«عاصفة» العين والجزيرة في «دار الزين» الليلة

سريعاً ودون أن تمنحنا بطولة دوري اتصالات للمحترفين الفرصة الكافية لالتقاط الأنفاس، تعود لتحبسها من جديد، ونعود إلى القمة الأخرى، وها هي الفرق الكبيرة تتقابل في مواجهات مباشرة، لكي تضع العديد من الأجوبة على الأسئلة التي تدور في أذهان الشارع الرياضي. بالأمس كان “ديربي العاصمة” الكبير، والذي جمع الوحدة مع الجزيرة، وانتهى لمصلحة الأول ليقتنص الصدارة التي غابت عنه منذ 1000 يوم، وخسر الثاني ليفقد القمة التي اعتلاها منذ 100 يوم، وبالتأكيد لم ينته الأمر، والحديث عن بطل وبطولة، لا زال مبكراً للغاية، والفوارق ليست كبيرة بين الثلاثة الكبار. واليوم مجدداً دعوة لربط الأحزمة والتأهب للعاصفة القادمة من دار الزين ومواجهة جديدة وكبيرة مضيفها العين وضيفها الجزيرة. يلتقي اليوم العين والجزيرة ومباراة تجمع الفريق الذي يحتل المركز الثالث، ويسعى إلى مواصلة الزحف نحو القمة في إطار حملته القوية هذا الموسم لاسترداد العلاقة التي انقطعت مع درع الدوري منذ ست سنوات ذاك هو صاحب الأرض والجمهور فريق العين، والضيف فريق كبير يبحث عن بداية علاقة مع البطولة ودرع أولى تدخل تحت سيطرته على ألا يتخلى عنها لفترة طويلة، وهو يحتل المركز الثاني، بعد أن فقد الصدارة في الجولة الماضية، المواجهة ستكون قوية وجماهيرية ومثيرة، ولم لا وهي تجمع العين والجزيرة. العين يخوض اليوم مواجهته الأصعب والأقوى منذ بداية الدور الثاني، ومنذ بدأت مسيرة الفريق لتصحيح مساره والعودة إلى سباق المنافسة، بعد أن ضل الطريق في إحدى الفترات هذا الموسم، حتى ظنت جماهير الزعيم أن الفرصة أصبحت صعبة للحاق بالركب، ولكن جاءت الجولة تلو الأخرى واستعاد الفريق عزمه وقوته وعدل من مساره، كما استفاد من خدمات الفرق الأخرى ليعود إلى الحلبة وليقترب كثيراً من القمة بعد أن وصل الفارق بينه وبينها في بعض الجولات إلى ثماني نقاط. واليوم لم تعد المسافة بينه وبين الصدارة أكثر من أربع نقاط كما أنه مدعم بأكثر من ميزة، حيث يستضيف اليوم الجزيرة على أرضه، كما يستقبل الوحدة فيما بعد، وهما الفريقان اللذان ينازعانه على البطولة ولا يوجد أي طرف رابع قادر على الدخول بينها. يحتل العين اليوم المركز الثالث برصيد 32 نقطة، ويبحث عن الفوز لكي يصل إلى النقطة الخامسة والثلاثين والتي تعني وصوله إلى المركز الثاني، وبالتالي التخلص بشكل مؤقت من منافس قوي، حيث تعتبر مباراة اليوم بمعيار المنافسة، بست نقاط فهي تقرب العين للقمة، وتبعد الجزيرة عنها، وتهدي الزعيم المركز الثاني على طبق من ذهب، وبالتالي يتفرغ لمطاردة الوحدة المتصدر فيما بعد. وكان العين في الجولة الماضية قد تغلب على مضيفه عجمان بعد مباراة ماراثونية ومثيرة، وشهدت العديد من التقلبات، ويمكن القول إن الفريق قد أفلت من فخ عجمان بصعوبة بالغة، وعانى الفريق الأمرين، واهتزت شباكه أربع مرات، وللمرة الأولى هذا الموسم، بل هي المرة الأولى منذ موسمين، وهو ما دفع بمدرب الفريق سيريزيو إلى إلقاء اللوم الكبير على مدافعيه الذي اعتبرهم غائبين عن المباراة، وكان العين على وشك التفريط بالنقاط عندما تأخر بالنتيجة في البداية