الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إجازة العيد.. أيام عمل عادية وراحة مؤجلة

إجازة العيد.. أيام عمل عادية وراحة مؤجلة
13 أكتوبر 2013 20:49
اقتربت أيام عيد الأضحى، وحصل معظم الموظفين على إجازة تمتد إلى السبت المقبل، في حين اجتمعت العديد من الجهات، ونظمت مهامها خلال أيام العيد، لأن طبيعة عملها تقتضي استمرار دوام موظفيها، في كثير من الأحيان، بوجود أشخاص بعينهم، توكل إليهم المسؤوليات من دون سواهم، وهم إن صح القول يجوز وصفهم بالجنود المجهولين الذين يسهرون على ديمومة العمل، سانحين الفرصة لسواهم بأخذ فرصة من الراحة. أجواء العيد التي يراها البعض مبهجة وملأى بمظاهر الاسترخاء والنزهات، هي نفسها بالنسبة لآخرين أيام صعبة، لأن ظروف عملهم تقتضي وجودهم في الدوام، في حين أن الجميع ينعمون بالإجازة، وهم من جهة ينظرون إلى العيد في عيون العملاء والسياح والضيوف، لكن يقبلون على التضحية، أملاً في الحصول على إجازة أخرى، تعوضهم عن هذه الأيام. يتحدث عدنان أبو عامر، وهو موظف بأحد المراكز التجارية عن شعوره بالعيد من خلال الفرحة التي يراها مرسومة على وجوه الزبائن. ويقول «مع أنني أشتاق إلى أهلي وأتمنى لو كنت معهم، غير أنني أحمد الله على وظيفتي ولا أتأفف أبداً من ظروف عملي»، ويذكر أن كل شيء في الدنيا يمكن تأجيله، والعيد بالنسبة له لا يرتبط بيوم معين، وإنما يمكن أن يكون في أي وقت آخر بوجود التصالح مع النفس. وتقول منى الحسيني، وهي ممرضة بدوام صباحي، إنها عادة لاتتمتع بإجازة كاملة خلال العيد، لأن العيادة التي تعمل فيها تفرض عليها الوجود. وتذكر أن المهنة التي اختارتها إنسانية ولا تقبل الخيارات، وهذا ما تعرفه جيداً، وتتعامل معه على أساس الواجب، وتشير إلى أنها تؤجل أي زيارة عائلية ستقوم بها خلال العيد إلى الفترة المسائية، وهذا ما تجده عادلاً، إذ ما من موظف يضطر للجلوس في بيئة العمل خلال أيام العيد أكثر من ساعات الدوام الرسمية. بالتفاؤل نفسه يتحدث سمير الهاني الذي يعمل في قسم البدالة بإحدى الشركات الخاصة التي لا تقفل خلال العيد، قائلاً «إن العيد لا يعني أن نجلس في البيت، وإنما الأساس فيه أن نشعر بالرضا من الداخل»، وعليه فهو غير منزعج من أن يعمل خلال أيام الإجازة، لأنه بالتأكيد سوف يتم تعويضه عنها فيما بعد. ويذكر سمير أن الشيء الوحيد الذي قد يشغل باله أنه يضطر للخروج من البيت وترك أبنائه بانتظاره ليصطحبهم في نزهة بعد دوامه. وهو اتفق مع زوجته أن تقوم بهذه المهمة بدلاً عنه، لكي لا يجعلهم ينتظرون طوال اليوم. وتروي سارة القيسي التي تعمل في قسم الطوارئ بأحد المستشفيات أنها أحياناً تتضايق من فكرة نزولها من البيت إلى العمل خلال العيد، لكن الضمير المهني يناديها دائماً، وهي تعزي نفسها بالقول إن عملها يتطلب وجود فريق الإسعاف على مدار الساعة. وكما أنها تعمل خلال ساعات النهار، وترتاح في الليل، فإن زملاءها يعملون في دوام معاكس، وهذا يحرجها من طلب الإجازة خلال العيد، لأنها تعلم أن الأمر شبه مستحيل. وتلفت سارة إلى أنها عادةً ما تجمع إجازاتها التعويضية للاستفادة منها لاحقاً بقصد السفر. وتنظر إلى العيد على أنه مشاعر صادقة، ينقلها المسلم معه أينما حل. وأوضح المسعف أحمد عبد الراضي أنه تعود العمل خلال أيام الإجازات والعطلات الرسمية، ويشعر أنه يقدم خدمة إنسانية في الحالات الحرجة أو التي تستدعي التدخل في الوقت المناسب. مشيراً إلى أنه تنتابه سـعادة غامرة كلما أسعف شخصاً مصاباً في حادث سير أو خلافه. وقال إنه وبقية أفراد طاقم العمل، بينهــم تفاهــم وتنســيق تام مـن دون تدخل الإدارة في توزيــع أيام الإجازات، لدرجة أنهم يطلبون العمل خلال أيام العيد، على أن يعوضوا في فترة لاحقة، إيماناً منهم بقيمة العمل الذي يقدمونه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©