الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «الاتحاد» يستنجدون بالمسؤولين من «عري النساء»

قراء «الاتحاد» يستنجدون بالمسؤولين من «عري النساء»
18 أكتوبر 2011 09:30
لم تخف المقدمة التي استهل بها الصحفي والكاتب محمد عيسى عموده «نساء عاريات» الحنق الذي يشعر به تجاه ظاهرة أخذت في التزايد في الآونة الأخيرة بشكل لافت؛ ورغم تأكيده في مقدمة مقاله في زاويته اليومية «للحديث بقية» على الحقوق المكفولة لكل مقيم على أرض الإمارات، إلا أنه أكد أن هناك هوية خاصة للمكان يجب أن تحترم وأن تكون محل تقدير لكل قادم وقاصد، وهو ما ثبت عكسه بعد أن رصد الكاتب ممارسات بدا فيها تعمد البعض الاستخفاف بكل تقاليد المكان وبالظهور في الشوارع والمواقف والأرصفة القريبة من الشواطئ عراة حفاة. (أبوظبي) - «هل تفرض السماحة والوسطية والاعتدال واحترام كل الاختلافات الدينية والعرقية علينا أن نصمت ونغض الطرف عما «تربينا عليه من العروبة والنخوة والحشمة مهما بلغنا من المدنية، وواكبنا تطور العالم المدني، فالأصالة والمبادئ العربية تجري مجرى الدم في العروق».. هذا ما يطرحه الكاتب محمد عيسى في عموده «نساء عاريات»، وهو يسجل مشاهدات فاضحة في أماكن عامة -خاصة مع اعتدال الطقس هذه الأيام- يقوم بها البعض بعد أن ينتهوا من الاستمتاع بشواطئ أبوظبي الذهبية، وهي مشاهد مخجلة أبطالها «أشباه عراة، بل حفاة عراة، يتمايلون في الشوارع والمواقف وعلى الأرصفة، لا حشمة ولا احترام للآداب العامة ولا مراعاة لقيم ومبادئ البلد الذي هم فيه». الحبل على الغارب يرى الكاتب أن «في العالم كله هناك قواعد وآداب يجب على الجميع التزامها واحترامها، فحتى أمام شاطئ «كان» الشهير لا يسمح القانون الفرنسي بالخروج بزي الشاطئ إلى الشارع، وكذلك في اليونان وقبرص التي توجد بها شواطئ، خاصة لفئة من مرتادي البحر يحبون الاستخدام بخفة ودون مضايقة من أي قطعة قماش على أجسادهم تجبرهم قوانين هذه البلدان على احترام مشاعر المجتمع والاحتشام عند الخروج من هذه الشواطئ». مضيفا أن مشاهد كهذه «لا يمكن قبولها حتى في أكثر الدول تحرراً، وضرباً للمبادئ والقيم والأعراف، فالشاطئ وما ترتدي به شيء، والشوارع والهندام الذي يجب أن تكون عليه شيء آخر»؛ وبحسب رأيه، فإن ترك الحبل على الغارب لفئة غير محتشمة، هو خلط الحابل بالنابل». ويدعو عيسى في مقاله الجهات المختصة «أن ترأف بحالنا، وتراعي مشاعرنا وتحترم خصوصيتنا، وتمنع أعين أطفالنا من التقاط مشاهد العراة أو أشباه العراة في شوارعنا، ولهم منا كل التقدير». فداحة المشاهد على الرغم من الهدوء الذي لف المقال من أوله، لم ينته النهاية العاصفة التي توقعها قراء المقال، ووجدوا في هذه الدعوة للجهات المختصة، ليناً وترجياً لا يليق بفداحة المشاهد التي أكد كل زوار الموقع من قراء الزاوية أنها آذتهم، ولم تحترم خصوصية المكان الدينية قبل الوطنية. فقد كتب علي العنزي يقول في مشاركته تحت عنوان «أي حابل وأي نابل» «نشكر الكاتب على جرأته في طرح هذه القضية، ولكني توقعت منه أن يحدد الجهات التي من المفترض عليها أن يكون