الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوسائل التعليمية «السمعية البصرية» تثري الاستيعاب وتحفز الإبداع

الوسائل التعليمية «السمعية البصرية» تثري الاستيعاب وتحفز الإبداع
12 أكتوبر 2013 22:09
الاتجاه الحديث في التعليم إلى تبني الفلسفة التقدمية، التي تواكب تطور العصر ومتغيراته، ولم يعد الهدف الرئيسي للتعليم مجرد تذكر وتعرف وتصنيف، وإنما تعدى إلى أبعد من ذلك ليستهدف الفهم والاستيعاب والتعبير، بل تتجاوز الأهداف إلى تحقيق التعليم الابداعي والابتكاري في إنتاج المعرفة. وهذه الفلسفة تحتاج بلاشك إلى الاعتماد المتنامي على الوسائل التعليمية «السمعية البصرية» الحديثة والمتطورة، والتي تواكب سباق العلم والمعرفة، بعد أن كانت طيلة العقود الماضية ينظر إليها على أنها مجرد «وسائل إيضاح» مدرسية. ومن ثم تعدت الوسائل التعليمية أطرها التقليدية، وشملت الزيارات والرحلات العلمية، والمسوح البحثية والمعسكرات والمناقشات والانخراط في المراكز العلمية الإبداعية. لقد زعزع «جان جاك روسو»، أفكار ورؤى تعليمية تقليدية كثيرة، ودعا إلى تعليم كل ما يمكن تعليمه عن طريق الملاحظة المباشرة للأشياء المادية والظواهر الطبيعية، بدلاً من استخدام الكلمات وحدها، ويقول روسو في ذلك: «لماذا لا تبدأ بأن تعرض على المتعلمين، الشيء نفسه، لكي تمكنهم أن يعرفوا على الأقل ما نتحدث عنه». من هذا المنطلق، تشتمل الوسائل التعليمية جميع أنواع الوسائط ـ الحديثة بالضرورة ـ التي تستخدم في العملية التعليمية لتسهيل اكتساب المفاهيم والمعارف والمهارات وخلق المناخ الملائم لتنمية المواقف والاتجاهات وغرس القيم الإيجابية لدى الطلاب. فالوسائل التعليمية هي كل ما يعين المدرس على تطوير منهجية عمله والزيادة في مردوديته التربوية، وكل ما يعين المتعلمين على إثراء خبراتهم وعقلنة أساليب تعلمهم، ومن ثم فهي تضم الكتب المدرسية والسبورات بأنواعها والنماذج والعينات والمجسمات والخرائط الحائطية والشرائح «الشفافات» وأجهزة الإسقاط الخلفي وأجهزة الإبيسكوب والأفلام والراديو والتلفاز وأشرطة الكاسيت وأشرطة الفيديو والحاسوب والأجهزة الرقمية، فضلاً على تجهيز قاعات الدراسة، والمختبرات العلمية، والمكتبات، والحديقة المدرسية، وساحة اللعب، والبيئة المحلية بالوسائل التعليمية. تكنولوجيا التعليم تؤكد خولة المرزوقي، مسؤولة الأنشطة في مدرسة المواهب للطالبات في أبوظبي أن من الأهمية أن ترتبط الوسائل التعليمية ارتباطاً وثيقا بالمنهاج الدراسي وتتكامل معه، بحيث تصبح إحدى مكوناته الأساسية، فالوسائل التعليمية ليست كما يعتقد البعض، من العوامل المساعدة في الشرح فحسب، إنما هي جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، أي من صلب المنهاج الدراسي نفسه، لذلك من الخطأ تسميتها «وسائل الإيضاح». لقد ساهم التطور التقني والتكنولوجي المعاصر في دعم اتجاه استخدام الوسائل التعليمية بشكل عام. وهو ما أصبح يعرف في العالم اليوم بتكنولوجيا التعليم. ومن الأهداف العامة للوسائل التعليمية، أنها تقدم للمتعلمين أساساً مادياً للتفكير الإدراكي الحسي، وتقلل من استخدام الألفاظ الغامضة التي لا يفهمونها، وتساعد على جذب وتركيز