بهدفين نظيفين، ولكن روح المنافسة تجلت لدى اللاعبين ليعودوا إلى المباراة ولينجحوا في إجهاض مفاجأة البرتقالي. واليوم لا مجال للتفريط إذا ما أراد الزعيم أن يواصل مطاردة الحلم الذي طال انتظاره والاقتراب من الصدارة الوحداوية، والحرص على ألا يتسع الفارق، واعتباراً من بداية الدور الثاني ستكون الغلطة محسوبة على الجميع، ومن يبحث عن اللقب فعليه أن يتمسك بالنقاط القادمة، وأن يعض عليها بالنواجذ، ومن أراد اللقب عليه أن يبادر ويثابر من أجل أمل قديم وإنجاز عاشر. الجزيرة الفريق الذي كان حديث الناس خلال الفترة الماضية والذي تربع على قمة الدوري لأطول فترة ممكنة هذا الموسم، وخطفت منه الصدارة في غمضة عين، وبعد مباراة كبيرة أمام الوحدة، وحقيقة الأمر أن الجزيرة لم يفقد القمة جراء الخسارة من الوحدة، ولكنه فرط فيها عندما ضاعت منه نقطتين أمام عجمان ومثلهما أمام الظفرة، وبالتالي باتت الأمور تحسب بهذه الطريق، ومثلما فقد الفريق هذه النقاط التي تعتبر ظاهرياً سهلة فلم يعد أمامه سوى الحل الصعب والحصول على النقاط الصعبة أمام الفرق المنافسة. واليوم يحل الجزيرة ضيفاً على العين وهي مباراة صعبة في ظل تألق الزعيم ودخوله في فورمة قوية خلال الجولات الماضية، ولكن من المفترض أن يسعى العنكبوت لتعويض النقاط التي أهدرها في الجولات السابقة، ويضم الجزيرة في صفوفه الكثير من الأسماء القادرة على استعادة الصدارة وهو يحتل ما قبل جولة اليوم المركز الثاني برصيد 33 نقطة، ويسعى في البداية إلى الفوز، ومن ثم التمسك بهذا المركز، ومن يدري فقد يتعثر الوحدة على ملعب الشباب في المباراة التي تسبق مباراة العين والجزيرة وتصبح الطرق ممهدة للجزيرة لكي يستعيد صدارته الضائعة. وفي الجولة الماضية كان الجزراوية على موعد مع “ديربي” الغضب والرعب أمام الوحدة، وقدم الفريق عرضاً كبيراً، وكان ممسكاً بزمام الأمور معظم فترات المباراة، ولكنه افتقد للاعب القناص القادر على ترجمة الفرص إلى أهداف، وجاءت الخسارة بفضل براعة بيانو اللاعب الذي تحسرت الجماهير الجزراوية على رحيله، خصوصاً عندما سجل هدفين في مرمى العنكبوت، وهو الذي كان الحل الأول لمشاكل الجزيرة الهجومية، ولكنها ترفع اليوم شعار عدم البكاء على اللبن المسكوب ولا يزال متبقياً في بطولة الدوري العديد من النقاط والتي ستكون هدف الفريق في الجولات القادمة. وتبادر إلى أذهان المراقبين سيناريو الموسم الماضي عندما تنازل الجزيرة عن صدارة المسابقة بخسارته أمام الأهلي، ومن ثم لم يستطع أن يلحق به، وبالتالي باتت جماهير العنكبوت متخوفة من نفس المشهد، ولكن لابد أن يراهن البرازيلي براجا على فريقه في البداية، وأن يعمل على عودة الروح وتجاوز آثار الخسارة الأولى للفريق هذا الموسم، وتجاوز مباراة اليوم التي ستقام على ملعب العين من أجل مواصلة مطاردة الحلم الأول والذي تأخر كثيراً على الفريق حلم اللقب الأول. يحتل العين المركز الثالث في المسابقة برصيد 32 نقطة جمعها من عشرة انتصارات وتعادلين وهزيمتين، وكان العين في الجولة الماضية تغلب على عجمان بخمسة أهداف مقابل أربعة، وسجل لاعبو العين 39 هدفاً، وهو أقوى خط هجوم في المسابقة بينما استقبلت