أنقرة، بيروت (أ ف ب، د ب ا) - أعلن نائب رئيس الحكومة البريطانية نيك كليج أثناء زيارة إلى أنقرة أمس الأول، أن بريطانيا ستساعد اللاجئين السوريين إلى تركيا على قضاء فصل الشتاء وقدم هبة إلى الهلال الأحمر التركي بقيمة مليون جنيه اإسترليني (1,25 مليون يورو) لهذه الغاية. في حين أعلن وزير التربية اللبناني حسان دياب أن المدارس الرسمية اللبنانية استقبلت حوالي 10 آلاف طالب سوري من النازحين السوريين إلى لبنان، جراء أعمال العنف في سوريا المتفاقمة منذ أكثر من سنة ونصف السنة. وفي بيان صدر عقب لقاء كليج مع رئيس الهلال الأحمر التركي عمر تاسلي، قال المسؤول البريطاني إن “اللاجئين السوريين سيواجهون شتاء قاسياً”. وأوضح أن المساعدة الإنسانية التي ستوزع بفضل هبة بلاده، قد تلبي احتياجات 10 آلاف لاجئ. واعتبر أن أنقرة تواجه “تحدياً ضخماً” عبر الانعكاسات الإنسانية للحرب الأهلية في سوريا التي تتقاسم معها حدوداً يبلغ طولها 900 كلم. وأفادت آخر الأرقام الرسمية بأن تركيا تؤوي أكثر من 93 ألف لاجئ في عدة مخيمات أحدها من المنازل الجاهزة جنوب شرق البلاد حيث الحدود مع سوريا. ومن بين اللاجئين تم نقل 578 جريحاً إلى عدد من المؤسسات الصحية التركية بحسب مديرية الأحوال الطارئة التابعة لمكتب رئيس الوزراء التركي.
والعدد الرسمي للاجئين البالغ 93 ألفاً و576 يعني الأشخاص المسجلين رسمياً لدى السلطات. لكن المئات أو الآلاف من السوريين دخلوا تركيا حيث يقيمون مع أقارب ولم يسجلوا لدى السلطات. وقد حددت أنقرة التي قطعت كل اتصالاتها مع الرئيس بشار الأسد، الصيف الماضي، مئة ألف لاجئ كحد أقصى قالت إنها مستعدة لاستقبالهم، لكنها أوضحت أنها قد تتجاوز هذا العدد إذا كانت الأسرة الدولية مستعدة لمساعدتها. وأعلنت السلطات التركية أن منظمة خيرية سعودية وعدت مؤخراً ببناء مخيم يستقبل 10 آلاف لاجئ سوري في محافظة كيليس التركية.
من ناحيته، قال وزير التربية اللبناني حسان دياب في تصريح له بعد اجتماعه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الأول، “نحن بصدد معالجة الشق التربوي للنازحين وليس هناك من مشكلة”. وأضاف “حتى اليوم استقبلنا حوالي 10 الآف طالب سوري في المدارس الرسمية، كما أن المدارس الخاصة تستقبل عدداً من الطلاب النازحين”. وأشار إلى أن جميع الطلاب من النازحين السوريين” يدرسون حسب المنهج اللبناني، مع العلم أن التسجيل لا يزال مستمراً حتى العاشر من أكتوبر الحالي دون وجود أي مشكلة، وفي ضوء ذلك سنرى ما إذا كنا سنمدد فترة التسجيل للطلاب السوريين”. وتفيد إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، بأن عدد النازحين السوريين إلى لبنان المسجلين رسمياً لديها، بلغ أكثر من 80 ألف نازح.
وسجلت مدارس طرابلس شمال لبنان حضوراً واضحاً للتلاميذ السوريين الذين أعربوا عن سعادتهم بالعود إلى المدارس بعيداً عن أصوات القنابل والرصاص. وبدأ نحو 1500 طفل من أسر ثرية وفقيرة فرت من درعا وحمص وحلب، دراستهم الابتدائية مطلع الأسبوع الحالي. كما سينضم إليهم لاحقاً مواطنوهم من الصفوف العليا الذين تم توزيعهم على 10 مدارس لبنانية شمال البلاد المتاخم لسوريا. وتتبع 7 من تلك المؤسسات لمدارس “الإيمان الإسلامي” المنتمية إلى “الجماعة الإسلامية” القريبة من الإخوان المسلمين في سوريا، والتي تدير مدارس ومستشفيات في لبنان وتعرف بدعمها للمعارضة السورية. وقال المشرف على هذه المؤسسات الخاصة غسان حبلص لفرانس برس “سيكون التعليم مجانياً وسنخصص راتباً شهرياً بقيمة 600 دولار لكل من المدرسين السوريين”. وتابع أن أموالاً وعدت بها مؤسسات خيرية خليجية، ستضاف إلى موارد الجماعة الإسلامية الناشطة جداً في مساعدة اللاجئين السوريين.
عدد اليوم
