الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إتيكيت» المائدة.. فن يعكس شخصية وذوق المرأة

«إتيكيت» المائدة.. فن يعكس شخصية وذوق المرأة
12 أكتوبر 2013 21:13
قواعد الإتيكيت والذوق مثيرة للجدل وغير محددة للجميع، ولكن تتفق حول مفاهيم معينة، أصبحت تدرس وتلقن، وتقام لها الدورات، بحيث لا يتوقف نجاح الضيافة على نوع وجودة الطعام فقط، بل على طريقة التقديم وحسن الاستقبال، وغيرها من التفاصيل. في هذا الإطار استطاع مجموعة من الخبراء رسم خريطة طريق لفن تقديم المائدة، مؤكدين أن تعدد أنواع الطعام لا يعد فارقاً في روعة الاستقبال بقدر ما يعكس شخصية مقدمها. تتحدث آسيا عثمان، “فوود ستايلست وخبيرة تنسيق الأطباق”، ومؤلفة كتاب الورد والمروزية - وصفات وذكريات في عشق المغرب، وخبيرة الطعام بموقع “سيدتي. نت”، قائلة: إذا تطرقنا إلى الطهي فإننا نتحدث عن المتعلقات التي ترتبط به، ومنها طريقة التقديم، فالطهي فن، وكل من أتقنته فهي فنانة تفوقت على بقية الفنانات في المجالات الفنية الأخرى، والطاهية الجيدة أو الناجحة هي تلك التي تجيد تنسيق النكهات، الألوان، وتنسيق الطبق النهائي، فنحن تربينا على عبارة “العين تأكل قبل الفم”، وهي عبارة لم تأت من فراغ، فكلما رأت العين طبقاً جميلاً، كلما أعطت إشارة إلى المخ، تحفز على إفراز هرمونات السعادة بالجسم، وحث الفم واللسان على التذوق. وتشير آسيا عثمان إلى ضرورة مراعاة العديد من الأمور قبل تقديم أي طبق، حيث يجب الاهتمام بنوع المناسبة أو مكان تقديم الطبق، وعليها يمكن أن نحدد مجموعة من النقاط، منها الفصل السائد، التوقيت الزمني، إفطار، غداء، أو عشاء، موضوع التقديم، لمة عائلية، حفل أطفال، وغداء عائلي عادي أو عشاء رومانسي، وعليها أيضاً تركيبة الألوان في الطبق، وتنسيقها لجعل الطبق يبدو جميلاً. وتضيف آسيا، التي تقدم برنامجاً على قناة روتانا، وتقدم وصفات في العديد من المجلات المحلية والعالمية، أبرزها جورميه الإنجليزية، اليوم السابع، زعفران وفانيلا، مجلة نجمة، ومجلة نسمة والعديد من المطبوعات الأخرى: يقال إن العين هي التي تأكل، لهذا يجب على سيدات البيوت أن يجعلن مائدتهن نزهة للناظرين، حيث ترعرعنا كما سبق وقلت على هذه العبارة التي أجدها صحيحة إلى أبعد حد، حيث إن مائدة كل سيدة تعكس شخصيتها، بالإضافة إلى أناقتها وقدرتها على فن الاستقبال، فن التنسيق وفن الضيافة، ففي العديد من المناسبات يكفي فقط النظر للمائدة لتصنيف شخصية السيدة المستضيفة من خلال طريقة عرضها للمائدة، (كي المناديل، ترتيب الشوك والسكاكين، تنسيق الأزهار، طريقة عرض الأطباق وترتيبها، الإضاءة، والشموع أو الثريات الصغيرة التي تتوسط مائدة الطعام). تنسيق الأفكار وتشير عثمان إلى أن العناية بالمائدة تطبع الإنسان بطابع الثقافة التي ينحدر منها، وتنعكس على شخصيته، إلى ذلك تضيف “تولي بعض الحضارات عناية خاصة للتقديم، وأصبحت الأسواق العربية أكثر انفتاحا على الأسواق العالمية، وغدت توفر العديد من إكسسوارات المائدة وأدوات التقديم بأسعار تتفاوت