الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لسليم بركات إلى السويدية

لسليم بركات إلى السويدية
13 مارس 2009 01:37
يعرف القارئ السويدي سليم بركات جيداً، لأن الكثير من أعماله قد ترجمت الى السويدية سابقاً· ولأنه، أيضا، يقيم بينهم· ولكن في ''موتى مبتدئون'' يتعرف القارئ على سليم آخر، يكتب عنهم وعن جغرافيتهم· هذا ما ركز عليه معظم من كتب عن روايته التي صدرت حديثا عن دار ''ترانان'' ونقلها الى السويدية يوناتان مورين، الذي سبق له أن ترجم لبركات: رواية ''الريش'' ومجموعة ''الكراكي''، اضافة الى قصائد ومجاميع شعرية وقصصية أخرى· الرواية تجري في مناخ سويدي افتراضي· المكان؛ ستة أشخاص يقررون البحث عن الغريب وملاقاته فيما يشبه اللعبة· لا يقين يدفعهم ولا معرفة مسبقة· إنها الفكرة التي تجسد الهاجس الدائم، الذي يحرك الناس للبحث عن الغريب ومعرفته· وهكذا ينطلق البحث والجدل عنه ''من منا خطرت بباله فكرة التسول هذه؟'' قال ماسيليدي· ''أتسمي لعبتنا النبيلة تسولاً، يا شبح الزنبق ماسيليدي؟'' ساءله جيماتيرك، فانبرت له داهناليدا، المطوقة الرأس، تحت الخمار الجلد، بعصابة كالقناع تبرز من ثقبين فيها عيناها المجللتان برموش شديدة الشقرة ''هذه ليست فكرة تسول يا ماسيليدي ـ شبح الزنبق، وليست لعبة يا محير شجر القيقب جيماتيرك، بل هبة ألزمنا أنفسنا بها قلنا: سنفاجئ أنفسنا أمام أول غريب نلتقيه بما يمكن أن نستحضر له من تسلية لم نعرف، قبلا، أي اقتدار عليها أمام أحد آخر''· وبعد مسير سيجدون رجلا سيطلقون عليه اسم ''الرجل المرهق العينين''، وقد سرح بصره بعيدا، فيما كان يجلس فوق جذع شجرة ''لم ينطق الرجل المرهق العينين· استدار عائدا الى الجذع المهشم· جلس عليه· أخرج المبرد الحجر من جيبه· سل المدية المغروزة في الشجرة الميتة· سن شفرتها، بتؤدة لامبالية، فعلا هسيس نشيد، مرهق كخياله· نهض الرجل في هدوء· وضع المبرد جانبا على الجذع المهشم· رفع وجهه، في الخمار المسدل على رأسه الى الجمع الواقف· بضع فراشات حامت، في طيرانها الثقيل، المتكسر، حول البلورة اللامرئية، المحيطة بخصائصه المرئية كهيئة· مرر شفرة المدية على لسانه ليتذوق طباع المعدن في توابلها العريقة· رفع يده اليسرى أمام عينيه· هزها في حركة شمرت كم المعطف قليلا عن معصمه· وضع الشفرة على اللحم: حز العصب والوريد''· لا يتبع سليم مساراً تقليدياً لأحداث روايته، فكل شيء كما يقول هو في غلاف روايته افتراض ''كل شيء افتراض حين يكون الموتى مبتدئون''· ولهذا سيكمل الغريب فيها مسيرته ''جاور الجمع الواجم· نظر الى الوجوه في ثقل ''هذا خليج أودن'' قال، فغمغموا مشدوهين ''إنه يكلمنا بحروف لغتنا''· سيغادرهم الغريب وقد بدوا له وكأنهم أيائل ''خلق كثير ـ في معاطف مهترئة، لهم رؤوس أيائل بقرون متشعبة تسع شعاب في كل قرن، ليست ذهبا أو فضة، بل ماء جليد، نقي بلور، لا تشبه قرون الأيائل في سكوغوس ـ أرض العبث المعتدل''· أو أرض الرجل الغريب!· فسكوغوس هي البلدة التي كتب فيها سليم بركات روايته الساحرة ''موتى مبــــتدئون''
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©