المصاغ الهندي يجعل المرأة «ملكة» تجلس على عرش الجمال

المرأة تحب التزين، وفي مختلف الحضارات الإنسانية ابتكرت النساء حليا وإكسسوارات يتجملن بها ويعبرن عن العشق للجمال والكون والتقاط بعض التفاصيل والمفردات البديعة في البيئة لتكون حلياً تمتزج فيها براعة الصنعة اليدوية مع رموز ومفردات البيئة والحضارة. وتتميز المرأة الهندية بين نساء العالم بمشاعرها الفياضة والدافئة، فضلاً عن جمال ملامحها، وهو ما ينعكس على أسلوب حياتها واختيارها لنمط أزياء يجمع بين السحر والإثارة والغموض معا.. جميلة واثقة ويحتل المصاغ الهندي مكانة خاصة في حياة المرأة فعشقها للتزين والجمال يصاحبها منذ طفولتها ويجعلها تعتز بأنوثتها بشكل واضح، ولذلك فالمرأة الهندية جميلة واثقة وشديدة الاعتزاز بذاتها، وتراث الحضارة الهندية ثري بالقصص والأساطير التي تؤكد دور المرأة ومكانتها في حفظ التراث. وعلى مدى عقود وقرون احتفظ المصاغ الهندي بروحه الخاصة وطابعه المبهر، وجذب الكثير من فناني الحلي وصناع الموضة في مختلف دول العالم. وقبل أيام احتفى الوسط الفني والثقافي وعاشقات الموضة والأناقة المترفة في مصر بأحدث مجموعات الفنان شريف راشد للمصاغ اليدوي، والتي ضمت العديد من قطع الحلي المستوحاة من المصاغ الهندي بكل ما يحمله من سحر وإبداع فضلا عن جمال الأحجار وتنوع ألوانها وأسلوب قطعها وأحجامها، إلى جانب تنوع أساليب التعامل مع المعادن سواء الذهب او الفضة. وضمت المجموعة أطقماً متكاملة وقطعا متفردة منها الكوليهات والأقراط والخواتم والأساور، إلى جانب تصاميم لتزيين الشعر والجبهة. وعن سبب اهتمامه بالمصاغ الهندي تحديداً، يؤكد شريف راشد أنه خلال رحلاته حول العالم وقع في حب المصاغ الهندي وتكررت زياراته للهند مرات عدة، وكان لا يمل تأمل الحكمة الهندية التي تنعكس على كل جوانب حياتهم، حيث يعتبرون الفن وسيلتهم للحياة وللتعبير عن وجودهم وتقديرهم لكل المخلوقات. ألوان قوية وجذابة ويشير إلى أن التنوع الكبير في استخدام الأحجار بكل ألوانها القوية الجذابة هو أحد أهم ملامح المصاغ الهندي عبر سنوات بعيدة، فقد كان الألماس من أهم وأغلى الأحجار التي استخدمها فنانو المصاغ الهنود، وكان الألماس بمثابة حجر خاص للمرأة تقديرا لمكانتها، حيث اعتبرها الهنود القدامى رمزا، وكانوا يتفننون في تصميم قطع حلي تحمل أحجار الألماس النادرة ليقدمها الرجل للمرأة التي يريد أن ينال رضاها. ويضيف أنه بمرور الوقت وتطور الحياة ارتفعت أسعار الأحجار الكريمة، خاصة الألماس والزمرد والياقوت، وكذلك المعادن كالذهب والفضة، وهو ما جعل عددا من فناني الحلي الهندية يتحولون إلى عالم الإكسسوارات والمجوهرات المقلدة، ولكن ذلك لم يجعل الصانع الهندي يبخل بمهارته في إتقان العمل وإبراز انتمائه في كل القطع والتصاميم المقلدة، كما لجأ إلى استخدام النحاس النقي بدلاً من الذهب واختار من الأحجار المقلدة ما يحاكي المجوهرات الملكية، فاقتناء أي امرأة للمصوغات الهندية يعطيها الإحساس بأنها ملكة. ويوضح أن من أهم قطع الحلي الهندية العقود المعدنية المطعمة بالأحجار الطبيعية واللآليء، وهي جميعها بها روح الشرق، وذوق فني رفيع يحمل نبض الفنان الذي وضع فيها جزءا من نفسه وهو يصنعها بأنامله، وما زالت الألوان القوية هي الأثيرة لديه، ومنها الياقوت الأحمر والزمرد الأخضر واللآلئ، حيث تستولي تلك الأحجار على معظم التصاميم، فهي تعبر عن سحر الملوك العظام. تصاميم عصرية ولعل المثير في المصاغ الهندي هو تلك الحالة الوجدانية التي يمارس بها الصانع الهندي عمله، ويفسرها الفنان شريف راشد بأنها حالة يختلط فيها الوازع الديني بالموهبة الفطرية، حيث يشعر الصانع بأن عمله واجب مقدس أشبه بالعبادة فقد منحه ربه الخامات الطبيعية ودوره أن يحولها إلى هدايا قيمة لا تقدر بمال، حتى ان اختيارهم لأحجار الياقوت الأحمر مع الزمرد الأخضر ليس وليد المصادفة بل هو يعبر عن علاقة بين الأبراج النارية والترابية، أما حجر الأكوامارين فهو دائما يستخدم منفردا، لأنه حجر الأبراج المائية، وبحسب معتقداتهم الراسخة يمكن أن تجتمع النار مع التراب ولكن لا يصح أن يجتمعا مع الماء. ويبرر استخدامه للفضة في بعض القطع بأنها تصاميم عصرية أصبحت هي الأكثر ملاءمة للموضة العالمية حالياً، حيث لجأ الهنود إلى استخدام سبائك بها نسبة من الفضة، إلى جانب استخدام الخشب والعظم والنحاس في تصاميم شبابية، تواكب الموضة العالمية، ولكن بها الروح الهندية والمهارة اليدوية المميزة.