الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدراك الذات أن يعرف الإنسان من هو وما غايته في هذا الوجود

إدراك الذات أن يعرف الإنسان من هو وما غايته في هذا الوجود
12 أكتوبر 2013 21:12
أبوظبي (الاتحاد) - يقول الدكتور ياسر العيتي في كتابه الذي جاء تحت عنوان «ما فوق الذكاء العاطفي حلاوة الإيمان»، إن الإسلام قناعة فكرية محلها العقل، أما الإيمان فهو حلاوة قلبية محلها القلب، فالإسلام يخرج صاحبه من دائرة الكفر، ولكن الإيمان هو الذي يحلق به في آفاق السعادة، والطمأنينة والإيجابية، الإسلام أفكار في الذهن لا تتحول إلى أعمال وبذل وتضحيات إلا بالإيمان. وقد جاء في الحديث الشريف: لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق وهو مؤمن، مسند أحمد. ومن هذا المنطلق فإن الذكاء العاطفي يمكن الإنسان من التعامل الإيجابي مع ذاته ومع الآخرين، حيث يحقق لنفسه ولمن حوله أكبر قدر من سعادة الدنيا والآخرة. حياة المسلم ويضيف الكاتب في أحد فصول الكتاب إن أول وأهم مكون من مكونات الذكاء العاطفي هو إدراك الذات، أي أن يعرف الإنسان من هو وما غايته في هذا الوجود؟ وما مبادئه وقيمه؟ ويقول في هذا الصدد في كتابه: إذا كان الذكاء العاطفي هو أن تعيش ولك هدف وغاية فإن المؤمن يعيش لله في كل حركة من حركاته وفي كل سكنة من سكناته، وبهذا وصف هشام بن عبد الملك ابن عمه عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي، فقال: ما أحسب عمر خطا خطوة قط إلا وله فيها نية.. لذلك استطاع عمر بن عبد العزيز أن يصلح دولة بأكملها في مدة حكمه القصيرة التي لم تتجاوز العامين. ويضيف الكاتب: عندما تصبح حياة المسلم لله تعالى فإنه سيشعر بلذة الحب الخالقة فالحب ليس شعورا فقط إنما هو شعور يغذيه فعل الحب، ويقول إن الإنسان الذي يرعى نبتة صغيرة في حديقة منزله حتى تصبح شجرة باسقة سيمتلئ قلبه بحب هذه الشجرة، لأنه بذل الكثير من الجهد في تنميتها ورعايتها، كذلك المسلم لا يشعر بمقدار الحب لله إلا بمقدار ما يبذل في سبيل هذا الحب من مجاهدة للنفس، وإعراضه عن الشهوات، وإقباله على الطاعات، وعمل مستمر لنصرة دين الله وإعلاء كلمته. مشاعر سلبية لعل أكثر المواضيع التي شغلت أذهان الغربيين الباحثين في علوم النفس والتنمية الذاتية هو موضوع التحكم بالمشاعر السلبية وكيف يتجاوز المحن والأزمات التي يمر بها، وكيف يتخلص من الشعور بالقلق والخوف والغضب وغيره من المشاعر السلبية؟ ولم أجد دينا كالإسلام يداوي القلوب ويمدها بأسباب الراحة والطمأنينة. ويعتمد الذكاء العاطفي على العلاقة بين الذكاء والعاطفة، أو بين التفكير والمشاعر، فالأفكار السلبية تؤدي إلى المشاعر السلبية، والأفكار الإيجابية تؤدي إلى المشاعر الإيجابية، ويضيف الكاتب قائلاً: يستطيع الإنسان أن يتعلم أساليب التفكير الإيجابي وأن يستبدل بشكل واع التفكير الإيجابي بالتفكير السلبي ومن ثم يستبدل المشاعر الإيجابية بالمشاعر السلبية، ومهما حاول غير المؤمن أن ينظر إلى الأمور بإيجابية فهو لا يستطيع أن يرى العالم من الزاوية التي ينظر منها المؤمن، فالمؤمن يوقن أن الله هو خالق هذا الكون وأن كل ما يجري فيه من أحداث إنما يجري بتقدير من الله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واعلم أن أهل الأرض لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء قد كتبه الله عليك. «مسند أحمد»، فتعاليم الدين الإسلامي تعطي الإحساس بالراحة، والاطمئنان يبعثه الشعور بعدل الله المطلق الذي لا يترك ظالما ولا معتدلا، حيث قال في كتابه العزيز: «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره» (آية 7 ، 8 الزلزلة). قائد مرن ويشير في فصل آخر: هناك دراسة أجريت عن المديرين الناجحين في التسعينيات تبين من خلالها أن القيادة القائمة على التعاطف مع الموظفين هي أكثر نجاحا وديمومة من القيادة القائمة على القهر والتسلط، فعندما تقود الآخرين من خلال تقديرك لمشاعرهم واحترامك لإنسانيتهم فإنهم يدينون لك بالولاء ويعطونك أفضل ما عندهم، فالإنسان عندما يحترم ويحمي كرامة الآخرين وإنسانيتهم، إنما يحترم ويحمي كرامته وإنسانيته. وتحدث المؤلف ياسر العيتي، عن الوحدة ونبذ الخلافات وقال «لا يوجد دين كالإسلام يدعو إلى الوحدة والتعاون والتكافل ويحذر من الفرقة والخصام والخلاف، كما حث على تحمل المسؤولية لإحداث التغيير والمبادرة والقدرة على الخلق والإبداع والقدرة على صنع الفرص». الانسجام الداخلي يقول الكاتب ياسر العيتي، إن من أهم مكونات الذكاء العاطفي الانسجام الداخلي، حيث إن الإنسان الذي يعيش في حالة صدق وانسجام بين مبادئه وسلوكه، بين أقواله وأفعاله، بين سره وعلنه، يتربع على عرش من الشعور الرائع بالسعادة والانتصار، لا يماثله في الروعة أي شعور، والتناقض يربك الإنسان ويؤثر على توازنه ويهز شخصيته، أما الصدق والكذب فلا يجتمعان أبداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©