الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خارج على القانون ·· قصة محروقة رغم التوابل الفنية

خارج على القانون ·· قصة محروقة رغم التوابل الفنية
28 فبراير 2008 04:57
ثلاثة افلام في موسم سينمائي واحد تحمل افكارا متشابهة وتؤكد أن المنحرف أو تاجر المخدرات فرضت عليه الظروف والمجتمع هذه الحياة ورغم ان مؤلفيها مختلفون فإن هناك جملا تكاد تتكرر بنفس اللفظ في افلام ''حين ميسرة'' و''الجزيرة'' وتسمعها على لسان كريم عبدالعزيز في ''خارج على القانون''· انها رؤية مظلمة وكأن الانسان ليست له ارادة وأن المجتمع هو المسؤول الاول والأخير· فيلم ''خارج على القانون'' هو التعاون السادس بين الثلاثي بلال فضل مؤلفاً وأحمد جلال مخرجاً وكريم عبدالعزيز بطلاً· ويبدو ان استثمار النجاح أوقع الثلاثة في مطب التشابه، ويكاد المتفرج يشعر بأن كريم الذي جسد ''أبوعلي'' و''واحد من الناس'' و''في محطة مصر'' لم يغير جلده الفني واستسلم لخوض تجربة سبق أن حققت جماهيرية والى حد كبير تتشابه الملامح ذاتها في فيلم ''خارج على القانون'' مع اختلاف التفاصيل، مما يؤكد ضرورة خروج الثلاثة أو احدهم عن الدائرة· الشرير والشرطة تبدأ أحداث الفيلم بمحمود الجندي الذي يواجه مطاردة مع رجال الأمن الذين يحاصرونه في منزله مع أسرته وأمام صياح ابنائه وتحت دوي المدافع وطلقات الرصاص التي تنهال عليهم يضطر لإعلان الاستسلام وتقبل قوات الأمن وقف النار، وما ان يلقي سلاحه ويرفع يديه مستسلما حتى تنهال عليه الطلقات فيسقط امام ابنائه وزوجته قتيلاً· ويظهر الطفل ''أحمد'' أو كريم عبدالعزيز الذي يحتضنه الفنان حسن حسني ''سيد السويسي'' تاجر المخدرات الكبير ليحل محل والده ويواصل الرحلة في عالم تهريب المخدرات· وتمضي الايام ليصبح ''أحمد'' اليد اليمنى وبمثابة الابن للتاجر الكبير ويتحول ''سيد السويسي'' من خلال عمليات غسل الاموال الى أحد رجال الأعمال البارزين في المجتمع· بينما يتولى الأعمال القذرة ''أحمد'' الذي يخاطر بحياته لينقذ صفقة المخدرات بعد مطاردات عنيفة مع ضابط الشرطة ''أشرف البنا'' ويجسده الفنان أحمد سعيد عبدالغني، ويواصل ''أحمد'' عمله في تهريب المخدرات وبيعها بأساليب شيطانية حتى يحصل على الملايين التي يضعها في خزانة رجل الاعمال ''سيد السويسي''· ونتعرف تدريجيا على حياة ''أحمد'' الذي يتحمل مسؤولية أسرته ونجده محباً لهذه الأسرة ويتصرف بمثالية مع أمه -وتجسدها الفنان انعام سالوسة- ويخشى على أشقائه من الانزلاق الى عالم المخدرات ويتولى الإنفاق على شقيقته وزوجها وابنها وتربطه قصة حب مع ''هنا'' -وتجسدها الفنانة مايا نصري- التي يتزوجها عرفيا خوفا عليها وحتى لا تصبح إحدى ادوات الضغط عليه· ويقرر الضابط ''اشرف البنا'' الاتفاق مع ''أحمد'' ليكون مرشدا للكشف عن تورط ''سيد السويسي'' في تجارة المخدرات وعندما يرفض يدبر له اكثر من مشكلة حتى يجبره على الموافقة ولكن ذكاء ''أحمد'' يجعله ينجو ويضع الضابط في مأزق كبير يهدد مستقبله وتتوالى الأحداث التي تدور في اطار سريع ومتتابع على طريقة ''توم