الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإفراط في تناول اللحوم يفسد بهجة العيد

الإفراط في تناول اللحوم يفسد بهجة العيد
13 أكتوبر 2013 20:51
لعل الإفراط في أكل اللحوم خلال أيام عيد الأضحى المبارك من أكثر العادات التي تلقى رواجاً لدى كثير من الناس، وتقترن بمضاعفات صحية ضارة في كثير من الأحيان?،? رغم كثرة التحذيرات الطبية، في الوقت الذي يرى كثيرون أن عيد الأضحى ما هو إلا مناسبة سنوية لالتهام أكبر كمية من اللحوم، وبمعدلات تفوق استهلاكهم المعتاد. ورغم الفوائد الصحية الطبيعية من أكل اللحوم كمصدر رئيس للبروتينات والدهون والعناصر الغذائية الحيوية التي لا يُختلف عليها، فالإفراط إن كان لا يناسب الأصحاء، فما هو الحال بالنسبة للمرضى الذين سيتعرضون حتماً لكثير من المضاعفات إن لم يتقيدوا بالمحاذير الطبية بعدم الإكثار من تناول اللحوم؟ ينصح أطباء وخبراء تغذية بتقنين تناول اللحوم للمرضى الذين يعانون من عسر الهضم، والحموضة والانتفاخ، خاصة بعد أكل اللحوم الغنية بالدهون، وتسبب ارتفاع دهون الدم، وخاصة «الكولسترول» الذي يترسب على جدار الشرايين، إلى جانب التهابات المريء، وأمراض الكبد والمرارة، والنقرس، وقصور الكلى، فضلاً عن أمراض القلب والشرايين. فإذا كانت اللحوم غنية بالمواد المقوية للمناعة والعظام ومقاومة الأورام، فضلاً عن غناها بالعناصر الهامة كالبروتينات والفيتامينات والمعادن اللازمة لتكوين ونمو كرات الدم الحمراء، فلماذا يحذر الأطباء من الأضرار الصحية المترتبة على الإفراط في أكل اللحوم؟ عادات ضارة حول عادات الأكل في العيد، تقول الدكتورة افتتاح فضل: «اقتران عادات الناس في أيام عيد الأضحى المبارك بالإفراط في تناول اللحوم عادة لا يمكن منعها بطبيعة الحال، فخلال أيام العيد يتاح للناس استهلاك معدلات عالية من اللحوم خلال فترة زمنية قصيرة، وكثيرون لا يكترثون بالمحاذير الطبية، والأضرار تتضاعف على المرضى بأمراض معينة، وما من شك أننا لا نقصد هنا تخويف الناس من أكل اللحوم، أو إيجاد حالة من الذعر لديهم، سواء الأصحاء أو المرضى منهم، فلا غنى عن تناول اللحوم والاعتماد عليها كمصدر رئيس للبروتينات في الجسم، فضلاً عن غناها بالمواد والعناصر الداعمة لجهاز المناعة وتقوية العظام ومقاومة الأورام لاحتوائها مادتي اللينوليك والكارنتين المسؤولتين عن تحويل الدهون إلى طاقة داخل الجسم، ومده بالفوائد الغذائية والعناصر المهمة لتكوين ونمو كرات الدم الحمراء كالبروتينات والفيتامينات والمعادن كالحديد والفسفور والنحاس، كذلك فائدتها في عملية بناء الجسم وتعويض التالف من الأنسجة، لكن في نفوس الوقت يكون الإفراط في تناولها يسبب عند البعض عسر الهضم، ومن ثم الحموضة والانتفاخ، وخاصة لحوم الضأن الغنية بالدهون». وحول أخطار الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، يقول الدكتور أحمد منير، أخصائي ورئيس قسم أمراض القلب بمستشفى النور في أبوظبي: «الإفراط في تناول اللحوم، وخاصة لحوم الضأن تتسبب في رفع دهون الدم، خاصة «الكولسترول»، الذي يترسب على جدران الشرايين، وقد يتسبب في تصلبها في كثير من الأحيان، ومن ثم فإن تضاعف معدل البروتينات في الجسم ضار للغاية بمرضى النقرس عند الأشخاص المهيئين لذلك، لأنها ترفع مستوى حامض البول، ويسبب آلام المفاصل ومتاعب في الكلى، كذلك تسرّع من حدوث نوبة النقرس المؤلمة التي يمكن أن تسبب لصاحبها مشاكل النوم وتمنعه من الاستغراق فيه والراحة، حيث تتسبب في تكرار استيقاظه، من جانب آخر يسبب الإسراف في تناول اللحوم الدسمة أضراراً لمرضى الحصوة المرارية، حيث يؤدي ذلك إلى تحريك الحصوات في المرارة، وقد تذهب إحداها أو أكثر إلى القناة المرارية فتسدها وتسبب له مشاكل وآلاماً عديدة، مثل المغص والإعياء الشديدين، والغثيان والتقيؤات، وانتفاخ البطن، وعسر الهضم،» مضيفاً: إن المبالغة في استهلاك الأطعمة الدسمة يسبب فرطاً في إفراز حوامض المعدة، وبالتالي المعاناة من الحرقة المعدية وفي إيقاظ القرحة من غفوتها، دون أن ننسى أن الأكل الدسم يسبب خللاً في وظائف الأوعية الدموية، وهذا الخلل يصل إلى القمة في غضون أربع ساعات من تناول الوجبة، وفي حال توالي استهلاك الوجبات العالية الدسم، فإنه يترك آثاراً سلبية تراكمية تمهد الطريق