الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إنتاج مليوني شتلة نخيل باستخدام زراعة الأنسجة في جامعة الإمارات

إنتاج مليوني شتلة نخيل باستخدام زراعة الأنسجة في جامعة الإمارات
13 مارس 2009 02:28
سجلت وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور في جامعة الإمارات إنجازاً علمياً على المستوى العالمي من خلال نجاحها في إنتاج مليوني شتلة من أجود أصناف النخيل، وذلك باستخدام طرق تقنية متطورة، تعد الأفضل من نوعها على مستوى العالم والشرق الأوسط· وتعد جودة الشتلات وسلامتها وخلوها من أية أمراض أهم ما يميز الإنجاز الجديد، إضافة إلى أن معدلات نجاح زراعتها بعد نقلها من المشتل يبلغ 100 في المائة· وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات لـ''الاتحاد'' أن الوحدة تستعد لتسجيل رقم قياسي عالمي في هذا الصدد من خلال الأمم المتحدة ببرنامجها الإنمائي، ومنظمة الأغذية والزراعة ''الفاو''، مشيراً إلى أن الوحدة قدمت أكثر من مليون شتلة لمزارع المواطنين في الدولة، إضافة إلى وجود مليون شتلة أخرى في مختبرات الوحدة ومشاتلها المتخصصة· وكشف معاليه لـ''الاتحاد'' عن أن مختبرات الوحدة نجحت في إنتاج أكثر من 20 صنفاً من النخيل وعدد من الأصناف النادرة، مثل: نبتة سيف، كما يتم الإكثار العلمي بالوحدة لأصناف أخرى مثل خلاص، برحي، رزيز، صقعي، جش رملي، مكتومي، لولو، نميشي، شيشي، سكري، أبو معان، وغيرها· وأكد معاليه أن هذا الإنجاز العالمي يترجم الرعاية التي يوليها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ''حفظه الله'' لهذه الشجرة المباركة، مما هيأ لها تلك المكانة الفريدة، مشيراً معاليه إلى توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بضرورة استخدام أحدث الأساليب العلمية والتقنية المتطورة للنهوض بالنخلة، وكذلك حرص سموه على زيادة معدلات النمو السريع في أعداد أشجار النخيل، وحجم التمور وتنوعها، والاستخدام الواسع للتقنيات الحديثة والمبادرات المهمة في مجال تصنيع وتسويق وتصدير التمور· كما أشاد معاليه بالدعم غير المحدود الذي يوليه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لمسيرة النخلة وتوجيه سموه بتوفير الإمكانات اللازمة لدعم زراعتها وتصنيع منتجاتها وفق معايير عالمية، مشيراً إلى أنه تنفيذاً لتوجيهات المغفور له الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' قامت جامعة الإمارات بتأسيس أول مختبر لزراعة أنسجة النخيل في فبراير ،1989 وفي العام 1993 أقيم مبنى جديد بمواصفات حديثة، وبأجهزة متطورة ومتكاملة، وبسعة كافية لإنتاج مئات الآلاف من شتلات النخيل· ومن جانبه أكد الدكتور عبدالوهاب زايد مدير الوحدة وخبير دراسات النخيل بالأمم المتحدة أن هذا الإنجاز العلمي يأتي في وقت تعاني فيه ''الشجرة المباركة'' من مشاكل كثيرة على مستوى العالم، سواء أمراض سوسة النخيل أو مرض البيوض أو غيرها من المشكلات المترتبة على التصحر ونقص المياه وغياب الرعاية اللازمة لها، فضلاً عن تأثيرات الحروب والزحف العمراني· وأشار إلى أن الإمارات تعتبر ''سباقة'' في تطبيق هذه التقنيات المتطورة، إذ يترتب على تطبيق أساليب زراعة أنسجة النخيل مزايا كثيرة بالمقارنة بأسلوبي الإكثار التقليديين ''عن طريق غرس النوى، وغرس الشتلات''، حيث يمكن إنتاج أعداد كبيرة من شتلات النخيل المطابقة للصنف في وقت قصير، وإنتاج أشجار نخيل ذات أصل جيني موحد، والإكثار من إنتاج أنواع منتقاة من التمور، والإكثار من الشتلات الأنثوية الخالية من الأمراض والآفات، والشتلات ذات القدرة على المقاومة، والشتلات الذكورية ذات حبوب اللقاح الأفضل، وغياب التأثيرات الموسمية في النباتات، نظراً لإمكانية إكثارها في ظل ظروف يمكن التحكم فيها داخل المختبر، وعلى مدى العام بأكمله· تقنية العمل لفت زايد إلى أن مختبر زراعة أنسجة النخيل يستخدم تقنية ''تكشف الأعضاء''، وتضمن هذه الطريقة مطابقة أصناف النخيل المنتجة للصنف الأم المراد إكثاره، وتعتمد هذه التقنية على تخليق وتكوين النسيج المولد للبراعم كمرحلة أولى، ثم تكشف وإكثار هذه البراعم دون المرور بمرحلة الانقسام الشديد للخلايا أو ما يسمى بـ''الكلس''، كما أنه في هذه التقنية لا يستخدم مادة (2,4-D في الوسط الزراعي والتي يمكن أن تتسبب في ظهور طفرات في النسيج المنتج وبالتالي في الشتلات المنتجة· وتشمل المرحلة الثانية تكوين وإكثار البراعم، وتبدأ مع بداية ظهور البراعم حيث تنقل إلى وسط غذائي خاص يساعد على تطوير البراعم في أنابيب الاختبار، ويتم في هذه المرحلة إنتاج عدة آلاف من البراعم المطابقة للصنف الأم المراد إكثاره· أما المرحلة الثالثة، فتدعى الاستطالة حيث يتم وضع البراعم في وسط غذائي آخر يقوم بتحفيز البراعم نحو الاستطالة فتنشأ الأعضاء الخضرية للنبات دون تكوين الجذور وتظل البراعم في هذه المرحلة لمدة شهر فقط وبعدها تصل البراعم إلى طول مناسب يتراوح بين 10 و12 سنتمتراً· أما المرحلة الرابعة والأخيرة فهي تكوين الجذور حيث تنقل البراعم من مرحلة الاستطالة إلى وسط غذائي ملائم ومحفز لتكوين الجذور، وتظل فيه مدة شهر واحد فقط حيث تصبح البراعم شتلات كاملة تحتوي على مجموع جذري قوي· بعدها تنقل الشتلات الكاملة إلى البيوت المحمية لتدخل في برنامج التقسية· تتصف شتلات النخيل المكثرة بطريقة زراعة الأنسجة النباتية باستخدام تقنية تكشف الأعضاء بخلوها تماماً من الأمراض والحشرات، ونسبة نجاح زراعتها تصل إلى 100%، وسرعة النمو والإثمار المبكر، وغزارة الإنتاج، وسهولة الزراعة بواسطة أي شخص، ويمكن زراعتها في أي وقت من أوقات السنة، ولا تحتاج إلى كمية كبيرة من الماء، لاحتوائها على كمية كبيرة من الجذور بخلاف الفسائل التقليدية، وسهولة نقل الشتلات من مكان إلى آخر، لصغر الحجم وقلة الوزن، كما أن أسعارها مناسبة جداً عند مقارنتها بالفسائل العادية والتي غالباً ما تكون تكلفتها عالية، خصوصاً بالنسبة للأصناف الجيدة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©