الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سينما المرأة تبحث طموحاتها كمبدعة وعاشقة

سينما المرأة تبحث طموحاتها كمبدعة وعاشقة
16 أكتوبر 2011 23:38
(أبوظبي)- وأنت تقلّب صفحات دليل مهرجان أبوظبي السينمائي الخامس، تحتار في الوصول إلى بعض المفاهيم والاصطلاحات، ومن ذلك الصفحة التي تشير إلى دليل الأفلام بحسب الموضوع، وفي هذه الصفحة ستجد أفلاما مشاركة في المهرجان أدرجت تحت مسمى “اجتماعي” وأخرى تحت “سياسي”، أو رومانسية، أو موسيقية، أو كوميدية، أو بيئية، وهكذا إلى آخر القائمة الطويلة، حتى تصل إلى كلمة (نساء) ويندرج تحت هذا العنوان نحو 9 أفلام مسجلة للعرض. في الواقع أن عنوان (نساء) لافت للانتباه ومحيّر في ذات الوقت، فهل يعني أن الأفلام التي ستعرض للجمهور والنقاد هي من إخراج نساء تحت مفهوم سينما المرأة؟ أم أن المشاركات في تلك الأفلام جميعهن من النساء؟ أم أن مواضيع الأفلام تهتم وتناقش قضايا المرأة التي باتت تحتل مساحة كبيرة في سينما اليوم؟ أم أن هذه الأفلام مخصصة لجمهور النساء فقط، مستذكرين في ذلك تجربة دولة قطر، التي افتتحت مؤخرا من خلال مؤسسة “اسباير زون” سينما فريدة من نوعها في العاصمة الدوحة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث أنها مخصصة للنساء فقط. أما الأفلام التي ستكشف لنا حقيقة الأمر والافتراضات فهي على التوالي: البرت نوبز، إلينا، بينا، فتاة الموديل، وفيلم القصص موجودة حين نتذكرها، يوميات، وغيرها من الأفلام التي تؤشر مضامينها لوجود المرأة بشكل أو بآخر في أحداثها إن لم تكن كلها، أو ربما هي الحدث نفسه، أو البناء الفني الذي تقوم عليه حكاية وموضوع العمل، وفيه تظهر حواء بصور وتنويعات مختلفة في معظم أفلام المهرجان التي يصل عددها إلى نحو 200 فيلم، بل لعل بعضها يحمل عناوين واضحة تشير إلى هذا الجانب مثل فيلم “بهلوانيات فتاة” لمخرجته “ليزا آشان” من أعمال السينما السويدية، وفيلم “أسماء” لمخرجه عمرو سلامة (مصر)، و”تريشنا” لمخرجه مايكل وينتربوتوم (الهند)، و”شارولاتا” لمخرجته ساتيا جيت راي (الهند)، و”في أحضان أمي” لمخرجيه الشقيقين عطية ومحمد جبارة الدراجي (العراق، بريطانيا، الامارات)، وفيلم “فتاة الموديل” من إخراج آشلي سابين وديفيد ردمون (الولايات المتحدة)، وهناك عشرات الأفلام التي يصعب الحديث عنها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: نبع النساء، ولاية ـ دموع من رمال، يوميات فراشة، روح، صرخة أم، وغيرها من الأعمال السينمائية التي تركز موضوعاتها على المرأة في تجلياتها المختلفة. بشكل أو بآخر فان الدورة الحالية من المهرجان ترسخ مفهوم سينما المرأة سواء كانت ممثلة أم مخرجة، أم مشاهدة متابعة للعروض السينمائية، أم في التأكيد على مواضيع الأفلام المهتمة بشؤون وقضايا المرأة المختلفة، وهذه في الواقع ظاهرة صحية ولافتة للانتباه في المهرجانات العربية منها والدولية، التي باتت المرأة بصورها المختلفة (قضية وموضوع ومثال) وعنوانا للجمال والأناقة، ولعل ذلك يبدو من حفل الافتتاح الذي جمع نخبة من جميلات سينما العالم فوق السجادة الحمراء وفي أروقة المهرجان للتأكيد على مفهوم المساواة واحترام “نصف الدنيا” وتقديمها بأبهى صورة، وحتى ذلك يبدو في انتشار الإعلاميات والصحفيات المهتمات بتغطية الحدث ونقله عبر