شباكه 17 هدفاً، وهو ثاني أقوى خط دفاع في المسابقة. ولعب العين على ملعبه سبع مباريات ففاز في خمس وتعادل في واحدة وخسر واحدة، ويعتبر الأرجنتيني خوسيه ساند هو هداف الفريق وهداف مسابقة الدوري برصيد 15 هدفاً. أما الجزيرة فهو يحتل المركز الثاني في البطولة برصيد 33 نقطة جمعها من 10 انتصارات وثلاثة تعادلات مقابل هزيمة واحدة، وجاءت الهزيمة الوحيدة للفريق في الجولة الماضية عندما تخلى عن الصدارة وتلقى الهزيمة أمام الوحدة بهدف مقابل هدفين. وسجل لاعبو الجزيرة 32 هدفاً، وهو ثاني أقوى خط هجوم في المسابقة بينما تلقت شباكه 17 هدفاً، وهو ثاني أقوى خط دفاع في الدوري، ولعب الجزيرة خارج ملعبه سبع مباريات ففاز في خمس مباريات وتعادل في واحدة وخسر واحدة، ويبقى البرازيلي ريكاردو اوليفيرا هو هداف الفريق برصيد ثمانية أهداف. حقائق حول المباراة دبي (الاتحاد) - مواجهة اليوم تحمل رقم 51 في تاريخ مباريات الفريقين. أول مواجهة بين الفريقين كانت في موسم 1977/1976 وانتهت بفوز العين بهدفين مقابل هدف واحد. آخر مواجهة بينهما كانت في الموسم الحالي وانتهت بتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما. حقق العين الفوز 27 مرة والجزيرة 11 مرة وتعادلا 12 مرة. أول فوز للجزيرة على العين كان في موسم 1986/1985 بنتيجة 1/2 في اللقاء العاشر في تاريخ لقاءاتهما. المواجهة رقم 1 دبي (الاتحاد) - المواجهة الأولى بين العين والجزيرة كانت بتاريخ الثامن عشر من نوفمبر عام 1976 ضمن مباريات الأسبوع الثالث لموسم 1977/1976 وتقدم العين بهدف في الدقيقة 25 سجله اللاعب حسين العياري من ركلة جزاء لينتهي الشوط الأول بتقدم العين بهذا الهدف وفي الشوط الثاني أضاف احمد الراشدي الهدف الثاني للعين قبل أن يسجل عبدالله إسماعيل هدف الجزيرة الوحيد من ركلة جزاء أيضا قبل نهاية المباراة بخمس دقائق لتنتهي المباراة بفوز العين بهدفين مقابل هدف. أما المباراة الأخيرة بينهما فكانت في الدور الأول من الموسم الحالي على استاد محمد بن زايد وتقدم الفريق العيناوي في المباراة بهدف إسماعيل احمد في الدقيقة التاسعة وانتهى الشوط الأول بهذا الهدف وبعد مرور خمس دقائق من بداية الشوط الثاني تعادل العاجي توني للجزيرة. وأضاف الهدف الثاني بعدها بأربع دقائق وفي الدقيقة 62 تمكن الأرجنتيني خوسيه ساند من تسجيل هدف التعادل للعين لتنتهي المباراة بتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما. يذكر أن هذه المباراة شهدت أكبر حضور جماهيري في تاريخ الدوري بتواجد أكثر من 25 ألف متفرج في المدرجات. العويس الأول دبي (الاتحاد) - الأهداف دائما ما تكون حاضرة في لقاءات الفريقين، وشهدت مباريات الفريقين تسجيل 139 هدفاً بواقع 88 هدفاً للعين 51 هدفاً للجزيرة، وحدثت ثلاثة تعادلات سلبية في تاريخ لقاءات الفريقين الأولى على ملعب الجزيرة في موسم 1989/1990 والثانية أيضا على ملعب الجزيرة في موسم 1992/1993 والأخيرة على ملعب العين في موسم 1994/1995، أما هداف لقاءات الفريقين من العين هو مدير الفريق حاليا اللاعب السابق ماجد العويس برصيد 10 أهداف و من الجزيرة لاعبه السابق حسين سهيل برصيد ستة أهداف.