وجيري'' حتى تنجح حيلة الضابط في خداع ''أحمد'' الذي يكشف له ضابط الشرطة أن قاتل ابيه هو ''سيد السويسي'' نفسه الذي اشترى ذمة ضابط فاسد ودفع له مبلغا من المال مقابل اغتيال ''علي الوكيل'' والده الذي تمرد عليه وقرر الابتعاد عن تجارة المخدرات والتوبة وتربية ابنائه في هدوء· واخيرا يقتنع ''أحمد'' بأن انتقامه لوالده لابد ان يكون من ''سيد السويسي'' ولأنه لا يثق بالضابط يقدم بعض المستندات للصحافة التي تنشر الملفات حول الصفقات المشبوهة وتاريخ رجل الاعمال الملوث ويكتشف ''أحمد'' انه تعرض لخدعة كبيرة من الضابط الذي يورطه في جريمة قتل ابن سيد السويسي· ويحرص الفيلم على ان يؤكد انسانية ورقة الشاب المنحرف ''أحمد'' الذي يتعاطف مع أحد تجار المخدرات بسبب وجود ابنه معه وينقذه من الموت، وفي المقابل نجد هذا التاجر بدلا من ان يرد الجميل يضحي بـ''أحمد'' ويكشف ''للسويسي'' تعاونه مع ضابط الشرطة وتنتهي الأحداث بمشهد يشبه البداية حيث يقف ''أحمد'' في منزل زوجته الريفي ومعه اسرته ورجال ''سيد السويسي'' يحيطون به لتصفيته، ويتذكر ''أحمد'' المشهد نفسه عندما كان والده يقف في نفس الموقف وتحاصره قوات الأمن· ولذلك يرفض أن يراه أحد ويأمر الجميع بالابتعاد وينجح في اصابة سيد السويسي لكن السويسي يطلق عليه النار قبل أن يموت لتنتهي الأحداث ساخنة كما بدأت· تفاصيل جديدة وتبدو أحداث القصة متشابهة الى حد كبير مع عشرات القصص التي تتناول سيرة أحد المجرمين· إلا ان النجاح يكمن في التفاصيل التي جعلت الفيلم مشوقا حتى في ظل قصة نهايتها متوقعة· واستطاع المخرج أحمد جلال أن يشد المتفرج الى الشاشة بقدرته على استخدام الكادرات وزوايا التصوير ببراعة، ولعب مونتاج مها رشدي دورا مؤثرا في تقديم ايقاع سريع خاطف وحققت التوازن الملائم للحظات الانسانية والرومانسية التي تضمنتها الاحداث وشاركت الاضاءة التي استغلها مدير التصوير ايهاب احمد علي في اضافة الكثير من الحيوية للصورة السينمائية سواء في مشاهد المطاردات المتعددة أو في لحظات استعادة الماضي وربطه بالحاضر، أما موسيقى عمرو اسماعيل فقد عزفت على الحالة الساخنة مع الفيلم وبلمساته البارعة رسم مهندس الديكور احمد عباس تفاصيل صادقة لمنزل الاسرة البسيطة التي ينتمي لها ''أحمد'' والتي تختلف تماما عن شقة ''أحمد'' وزوجته التي تنطق بالثراء· كريم عبدالعزيز ''كاريزما'' خاصة تجعلك تصدقه وتتعاطف معه حتى لو كان خارجا على القانون، أما الفنانة مايا نصري في شخصية ''هنا'' زوجة ''أحمد'' فقد اتسمت بالسلبية والاستسلام ولم تسمح مساحة دورها بتقديم اضافة لرصيدها كممثلة ويبقى الفنان القدير حسن حسني أحد عناصر النجاح والجاذبية بأدائه الرائع وقدرته على التحول من مشاعر الحب الى الكراهية· ورغم أن السيناريست بلال فضل لم يجهد نفسه في البحث عن فكرة أو مفاجأة غير متوقعة يحسب له انه استطاع أن يستغل حرفيته في صياغة مشاهد ''الأكشن'' والمطاردات ليحتفظ للفيلم بقدر من الجاذبية رغم غياب الموضوع الجديد·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©