نحو استيطان تصلب الشرايين، الذي يمهد الطريق للاحتشاءات والأزمات القلبية». مرضى الكلى يلفت الدكتور تامر فلفلة، استشاري أمراض الكلى والمسالك بمستشفى السلامة في أبوظبي، إلى مضاعفات زيادة البروتينات بالإفراط في أكل اللحوم، ويرى أن ذلك يمثل تهديداً مباشراً للمرضى الذين يعانون من القصور الكلوي، لأن ذلك يتسبب في ارتفاع نسبة البولة الدموية والكرياتين، وهذا ما قد يجعل الحالة الصحية تتدهور نحو الأسوأ، حيث إن البروتين يوجد بشكل كبير في اللحوم بأنواعها «الحمراء والبيضاء» ولحوم الأغنام والأبقار والدواجن، والبيض وغيرها، وتناولها بكميات كبيرة له تأثير مباشر على عمل الكلية، حيث إن استفادة الجسم من هذه البروتينات يحتاج إلى عملية قبل الاستفادة منها وهي إزالة مادة غير مرغوبة، بل وخطيرة، تُعرف بالأمونيا، وللتخلص منها يتطلب من الجسم طردها، ويتم ذلك عن طريق الكلية والكبد، لذلك فإن استهلاك البروتينات بشكل كبير يسبب إرهاقاً وزيادة عمل كل من الكبد والكلية، لذلك ينصح بالحد من استهلاك اللحوم بشكل كبير والاكتفاء بالقدر المناسب. ويضيف: «كما أن هناك مشكلة غير معروفة للعديد من الناس أن استهلاك كميات كبيرة من اللحوم سيؤدي إلى استهلاك كمية من السعرات الحرارية، والتي بدورها تزيد من تراكم الدهون داخل الجسم، وتتزايد هذه السعرات الحرارية بوجود كمية من الدهون بين أنسجة اللحوم، وتُعرف بالدهون «غير المرئية»، حيث إننا لا نستطيع أن نراها بالعين، كما نرى الشحوم البيضاء، وهذه الدهون تتواجد بين أنسجة اللحوم ما يؤدي إلى رفع مستوى المتناول من الدهون والتي بدورها ستؤثر على زيادة الوزن، وكذلك ارتفاع بعض مركبات الدم غير المرغوبة، مثل الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم، ما يؤثر على الإصابة بأمراض القلب المختلفة، لذلك يجب العمل على استهلاك بعض القطع قليلة الدهون للحد من مشاكل تراكم الدهون في الجسم، والعمل على تقليل مضار استهلاك اللحوم بشكل كبير. وتشير دراسات طبية إلى أن الأحماض الدهنية المشبعة تلعب دوراً مهماً في رفع مستوى الكولسترول في الدم، ما يشكّل خطراً يتمثل في الإصابة بأمراض القلب التاجية، فزيادة كمية الكولسترول في الدم تؤدي إلى تراكمه على جدران الأوعية الدموية، ومع مرور الزمن يحدث ضيق للأوعية الدموية، مما ينتج عنه تصلب الشرايين، الذي يؤدي إلى نقص في كمية الدم المتدفقة عبر الأوعية الدموية، ويعتبر الغذاء غير الصحي أحد العوامل المؤدية إلى ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم. وتعد لحوم الضأن من المصادر الغنية بالبروتين والدهون التي ترفع من دهون الدم، خاصة الكولسترول الذي يترسب على جدران الشرايين، وقد يتسبب في تصلبها في كثير من الأحيان. أخطار شواء اللحوم يعمد كثير من الناس إلى إقامة حفلات شواء للحوم الأضاحي في الأعياد، إلى ذلك، يشير الدكتور أحمد منير، أخصائي ورئيس قسم أمراض القلب بمستشفى النور في أبوظبي، إلى أضرار الإكثار من تناول اللحوم «المشوية» على الفحم، موضحاً: «تنصهر الدهون من اللحوم، وتتساقط على الفحم، ومن ثم تتكون مواد ضارة للغاية تترسب على اللحوم، على شكل مركبات وأكاسيد نيتروجينية، ومن مخاطرها المعروفة أنها تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض السرطانية على المدى الطويل، لاسيما لدى الناس الذين يعتمدون على هذه الطريقة في تناول اللحوم، والذين لديهم استعداد للإصابة بالمرض، لذلك يفضل الاعتماد على اللحوم المسلوقة». وينصح بتناول البقدونس مع اللحم المشوي، لأنه يعادل بعض المواد الحمضية الموجودة في اللحوم، ويساعد على سهولة إخراجها من الجسم وعدم حدوث الترسيب في الكلى، لاحتوائه على أملاح عضوية، ويخفض من أعراض ضغط ودهون الدم، كما أنه يقلل امتصاص الدهون ويسهل مرور الفضلات مع تباعد جزئياتها داخل الأمعاء، كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية، ويزيد من إفراز العصارة الصفراوية ما يساعد في عملية هضم المواد الدهنية، لذا ينصح دائماً بالاعتدال في تناول اللحوم، وعدم الإفراط، والابتعاد عن الدهون الموجودة في اللحوم، والمسببة للسمنة، وضرورة إزالتها قبل عملية الشواء، خاصة مرضى السكر والقلب وتصلب الشرايين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©