لها دور حازم تجاه هذه المناظر المخلة؛ وعلى ما يبدو أن الكل يرى هذا ولكن لا يوجد من هو مخول بردعه، ولعل ذلك يعود إلي أنها مشاهد جديدة ولم تسن قوانين بشأنها بعد»، مضيفا «نتجنب مشاهد الشاطئ ولكنها تلاحقنا بلا أي خجل، فيكفي أن تقف في أي إشارة على الكورنيش لتشاهد العراة وهم يعبرون بكل سعادة، فيفاجئك المشهد ولا تجد ما ترد به على أبنائك في السيارة.. ألا يحتاج الأمر إلى قانون؟» مراعاة التقاليد تتفق المتصفحة، التي اكتفت بكتابة لقب «أم»، مع توجه الكاتب، وبادرت باقتراح حلول للمسألة؛ فحسبما رأته في مشاركتها التي عنونتها بـ«الحل بيد أهل الحل»: «أتفق مع كل ما ذهب إليه الكاتب الفاضل الغيور في وجهة نظره، والتي تمثل كل غيور على هويته الوطنية، فكما يشهد الجميع أننا أصبحنا نرى هؤلاء الذين يخدشون حياءنا في المراكز التجارية وأماكن التنزه والمعارض والمطارات، فقد أصبحوا ينغصون علينا فرحتنا في أي مكان، فلم يعودوا يراعوا حرمة رمضان. وقد أخذوا في التزايد»، مضيفة «الحل أن نبدأ بتوعيتهم عند دخولهم منافذ الدولة في كل مكان، بتوزيع كتيبات عليهم بكل اللغات، ونرجو ممن بيدهم السلطة العمل على سن قوانين تحفظ لنا هويتنا وعاداتنا وتراثنا، كما يفعلون هم في بلادهم، ومن يخالف يتعرض للغرامات». يبدو أن ما كتبه عيسى فجر غضب البعض، فقد أقر بعضهم، أن تلك المشاهد لم تعد حكراً على مناطق الشاطئ وما حولها، فكتب «الظبياني الشريف» يقول «أصبحنا نرى العراة في كل مكان، لا بقرب الشواطئ أو الفنادق فقط؛ وليتهم يكتفون بعريهم إنما يتبادلون العناق وما هو أكثر من تصرفات حميمية»، مضيفا «إننا نذهب إلى المراكز التجارية مع أطفالنا فنرى الاحتضان والتقبيل بملابس تكشف ولا تستر فمن يغيثنا من هذا الفحش الذي لا يردعه قانون؟». شرطة آداب «ابن الإمارات»دعا في مشاركته إلي إنشاء شرطة آداب في الطرقات، فقال «أتمنى أن نجد شرطة آداب تحاسب هؤلاء العراة، ويكون هناك رادع مثل المخالفات المرورية، فالانحلال بداية دمار أي مجتمع. مختتما مشاركته بالقول: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا». وهذا ما أكد عليه أيضا المتصفح «أبو سيف» بقوله «كلامك في محله يا اخوي، وما أكثر المشاهد الفاضحة التي نشوفها في شوارعنا ومراكزنا التجارية، وفي كل مكان وخاصة كما قلت في الصيف وبالقرب من البحر والكورنيش، ومشكلتنا أن ما في حد يردهم ويحاسبهم؛ وكل ما نريده من الشرطة أو المسؤولين أنهم «يشوفون» لنا حل ويمنعون مثل هذه التصرفات الفاضحة؛ وأن الأجانب يحترمونا ويحترمون هويتنا كما قلت اللي بدت تتلاشى». وفي مشاركة بدت وكأنها استنجاد، كتبت المتصفحة أم شهد تقول «والله مستويه استحي اطلع بنتي، عمرها 10 سنوات، وخاطرها أمشيها على الكورنيش، وتقول لي ليش يا ماما ما نطلع البحر؟ يوم نسافر عادي تودينا وفي البلاد تمنعينا. والحقيقة أني عندما أسافر أجد ما أبرر لهم تصرفات الناس، وأفهمهم أن كل مكان له ثقافته وأفكاره، ولكن ماذا سأقول لهم عن تفسير ما يحدث في بلادنا؟ هل من مجيب؟»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©