انتباه المتعلمين، لما تضفيه على الدرس من حيوية وتشويق وواقعية، كما أنها تثير اهتمام المتعلمين، وتشوقهم وتحثهم على الإقبال على الدرس بشغف، وتقدم خبرات واقعية تدعو المتعلمين، إلى النشاط الذاتي وتضاعف من فاعليتهم وإيجابيتهم. كما أنها تنمي في المتعلمين، القدرة على الاستمرار في التفكير، وتساهم في جودة التدريس بتوفير الوقت والجهد وزيادة الوضوح، وتجعل ما يتعلمونه من معارف ومهارات طويلة وممتدة وباقية الأثر، فضلاً على كونها وسيلة تساهم في تخطي حدود الزمان والمكان، وتسهم في تزايد ترابط الأفكار والخبرات، وفي ربط المدرسة بالحياة». مبادئ الإخصائي الاجتماعي بمدرسة المستقبل عمر الناجم، يرى أن مع أهمية الوسائل التعليمية في العملية التربوية، فإن استخداماتها ضمن الأدوات التعليمية، يستند إلى مبادئ أساسية في التعليم، منها أن تنسجم وتنتقى لتلائم المحيط الثقافي للطلاب بمتغيراته الحديثة، وأن تكون متمركزة حول المتعلم ذاته، لأنه هو الذي يستعملها، ويستفيد منها أو ينتجها، وليست مجرد ديكور يجمل المكان، كما يجب أن تتنوع وتتعدد وتتجدد الوسائل التعليمية حتى لا يشعر الطالب بالملل منها، وقد تشمل القيام بزيارات علمية للمعارض والمتاحف، والزيارات والرحلات الميدانية، كما يمكن الاستعانة بالوسائل النظرية أو اللفظية «غير البصرية»، التي تتضمن الوصف، وضرب الأمثال، والقصص وسرد الأحداث التاريخية، واستخدام التشبيه والقياس، أما الوسائل البصرية، فهي الوسائل المحسوسة أو الملموسة، ومن طبيعتها، مساعدة الحواس الخمس في تقوية المدركات، وجعل التعلم أكثر إتقاناً. وتتضمن الصور الفوتوغرافية وغيرها، والخرائط والرسوم والخطوط البيانية، ولوحات الإعلانات، وكذا المختبرات والتجارب العلمية واستخدام الأجهزة والأشياء والنماذج، من حيوانات ونباتات وحبوب وأحجار ومعادن وغيرها». ويكمل الناجم:« يفترض أيضاً أن تخضع الوسائل التعليمية للمعايير التربوية والتعليمية، من حيث: الملاءمة للمهام المراد إنجازها، وتناسبها من حيث درجة الصعوبة حتى يمكن للطلاب استعمالها بسهولة، كما يراعى فيها التكلفة، وأن تكون متوافرة، وأن تكون لها قيمة تقنية وعلمية، وهذه المعايير تحتاج إلى مجموعة من الشروط، التي تتحقق من حيث نمط الاستعمال، ومن خلال الوظيفة، التي ستؤديها الوسائل في سياق الأهداف المخصصة للحصة، ويراعى في الاختيار الأهداف المحددة من قبل، وطبيعة ونوعية المضمون ومستوى الطلاب الإدراكي تفادياً للعشوائية». شروط توضح الدكتورة مديحة عزمي، مسؤولة الأنشطة في مدرسة النهضة الوطنية للطالبات في أبوظبي، الشروط التي يجب أن تتوافر عند اختيار الوسائل التعليمية بشكل إجرائي، وأهمها أن تحقق عنصر التشويق والإيثار، والتوضيح، وإثراء خبرات الملاحظة العلمية والتجريب والاستدلال والاستنتاج والتقويم عند الطالب، وأن تخضع لمعايير تحديد الهدف التعليمي منها ووضوحه، وقد تستعمل الوسيلة الوحيدة لأكثر من هدف وفي أكثر من مادة. وعلى ذلك، فقد يستخدم المدرس الوسيلة التعليمية لإثارة المتعلمين أو لتقديم مادة تعليمية أو لشرحها شرحاً تفصيلياً أو لتلخيصها أو للمراجعة أو للمقارنة والربط أو الاختبار، وهكذا. كما يجب على المعلم أن يقوم