بين الرخيص والباهظ الثمن لتتناسب مع كل الأذواق، كما أن انفتاح السيدات العربيات أكثر على ثقافات البلدان الأخرى، خلق نوعاً من الذكاء الفكري، والحس الفني الراقي لدى العديد من السيدات العربيات، ويستوجب الأمر فقط القليل من الذوق والحس الجمالي والرغبة في تقديم الأفضل، ثم تأتي البقية متسلسلة، من خلال إصرار السيدة، واقتباس العديد من الأفكار المطروحة بالمجلات والمواقع النسائية، وحينما أتحدث عن الأفكار فليس بالضرورة اقتناء كل ما هو غالٍ، بالعكس يشهد العالم حالياً طفرة في عالم «الدي آي واي»، أو ما يسمى بخلق أفكار وإكسسوارات وطرق للتزيين والتقديم من خلال أشياء بالية، قديمة ومهملة بالبيت أو المطبخ، ويكفي تنسيق كل سيدة لهذه الأفكار، حسب حسها الفني والجمالي، وتصورها للأمور. «إتيكيت» الضيافة تحديد موضوع «إتيكيت» الضيافة، ووقتها يفسح المجال أمام معرفة طريقة التقديم، حسبما تقول آسيا عثمان موضحة: “سواء كانت الضيافة تتعلق بعشاء عمل أو سهرة عائلية أو جمع صديقات أو مناسبة اجتماعية أو مناسبة رسمية، فهناك خطوات يجب اتباعها»، منها اقتناء زهور أو نباتات تتماشى مع الموضوع، زهور قصيرة مثلاً، لونها أبيض أو أصفر، لإضفاء نعومة على المائدة، ورد أحمر في حال عشاء فاخر، مع شمعدانات طويلة، مع كي المناديل والحرص على نظافتها وتعطيرها، واستخدام أطباق مناسبة لنوع الضيافة، وتكون أطباقاً بيضاء زجاجية في حالة الرسميات وعزومات العشاء أو أطباقاً خشبية أو فخارية في حالة ضيافة بالحديقة أو أطباقاً مبهجة لحفلات الأطفال، فالمائدة المرتبة والمنسقة جيداً، تعكس شخصية المرأة الأنيقة التي تهتم بأدق التفاصيل، والموائد العامرة تعكس شخصية المرأة المضيافة التي تميل للفخامة والمعروفة بالكرم.. وهكذا.. تربية الذوق هناك إهمال كبير في بعض البيوت لتربية الفتاة على هذا الجانب، وفي هذا الإطار تقدم آسيا عثمان، إن طريقة العناية وتربية الفتاة على الذوق السليم في فن المائدة وتعليمها «إتيكيت» المائدة تحتاج إلى اهتمام الأم بتوجيه ابنتها لمعرفة قواعد المائدة، من خلال التطبيق اليومي، والعمل في البيت، لتترسخ هذه الأمور في ذاكرة ابنتها، فحينما تكبر الفتاة تجد نفسها تطبق ما تعلمته من أمها في مراحل نموها المختلفة، لذا يجب زرع بعض الأمور المهمة في حياة الأمهات في نفوس بناتهن، مثل الطهي، وأصول الضيافة، وأصول تنسيق وتقديم الطعام. «الورد والمروزية» أطلقت مؤخراً آسيا عثمان كتاب تحت عنوان «الورد والمروزية»، وعنه تقول: «كتابي هو نافذة، من خلالها تستطيع كل سيدة إماراتية وخليجية التعرف إلى أشهر الوصفات المغربية التقليدية والأصيلة، بطريقة سلسة ومبسطة، وبعيدة تماماً عن التعقيدات. وقد استخدمت لغة سهلة، وشاركت القارئات في وصفات خلطات التوابل المغربية الشهيرة، مثل المروزية وراس الحانوت. وهذا الكتاب يعكس حبي وعشقي للمغرب، عشقي لمطبخ أمي وجدتي الذي تمتد جذوره في أعماق التاريخ، وهو هدية مني لكل السيدات الإماراتيات والعربيات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©