الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإقراض المصرفي للدول الناشئة يحقق أرقاماً قياسية

12 أكتوبر 2013 21:56
قدمت البنوك العالمية قروضاً قياسية لدول الأسواق الناشئة عند بداية العام الحالي، ما يؤكد اتساع رقعة البحث العالمي عن الأرباح على أوسع نطاق والتي تراجعت منذ أن أعلن الاحتياطي الفيدرالي، عزمه تقليل وتيرة شراء السندات. وارتفع حجم الإقراض لهذه الدول بنحو 267 مليار دولار ليبلغ رقماً قياسياً قدره 3,4 تريليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، وذلك حسبما ورد عن بنك التسويات الدولية. واعتبر البنك نسبة الزيادة البالغة 8,4%، الأعلى على الإطلاق حتى الآن، في وقت زادت فيه وتيرة الإقراض الداخلي بين البنوك بما يقارب 200 مليار دولار أو بنحو 12%. وذكر ما يُطلق عليه اسم بنك محافظي البنوك المركزية، الذي تُوكل إليه مهمة جمع ما يعتبر أكثر الأرقام شمولاً لتدفقات الأموال عبر الحدود، أن 85% من هذا الارتفاع يعود إلى زيادة معدل الإقراض لدول تشمل الصين والبرازيل وروسيا. ومع اقتراب أسعار الفائدة من الصفر في كافة الدول المتقدمة والوفرة في السيولة نتيجة لموجة شراء السندات الواسعة التي تقوم بها البنوك المركزية في هذه الدول، تدفقت القروض في الدول الناشئة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تسعى البنوك والمستثمرون للبحث عن أرباح أكثر. ووفقاً للبيانات الواردة من بنك التسويات الدولية، فإن حجم القروض الداخلية بين البنوك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وحدها، تضاعفت منذ انهيار ليمان براذرز قبل خمس سنوات. وتعكس عملية الإقراض للدول الناشئة، بوادر لخفض النفقات منذ أن أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي، إلى بدء البنك المركزي الأميركي في مايو الماضي، النظر في بسط برنامج التحفيز النقدي. ونتج عن توقعات العودة إلى أسعار الفائدة المرتفعة خلال السنوات المقبلة، حالة من التراجع، خصوصاً في أسواق ناشئة تعاني من عجز كبير في حسابها الجاري مثل الهند. وحسب بيانات بنك التسويات الدولية، تعكس الزيادة القياسية في معدل الإقراض للدول الناشئة، حركة نشطة من الإقراض الداخلي بين البنوك، في حين ارتفع حجم القروض الخارجية لدول مثل الصين، بنسبة قدرها 31% إلى 160 مليار دولار. وفي ظل زيادة الطلب الدولي على الأصول الصينية، يمكن للشركات العاملة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الاقتراض بأسعار فائدة أقل من الدائنين الخارجيين والاعتماد على بنوك تقع مقراتها خارج الصين لتأمين قروض بالعملات الأجنبية، بغية المساعدة في توفير التمويل اللازم لعملياتها في الخارج. وتؤكد البيانات كذلك، توجه شركات الأسواق الناشئة بشدة نحو أسواق الدين في المراكز المالية في الخارج مثل هونج كونج، بغرض الحصول على الأموال. وارتفع معدل اقتراض الشركات الصينية في الخارج من أقل من مليار دولار في الفترة بين 2001 و 2002 إلى 51 مليار دولار خلال اثني عشرة شهراً حتى يونيو الماضي. و 16% من هذه السندات مقومة باليوان، بينما معظم البقية أو ما يقارب 77% بالدولار. وعلى الرغم من أن جلب الأموال لداخل الصين لا يخلو من القيود، لا تزال الشركات التجارية تتقدم بطلبات لإحضار هذه الأموال للسوق المحلية. كما ارتفع حجم القروض للشركات البرازيلية من الخارج أيضاً بنسبة 14% أو إلى 34 مليار دولار، بينما بلغ نصيب روسيا 29 مليار دولار بزيادة قدرها 18%. وزادت بنوك منطقة اليورو من نسبة القروض المقدمة للأسواق الناشئة لأول مرة منذ الربع الثاني في 2011. وتشكل دول مثل ألمانيا ولكسمبرج وفرنسا وهولندا، الجزء الأكبر من هذه الزيادة. وفي مقابل الارتفاع السريع في وتيرة الإقراض للأسواق الناشئة، تراجعت الاستحقاقات الخارجية على بنوك الدول المتقدمة بنحو 1,5% إلى 341 مليار دولار. وبينما من الممكن أن يظل الإقراض المصرفي للأسواق الناشئة قوياً طالما أن النمو كذلك، فمن المتوقع أن ينجم عن نهاية برامج التيسير الكمي والزيادة الحتمية في أسعار الفائدة في الدول المتقدمة، بطء في وتيرة التدفقات النقدية عبر الحدود. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©