لغة أنثوية. يضم المشهد السينمائي أفلاما مهمة ذات صلة وثيقة بالمرأة ومنها الفيلم الروسي “إيلينا” ضمن سياق الأفلام العائلية لمخرجه أندري زيفكيا لتسوف صاحب فيلم “العودة” من إنتاج 2003 وحصد عنه عدة جوائز في مهرجان البندقية السينمائي، ومدته 109 دقائق، وتم عرضه في مهرجان كان السينمائي، ويتحدث عن مشاعر “ايلينا” الزوجة الثانية لرجل ثري يدعى فلاديمير، مشاعر مختلطة حول الزواج الفاشل، ومتاعب وأحلام الأبناء، وعدم الإحساس بالواقع بما يعكس اهتمام الفيلم بهموم النساء التي لا تنتهي، ومنها ما يركز عليه العمل كقضية بحث المرأة عن الحب الخالص البعيد عن رغبة التملك في إطار صور جميلة تحمل دلالاتها. من الأفلام الأخرى المهمة في السينما المخصصة للمرأة فيلم مهم بعنوان “فتاة الموديل” من إخراج آشلي سابين وديفيد ردمون، وهو عرض دولي أول من الولايات المتحدة في 78 دقيقة وناطق بالانجليزية والروسية. والفيلم رغم أنه يهتم بعرض قضايا عارضات الأزياء الا انه يهتم أيضا بمسألة ثقافة الناس في الريف الفقير وكيف يتعاملون مع هذا الأمر الدخيل على ثقافتهم وعاداتهم رغم أنه سيخلصهم إلى حد ما من الفقر الذي يعيشونه، انه يسلط الضوء على صراع الثقافات والبيئات في جو مفعم بالحركة والجمال بما يكشف للمتفرج أسرار الجمال الذي تتمتع به (الموديل) وعارضات الأزياء اللواتي تحاصرهن غبطة النساء في كل مكان. من الأفلام الصادمة من حيث عنوانها فيلم “فليحفظ الرب حذائي” لمخرجته جولي بيناسرا، في 61 دقيقة من الولايات المتحدة، شريطه ناطق بالانجليزية والفرنسية، ولا نعلم لماذا أبقت إدارة المهرجان على اسم الفيلم بهذا العنوان، لكن الفيلم بمجمله من الأعمال المرحة والكوميدية الخفيفة في أجواء مفعمة بالحركة حول علاقة العشق بين النساء وأحذيتهن ذات الكعوب العالية. باختصار شديد يلقي الفيلم الضوء على أهمية (الموضة) بالنسبة للمرأة، وربما يكون الموضوع طريفا على بساطته، ويعكس رغبة النساء في التملك وترسيخ ظاهرة الاقتناء في حياتهن، ولعل ذلك يذكرنا بأهمية الحذاء في حكاية سندريلا التي نسجت السينما منها مواضيع عديدة. لكن طرافة الموضوع ربما تشفع له استخدام مثل هذا العنوان الكبير الذي قد لا يتناسب وقيمته الفنية والدرامية. إذا هي مواضيع مختلفة وملتصقة بالنساء بصورة فنية واضحة، ومن ذلك فيلم بعنوان “القصص موجودة حين نتذكرها” إخراج الشابة جوليا مورات، والفيلم مدته 98 دقيقة من إنتاج برازيلي ارجنتيني فرنسي مشترك، وشريطه ناطق بالبرتغالية، وسبق له أن عرض في منافسات مهرجان البندقية السينمائي، ويرصد حكاية الحياة والموت، في مشاهد ممتلئة بمشاعر مختلطة من الحزن والفرح والغموض والموسيقى والمؤثرات والسكون الإنساني المتحرك، والحوار المحكم الذي يعكس المشاعر الحقيقية للمرأة حينما تكون في مأزق، حتى أن معظم الأفلام التي تم ذكرها تحت مظلة عروض سينما المرأة في المهرجان تنحو باتجاه سرد التفاصيل الدقيقة في حياة بطلات الأفلام وصراعهن مع الواقع المحيط، وبخاصة الأفلام القادمة من أعمال السينما الهندية، لكنها تركز بشكل أو بآخر على الاحتياجات النفسية للمرأة وحقوقها المشروعة التي تأكلها العادات والتقاليد البالية في إطار سينمائي متوازن ذات صلة بالرجل أيضا، وذات صلة أكثر بالمجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©