الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تربويات «الأضحية»

12 أكتوبر 2013 21:10
أتمنى ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك بفرحة وبهجة وسرور، ألا تغيب عنا تلك المعاني الإنسانية الجليلة، كيوم نتطلع فيه إلى ترسيخ كثير من القيم والأهداف التربوية والاجتماعية العميقة التي نستقيها من جلال وعظمة التشريع الإلهي من اقتران عيد الأضحى المبارك بـ«الأضحية» وحج بيت الله الحرام، وما يتضمنه من مناسك. «الأضحية» ليست مجرد ذبح شاه أو خروف، نأكل، ونتصدق، وندخر منها، ما لم تكن هناك حاجة، وإنما مفهومها ينطوي على قيم أخلاقية وسلوكية ومعانٍ عديدة، ينبغي ألا نفوتها، وعلينا أن نُعلم أحكامها وأبعادها للأبناء، بلغة سهلة وبسيطة. من السنة أن يصِل المُضحي أهله، وأرحامه، وجيرانه، وأن يتسامح ويتصالح ويعفو عمن بينه وبينهم شحناء أو ضغينة أو قطيعة، ويغرس في نفوس أطفاله قيم العفو والتسامح والترابط والود، إلى جانب أهمية الالتزام بالصلوات والعبادات، وتعليمهم المفاهيم الصحيحة للعقيدة الإسلامية السمحاء. قيم عديدة يمكن اقتباسها من الدلالات الدينية والأخلاقية والاجتماعية لمفهوم الأضحية، وعيد الأضحى وترجمتها بصورة عملية يومية مع الأبناء بحيث يمكن الاستفادة سلوكيا منها كقيم التسليم والاعتقاد فيما جاء به القرآن الكريم، وما أنزل الله سبحانه وتعالى من قصص الأنبياء لتعليم البشرية والمؤمنين عامة والمسلمين خاصة، وما تتضمنه قصة الرؤية الكريمة لسيدنا إبراهيم وكيف تعامل مع ابنه نبي الله إسماعيل ـ عليهما السلام ـ، وكيف كانت ردة فعل الابن بالطاعة العمياء وان كانت تكلفه حياته، وما يهدف إليه «الذبح» أو «الأضحية» كما أكدته السنة النبوية المطهرة من نشر مفاهيم اجتماعية إيجابية عديدة من تواصل وترابط بين الأهل والأقارب، وشيم الإحسان وبر الفقراء والمحتاجين، فضلاً عن تصحيح الصور السلبية للعلاقات بين الآباء والأبناء التي شوهتها ومسخت المدنية الحديثة الكثير منها. مفهوم «الأضحية» بشكل خاص، ينطوي علي معان عديدة وعميقة ذات أهداف تربوية لا حصر لها، ويمكن لنا استخلاصها، وغرسها في نفوس أبنائنا حتى يدركوا حكمة التشريع الإلهي، وأبعاده العظيمة على مختلف الأصعدة، ويتذوقوا طعم وحلاوة هذه الحكمة عن استيعاب وفهم، وأول هذه الأبعاد قيمة الامتثال والطاعة التي يفشل الكثيرون في غرسها عند أبنائهم منذ الصغر، وإبراز الديمقراطية التربوية في التعامل الأسري مع الصغار. لا يفت الآباء الاستفادة من البعد الإنساني في الرفق بالحيوان لقول الله تعالى: «وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح»، وكما جاء في الأثر أن سيدنا إسماعيل طلب من أبيه أن يخفي السكين عن أعين الذبيحة وعدم ذبحها أمام الحيوانات الأخرى حتى لا يصيبها الذعر والخوف، واختيار وسيلة ذبح حادة وشحذها جيداً حتى لا نؤلم الحيوان، الى جانب طلب الابن من أبيه أن يشمر ساعديه عند الذبح حتى لا تلوث ثيابه بالدماء مما يؤذي مشاعر والدته ويؤلمها. قصص القرآن الكريم منجم لا ينضب من المواقف التربوية والأخلاقية والسلوكية التي يستوجب أن نغرس قيمها وفضائلها في نفوس أطفالنا، وهم في أمس الحاجة إلى ذلك بكل تأكيد. وكل عام وأنتم بخبر. المحرر | ‏khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©