بتجربة الوسيلة قبل اختيارها لكي تكون فرص اختبار المدرس للوسائل التعليمية كبيرة لابد من أن يتعرف على ما يهمه من الوسائل المتوافرة، والتي يجب التفكير فيها من قبل. ولكي يحكم المدرس حكماً دقيقاً على صلاحية الوسيلة وفعاليتها، لابد من قيامه بدراستها وتجربتها قبل استخدامها في الدرس، واستخدام الوسيلة في الموعد أو التوقيت والمكان المناسبين، وأن تحقق تماسك الخبرات إذ إن ذلك يتيح للطلاب فرص التعبير عما في نفوسهم، واستجلاء الغامض عنهم، والربط بين الخبرات التي يمرون بها. إذ لا معنى لتدريس درس بخبرات مبعثرة متناثرة». إثراء التعليم زياد ياسين، مدرس تكنولوجيا التعليم، يشير إلى أهمية الوسائل التعليمية يمكن للوسائل التعليمية أن تلعب دوراً مهماً في إثراء النظام التعليمي، فبالرغم من أن هذا الدور أكثر وضوحاً في التعليم الحديث والمستدام الذي يؤكده المفهوم المعاصر لتقنية التعليم، أي أنها تخضع لاختيار وإنتاج المواد التعليمية واستخدامها ضمن نظام تعليمي متكامل، وهذا يعني أن الوسائل التعليمية لم يعد ينظر إليها على أنها أدوات للتدريس يمكن استخدامها في بعض الأوقات، والاستغناء عنها في أوقات أخرى، فالنظرة الحديثة للوسائل التعليمية ضمن العملية التعليمية، تقوم على أساس تصميم وتنفيذ جميع جوانب عملية التعليم والتعلم، وتضع الوسائل التعليمية كعنصر من عناصر النظام التعليمي، وهذا يعني أن اختيار الوسائل التعليمية يسير وفق نظام تعليمي متكامل، بحيث يضمن اختيار هذه الوسائل وتصميمها واستخدامها لتحقيق أهداف محددة». ويكمل ياسين:«يمكن أن نلخص الدور الذي تلعبه الوسائل التعليمية في تحسين، وإثراء عملية التعليم، باشتراك جميع حواس المتعلم للاستفادة، وتساعد على استثارة اهتمام الطالب وإشباع حاجته للتعلم، وزيادة مشاركته الايجابية في اكتساب الخبرة، وتؤدي إلى ترتيب واستمرار الأفكار، التي يكونها الطالب، كما تساعد على تنويع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين، وزيادة انتباه الطلاب وقطع رتابة المواقف التعليمية». فنيات الاستعانة بالوسائل التعليمية يرى فتحي قنصوة مدرس العربية في المدرسة الدولية في العين، أن لتفعيل العملية التعليمية، والاستفادة من الوسائل التعليمية، يتطلب من المدرس أن يساعد طلابه على أن يكون تفكيرهم متصلاً متماسكاً مترابطاً. كما يجب ألا ينتهي استخدام الوسيلة بانتهاء عرضها، إنما يلزم التأكد من استفادة المتعلمين منها وفهمهم محتوياتها بدقة وربطهم، من خلالها، بما سبق عرضه في الدرس من خبرات وحسن الاستنتاج واستقامة التفكير. ومن الأهمية أن يتحاشى المدرس استخدام نوع واحد من الوسائل بكثرة واستمرار، حتى لا يدعو لسأم المتعلمين ونفورهم، وألا يحشو الدرس الواحد بعدد كبير من الوسائل، مما لا يتحمله وقت الدرس وأذهان المتعلمين، أما بالنسبة لطبيعية الوسيلة، فيفترض ألا تعوض الصور والنماذج الجامدة ما يمكن الحصول عليه حقيقياً أو حياً أو طرياً أو طبيعياً، كالزيارات الميدانية أو النباتات والحيوانات وأعضائها، أو عينات من الصخور والمعادن والعظام والنقود والحبوب، كذلك تكون سهلة وألا تكون معقدة الاستعمال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©