم عادة ومنذ اليوم الأول من شهر ذي الحجة، إعداد أطفال الحضانة وتحضيرهم لتعّلم قيم العشر الأوائل وفضلها على المسلمين. إلى ذلك، تقول سعاد المري، مدير الإعلام والإعلان في نادي سيدات الشارقة: «عودنا منتسبينا على الاحتفاء بكافة المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية، وهذه الحملة تعتبر نشاطا مهما آخر يدرج ضمن جملة برامجنا وأنشطتنا الاجتماعية التي نهتم بتنفيذها على مدار العام، فقد حرصنا على الاهتمام بالاستمرار فيها وتطويرها عاما بعد عام، كوننا نؤمن بأن كل تجربة قيمّة أو معلومة أو معرفة يمّر بها الطفل خلال مراحل عمره المبكرة، وفي أول خمس سنوات من نشأته، تترسخ بذاكرته الإنسانية وتغرز جذورها في عمق عقله الباطن، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من ثقافته ومعتقداته الإيمانية». التعريف بالإسلام حول أهم أهداف حملة «بساتين الحج»، تقول المري: إنها «تشمل التأكيد على قيم ومعاني العبادات الإسلامية وشرح أسبابها، كما يتعرف الصغار على أركان الدين الحنيف والفلسفة القائمة عليها، من خلال اتباع أساليب وطرق تربوية مبسطة وسلسة، تبيّن مناسك كل طقس إسلامي على حدة، حيث يختبر الطفل عمليا مختلف المراحل التي يمر بها الحاج لبيت الله الحرام، أثناء العشرة أيام الأخيرة التي تسبق دخول موعد عيد الأضحى، ويتعلم مناسك «منى» ورمي الجمرات، كما يختبر وقفة عرفة، وشريعة الأضحية، والعديد من التفاصيل الأخرى التي يمر بها المسلم الحاج». وتضيف: «تأتي من جملة أهداف الحملة الأخرى هو جمع الأطفال الأجانب مع أسرهم المنحدرة من جنسيات غير عربية، أو تنتمي لديانات أخرى ليتعرفوا على تعاليم الدين الإسلامي السمح، وبعض طقوسه الروحانية، وعلى الرغم من أن كل المناسك تختزل بيوم واحد، إلا أن التحضير لها يأخذ وقتا وجهدا من قبل كل المشاركين والقائمين عليها، وحيث يعمل الجميع بروح الفريق في تهيئة الأطفال للمناسبة، بدءاً من إعداد المجسمات للطواف والسعي والرمي، مع بئر زمزم وجبل عرفات ورمي الجمرات، وانتهاء بتلقينهم كيفية التكبير والتهليل والتلبية، مع تدريبهم وهم محرمون على خطوات الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة. رصيد معرفي تشير أمل الأمير، مديرة مركز حضانة «بساتين»، التابع لنادي سيدات الشارقة، إلى بعض الفوائد الأخرى التي تحققها هذه الفعالية، قائلة: «من خلال ترديد العبارات التي تلتزمها طقوس الحج المختلفة، فقد حصل الأطفال على كم لغوي جديد ورصيد إضافي من مفردات اللغة العربية، من تلك التي تدعم العديد من المفاهيم الإسلامية وتزرعها في ذهن الطفل المتلقي، بحيث يكتشف كلمات جديدة ومصطلحات وتعابير لا تعتبر مألوفة بالنسبة له، منها على سبيل المثال الكعبة، والحج، والطواف، والسعي، والصفا والمروة، ورمي الجمرات، وماء زمزم، وجبل عرفات، والأضحية، لنشرح له بدورنا كل مفردة منا وبكل سلاسة ويسر، فنساعده على الفهم والاستيعاب بما يتناسب مع فئته العمرية، سواء من خلال المحاكة أو عن طريق التطبيق العملي الحي لكل منسك وطقس، حيث يحصل في النهاية على تجربة غنية وفريدة من نوعها، وبتشجيع وحماسة من كل أقرانه وذويه».
المصدر: دبي، الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©