الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حمد صغران يقدم تنويعات لونية وموسيقية في فيلم البحر يطمي

حمد صغران يقدم تنويعات لونية وموسيقية في فيلم البحر يطمي
13 مارس 2009 01:37
استضاف نادي القصة باتحاد كتاب وأدباء الإمارات بفرعه في قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول المخرج السينمائي الإماراتي حمد عبدالله صغران في جلسة نقاشية حول فيلمه الروائي القصير (البحر يطمي) المقتبس من قصة قصيرة بذات العنوان للفنان والشاعر والقاص الإماراتي الراحل جمعة الفيروز· حضر الجلسة النقاشية حول آليات تحويل قصة الفيروز إلى الشاشة أعضاء نادي القصة ولفيف من الإعلاميين والسينمائيين· وقبل عرض الفيلم على الحضور تمت قراءة القصة للتعرف على تفاصيلها السردية والمشهدية والدرامية، حيث تبدأ القصة بالدخول مباشرة إلى الحالة الكابوسية التي تداهم رجلاً يرى البحر الهائج مثل مجرفة هائلة تسعى الى تطهير المدينة الملوثة بالخرائب الجديدة، والتي تبدو زاهية وملونة من الخارج ولكنها تخفي في أحشائها دمارات وويلات منتظرة، حيث نستمع لهذه العبارات الهائجة في مطلع القصة ''ماء البحر يتدفق ملتوياً على شكل دوامات حلزونية نحو المدينة·· يجري بعنف، هديره مزعج كدقات ألف طبل، يرغي ويزبد·· يجرف القاذورات·· وفروع الأشجار ·· وجثث الطيور والفئران والأسماك الميتة·· يبعث في الهواء أبحرة مقيتة ذكرته بضباب المقابر''· وكانت هذه المساحة المشهدية المزدحمة والفائرة بصرياً محل نقاش بين الحضور، حيث بدا تحويل هذا المشهد (الكاليجرافي) المكتوب إلى معادل بصري على الشاشة غاية في الصعوبة نظراً لنقص الإمكانيات وحداثة التجربة السينمائية في الإمارات· وتطرق المخرج مع الحضور أيضاً إلى مناقشة عنصر الزمان في القصة والذي يقوم على الثنائيات والتضاد والصراع بين الماضي والحاضر، فالماضي في القصة جميل بالمطلق، والحاضر مشوّه بالمطلق، وأثير نقاش آخر حول الاستبطان النفسي لبطل القصة ــ شبيه جمعة الفيروز نفسه ــ والملئ بالخوف والقلق على المصير الفردي وعلى ملامح البلد، بعد تبدل الأوضاع الذاتية والمكانية، وكيف يمكن تحويل هذه الإشارات الخبيئة في النفس إلى واقع مرئي في الفيلم· وأثناء عرض الفيلم على الحضور تبين انه قائم على معالجات مشهدية مختلفة نوعاً ما عن التفاصيل التي عرضتها القصة، كما احتوى الفيلم على تنويعات لونية وموسيقية وأدائية ساهمت في ملامسة الجو النفسي للقصة والتداخل بسلاسة مع الأزمة النفسية للبطل والقائمة على الخوف من الغريب والتوجس من هجمة العولمة وتأثيرها المؤلم على خصوصية وثقافة المكان· وقال المخرج بعد انتهاء العرض انه لجأ للحلول الرمزية التي تخاطب روح النص ولا تسعى الى ترجمته حرفياً على الشريط السينمائي، وقال إن قصة جمعة الفيروز تحولت إلى ما يشبه الهاجس الذي لم يستطع الفكاك من أسره، حيث ظل يعمل على سيناريو الفيلم لمدة ثلاث سنوات من أجل الوصول إلى صيغة نهائية مرضية ومعبرة بصدق عن أجواء القصة، وأضاف ''من الصعب الدخول في مكنونات وغايات المؤلف، ولكنك في النهاية يجب أن تكون مخلصاً لروح النص الأصلي، وأن تكون التغييرات التي تطرأ على السيناريو هي تغييرات تخدم هذا النص ولا تقوم على تشويه مضامينه العامة''، وأشار المخرج إلى أنه عاش حالة من التلبس المقرون بالتحدي في تحويل هذه القصة الصعبة والمليئة بالهواجس النفسية والقلق الداخلي إلى صورة سينمائية لا تحتمل كل هذا الخيال المزدحم بالتعابير الأدبية والفلسفية في النص الأصلي· ومن أجل تلافي هذا المأزق قام المخرج بوضع حلول بديلة تعتمد على الرمز والمشاهد الخالية من الحوار والمستندة على انفعالات الممثل (قام بدوره سعيد بتيجا) وكذلك على الموسيقى التصويرية التي تجمع بين الصخب والشجن، فالصخب هنا يعبر عن حالة الفوران السكاني والعمراني الذي يجتاح المدينة، أما الشجن فيعبر عن حالة بطل الفيلم المتأزمة والخائفة على مصير المكان وعلى مصير سكانه الأصليين الذين أصابتهم الصدمة العمرانية بحالة من الذهول والقلق والتشتت الروحي والنفسي· يذكر أن فيلم (البحر يطمى) فاز العام الماضي بجائزة لجنة التحكيم لأفلام الطلبة بمهرجان الخليج السينمائي في دبي، وهو من إنتاج مؤسسة الإمارات لدعم المشاريع الإبداعية المحلية، وتم تصوير مشاهد الفيلم في إمارة رأس الخيمة· وبدعم فني من أعضاء نادي السينما باتحاد الكتاب فرع رأس الخيمة· وسيشارك المخرج حمد صغران في الدورة القادمة من مهرجان الخليج السينمائي بفيلم آخر قصير تحت عنوان (ارتقاب) الذي يحكي قصة ينتظر هدية من والده، ولكن يتخلل هذا الانتظار الكثير من العقبات والإشكالات التي تحول ثيمة (الانتظار) إلى لعبة نفسية ودرامية مثيرة
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©