الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاة العيد.. تباشير بهجة تبدأ قبل مطلع الفجر

صلاة العيد.. تباشير بهجة تبدأ قبل مطلع الفجر
14 أكتوبر 2013 17:52
ساعات قليلة تفصل المسلمين عن صلاة العيد وعيش تلك اللحظات المباركة التي عدا عما تحمله من صواب، تعزز معاني القدوة والتعاليم الاجتماعية والدينية. فالأطفال والمراهقون يتعلمون الكثير من هذه العادات الراسخة التي تتجلى أفضل صورها عندما يمسك الآباء بأيدي أبنائهم ويسيرون إلى الهدف نفسه، حيث يتجمع المصلون راصين الصفوف لأداء الفريضة ومن بعدها تبادل التهاني وفيما بعد تزاور الأرحام والأهل والجيران. غرس الإيمان يذكر إبراهيم البادع، الذي يترقب صلاة العيد لأدائها برفقة ولديه، أنه من واجب الأهل أن يوجهوا أبناءهم إلى أمور الدنيا والدين وألا يتعاملوا معهم على أنهم صغار، وهذا ما يتبعه مع ولديه منذ كانا في الرابعة من عمرهما، بحيث اعتاد على إيقاظهما باكرا لمرافقته إلى صلاة الفجر من حين لآخر، وتحديداً خلال صلاتي عيدي الفطر والأضحى. ويقول: إن «هذه المظاهر المؤثرة تلقن الطفل معاني دينه وتضعه على الخط الصحيح، ولاسيما أنه في هذه الفئة العمرية يتعامل مع الأمور من باب التقليد. وأكثر شخص يمكن أن يقلده الأولاد هو الأب، لأنه أول مثال يحتذون به». ويشير البادع إلى أن صلاة الجماعة وحدها لا تكفي لغرس الإيمان في وجدان الأبناء، معتبراً أن من واجب الأهالي أن يشرحوا لهم بحسب قدرتهم على الاستيعاب، العبرة من كل فريضة أو تقليد ديني يقومون به. ويوافقه الرأي عمر الراشد، الذي يفاخر بمواظبته وأبنائه الـ3 على أداء صلاة العيد، لافتاً إلى أنه من واجبه كأب حثهم على الالتزام بالعبادات على أشكالها. وهو يردد أمامهم أن فرحة المسلم في عيده لا تكتمل إلا عندما يؤدي فرائضه أمام الله عز وجل وأن يكون فاهما لكل فريضة وأن يعمل بها بحسب الأصول. ويروي أن زوجته كانت تشعر بالشفقة على أبنائهما عندما كان يوقظهم من النوم لاصطحابهم إلى صلاة العيد، لكنه كان يعلم أن ما يشب عليه الأطفال يبقى معهم لمدى العمر. ويقول: «أذكر كم كنت أسعد عندما يصطحبني والدي إلى صلاة العيد وأنا طفل في الروضة. وهذه المشاعر الجميلة لا تفارقني أبداً، ولطالما تمنيت أن أنقلها لأبنائي ليعيشوا المعنى الحقيقي لديننا الحنيف القائم على العبادات الخالصة لله تعالى». ويذكر الراشد أنه كثيراً ما يذكرهم عند النظر إلى المصلين صبيحة العيد، كيف أن المسلمين جميعاً يعيشون هذه اللحظة المباركة، وضرورة أن يحب المسلم أخاه المسلم. تروي علياء الهاملي أنها تذهب سنوياً برفقة زوجها وولديهما لأداء صلاة العيد، حيث تتوجه إلى المصلى المخصص للنساء مع ابنتها، لافتة إلى أنها تمضي في الهواء الطلق وبرفقة آلاف المصلين أجمل اللحظات وأكثرها خشوعاً. وهي تشجع النساء اللاتي يتخاذلن عن الاستيقاظ باكراً لأداء صلاة العيد جماعة، بألا يفوتن هذه الفرصة التي تحمل معها الكثير من تباشير الفرح والرضا عن النفس. وتشدد على ضرورة تعويد الأبناء على مشاركة آبائهم في مثل هذه المناسبات الدينية التي تقوي عندهم الوازع الديني وتشجعهم على تطبيق الفرائض والاستمتاع بأدائها وسط الجماعة. وتشير الهاملي إلى أنها نجحت في إقناع أخواتها وجاراتها وبناتهن بمرافقتها صبيحة العيد إلى المصلى حتى تتضاعف فرحتهن بالمناسبة وتبدأ حتى ما قبل الفجر. وهي جهزت لهذه اللحظة الهدايا والعطور والبخور وبعض الحلوى توزعها على المصليات. أهمية صلاة العيد وتتحدث ليلى إدريس عن أهمية صلاة العيد التي تعمق الإيمان في القلوب، وتزيد الروابط الأسرية تماماً كالجلوس معاً على مائدة رمضان أو ذهاب الآباء والأولاد إلى المسجد يوم الجمعة. وتذكر أن أي مناسبة تجمع بين أفراد الأسرة على فعل الخير الديني أو الدنيوي، تبث في نفوسهم الطمأنينة وتمنحهم المشاعر الإيجابية. وتقول ليلى: إنها تذكر زوجها دائما بأن يغرس في أولاده صفات الرجولة التي أوصى بها الدين الإسلامي تماماً كما تفعل مع بناتها، وهذا برأيها من مسلمات واجب الأهل تجاه أبنائهم. وتقول: «أبناؤنا أمانة وعلينا أن نحسن تربيتهم، وأن ندلهم على طريق الدين من خلال الحديث والتجربة والبرهان». وتعتبر أن صلاة العيد بما تحمله من معاني الصفاء الروحي، هي أفضل المشاهد التي تنطبع في وجدان الصغار بحيث يتذكرونها دائما، إذ إن هذه المناسبة تحمل معها بهجة مضاعفة، يتحلق حولها المسلمون مكبرين لله معظمين لشعائر الحج، ويجتمع على بابها الكبار والصغار بعطرهم ولباس الجديد. يتلامسون الأكتاف عند السجود ويتبادلون الزيارات والواجبات بمجرد أن تنشر الشمس نورها معلنة بدء يوم العيد. مشهد جميل تلخص صلاة العيد أجمل مشهد يجمع المسلمين صباح أعظم المناسبات الدينية التي ترفرف فرحاً على البيوت. وما من سبب سواها يدفع الآباء والأبناء إلى الاستيقاظ قبل الفجر لحمل بشارة العيد وتبادل التبريكات، متوجهين معا إلى المصليات والمساجد. يهللون ويكبرون خشوعاً وإيماناً ويفترشون الشوارع سجوداً ويملأونها أذكاراً ودعاء. ولا يرجعون إلا والمشاعر الأسرية الدافئة تغمر قلوبهم، وتزيدهم أجواء المصلين تماسكاً وترابطاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©