الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كأس الخليج.. بشر أم حجر ؟؟

12 أكتوبر 2013 23:01
سأكون واقعياً وأقول إن نقل بطولة “خليجي 22” من البصرة إلى جدة لم يفاجئني أبداً ولا أعتقد أنه فاجأ أحداً، لأن وزير الشباب والرياضة العراقي نفسه جاسم محمد جعفر قال: قرار النقل لم يكن مفاجئاً للجماهير ولكنهم شعروا بالأسف لأسلوب التعامل مع بلد كبير كالعراق”. وحتى نضع النقاط على الحروف يجب أن ننظر دائما للكأس من نصفيَها الفارغ والممتلئ وليس بعين واحدة، فالعراق جزء مهم وعزيز على كل العرب وعلى إخوانه الخليجيين وهو ما ألمسه أينما ذهبت، والدليل أنهم أجمعوا على إسناد البطولة رقم 21 للبصرة، ولكن البصرة لم تجهز حينها فتم نقل البطولة للبحرين، ولأنهم يحبون العراق وأهل العراق وكرة العراق أسندوا النسخة 22 لها من جديد، وللأمانة فإن منشآت البصرة من الأجمل عالمياً وليس على صعيد المنطقة فحسب، حيث تضم مدينة رياضية متكاملة ملعبها الرئيسي يتسع لخمسة وستين ألف متفرج وهو مفخرة لكل العرب وليس للعراقيين فقط، وفيها ملعب يتسع لعشرة آلاف، إضافة لأربعة ملاعب تدريبية وثماني بنايات سكنية ومسابح ومراكز ترفيهية وأسواق ومراكز تسوق وقاعات رياضية وهذا كله على صعيد الحجر. ولكن البطولات ليست “حجراً”، بل هي أيضا للبشر، وهو ما جعل الخليجيين يتخوفون من إقامة بطولتهم رقم 20 في اليمن. صحيح أنهم اسندوها لليمن، ولكن الأصح أن وفودهم الأمنية ذهبت هناك عدة مرات لتتأكد من سلامة البشر أيضاً ولم يصدر القرار إلا بعد تأكيدات التطمين من الجهات الأمنية، أي أنهم لم يوافقوا على الذهاب إلى اليمن على بياض. ولهذا فمعادلة البشر والحجر لم تتكامل في قصة البصرة والأكيد أن هناك قرارات سياسية تدخلت في صلب الموضوع، ما دفع وزير الشباب العراقي نفسه للطلب من ناجح حمود رئيس الاتحاد في بلاده أن ينسحب من الاجتماع وقرر نيابة عنه الانسحاب من خليجي 22 في جدة وهو ما يمكن اعتباره تدخلاً في صلاحيات وقرارات وعمل اتحاد الكرة العراقي حسب مفهوم الفيفا، وأعتقد أننا سنسمع اليوم من الوزير كلاماً آخر حول هذه القضية بعد أن تم افتتاح المنشآت رسمياً أمس. الأكيد أن العراق جزء غال على قلوب كل العرب وعلى إخوانه الخليجيين والأكيد أننا جميعاً نتمنى أن يعود الهدوء والسلام والأمن لكل ربوع العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وأن يعم الأمن والأمان كل دولنا العربية، والأكيد أن قرار الانسحاب كان متسرعاً وهناك وقت طويل للعدول عنه لأن هدف البطولات هو المحبة والسلام والوئام والتنافس الشريف بين شعوب الخليج ورؤية منشآت متطورة ساهمت بطولات الخليج في نهضتها، ويكفي أهل البصرة الآن أن لديهم منشأة عالمية لم يكن لتُبنى بهذه الفخامة لولا موضوع استضافة خليجي 22 وإن لم تحدث الاستضافة الآن فموعدها في خليجي 23.. وإن غداً لناظره لقريب. Twitter@mustafa_agha
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©