السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منازل حديثة تسير على طريق العمارة التقليدية المحلية

منازل حديثة تسير على طريق العمارة التقليدية المحلية
18 أكتوبر 2011 09:31
تميزت العمارة التقليدية المحلية بنواحٍ فنية وهندسية وجمالية كالأبراج الهوائية والزخارف الجصية والأبواب الخشبية، وعكست ذوق المجتمع الخاص والقيم والمفاهيم الاجتماعية والثقافية، فالعناصر المعمارية تعد مفردات تعبيرية ملازمة لتكوين الشكل في العمارة، ومن ثم فهي قابلة للتحسين والتطوير، إلى جانب أنها تعد العناصر المحققة للطراز والمؤكدة للشخصية المعمارية الخاصة كعنصر إخراج للصورة النهائية له. (دبي) - تتنوع العناصر المعمارية التقليدية بتشكيلاتها الجمالية وموقعها العام في البناء، وبالتالي الاختلاف من ناحية التركيب والحجم والأبعاد وخصائص انسجامها العام مع الوظيفية، ويقاس مدى ثراء وتنوع وتعدد الصفات المعمارية والإنشائية للمبنى، من خلال تنوع وتعدد الصفات المعمارية والانشائية للمبنى ومناسبتها للقالب الوظيفي والمعماري والانشائي، وبالتالي تعتبر تلك العناصر في العمارة بمثابة المقياس الحضاري الذي يعكس مستوى الحالة الثقافية للمجتمع. فلم يبق الطابع المعماري محصوراً في الأحياء القديمة التراثية ولكن نجده في كثير من الأحياء السكنية الجديدة التي تحلت بالرداء التقليدي، وأصبحت واجهتها تنطق وتحاكي الطراز المعماري التراثي القديم، التي تمثل ملح هذه الأرض وهويتها وحضاراتها. تحف تراثية ونجد أن العمارة التقليدية المحلية، قد دمغت بالمفاهيم الاجتماعية السائدة التي أثرت في تفاصيل أبنيتها ومخطاطتها الهندسية، فهذه وقفة نطل من خلالها على ملامح العمارة التقليدية التي تعد تحفة تراثية قائمة بذاتها، وهنا يطلعنا على تفاصيل البناء التقليدي المهندس المعماري رشاد بوخش رئيس جمعية حماية التراث العمراني، والذي أشار إلى عناصر عدة مهمة يقوم عليها البناء المعماري التقليدي، منها الفناء الداخلي، وهو فراغ مركزي مكشوف، وغالباً ما يكون منتظم الشكل أقرب إلى المربع، وتتوزع حوله الاستخدامات، وهو بذلك مصدر ربط أجزاء المبنى الداخلي بعضها بالآخر وفق تدرج فراغي حسب طبيعته الوظيفية وتصميمه بالعمارات التقليدية، فهو لا يخضع لقاعدة شكلية أو نسب ثابتة ولكن وجوده محوري ضمن المبنى سواء كان مركزيا أو جانبيا ويتخذ الشكل المنتظم، وقد تتعدد الفراغات في المبنى الواحد حسب المساحة المتاحة. براجيل وأبراج هوائية والعنصر الثاني نجد البراجيل والأبراج الهوائية حيث يأخذ البرجيل الشكل المنتظم المربع كبرج متعامد القطرين مفتوح من الجهات الأربع وموقعه عادة أعلى الغرف الرئيسية وتعد مكوناته المعمارية والجمالية استكمالا لشكل واجهات المبنى بل أصبح يشكل رمزا للطابع وعلامة مميزة لخط السماء التقليدي في العمارة التقليدية، وقد وجد على نوعين حسب طبيعة المبنى، فالنوع الثابت للمبنى التقليدي وهو الذي عادة ما يستخدم للعريش ويعمل البارجيل على تغيير مسار الريح العمودية للداخل عن طريق إغلاق الفتحات الثلاث للبارجيل، وترك الفتحة المقابلة لاتجاه الريح مفتوحة باستخدام ألواح خشبية تكون مرتبطة بأعمدة خشبية تصل إلى الغرفة أسفل البارجيل، كما يمكن أن يكون مرتبطاً بأعمدة خشبية تصل إلى الغرفة أسفل البارجيل، وقد يكون للمبنى الواحد اكثر من بارجيل واحد. وقد أثبت البارجيل فعاليته في مواجهة ظروف المناخ على مدى حقب زمنية متعاقبة. أما ملاقف الهواء فهي أشكال معمارية داخل تجاويف متداخلة بحيث تسمح للهواء بالمرور خلالها وفق تسريب الهواء أفقيا ثم عموديا نحو الغرف أو الفراغات الداخلية للمسكن دن ولوج الضوء داخل الغرفة أو الفراغ، وبالتالي الإحساس بالهواء المستمر من دون فتحات مباشرة وشكلها المعماري بسيط التعبير وتكمل شكل التكسية الخارجية من دون أي زخارف تقليدية. أعمدة ناقوسية أما العنصر الآخر فيخص الأعمدة والعقود، موضحا بوخش، أن أهم ما يميز الأعمدة التقليدية هو البعد عن الزخرفة في بدن العمود، مع عدم إبداع النسب الكلاسيكية الجمالية سواء على مستوى أجزاء البدن والتاج او على مستوى المسافات البينية وغالبا ما يتكون العمود من جزأين بدون قاعدة، تمشيا مع إطار التشكيل، العام ومن أهم أنواع الأعمدة التي انتشر استخدامها مع العمارة التقليدية الأعمدة الناقوسية المجردة أو ذوات القنوات المرسومة بالفحم بالنسبة للتاج، كما ظهر العمود ذو التاج المنبطح. وتميزت العقود المستخدمة في العمارة التقليدية ببساطتها وقلة زخارفها التي اعتمدت غالبيتها على العقد نصف الدائري سواء الصريح او المفصص، وقد شاع استخدامها في الإيوانات والشرفات الداخلية أو المداخل البارزة، واستخدمت في الدخلات المتكررة على الواجهات وهذه العقود أخذت الطابع الزخرفي، حيث اعتمد بصورة أساسية في تسقيف الفتحات على العوارض الخشبية. تجربة محلية ويضيف بوخش: تعد الزخارف بأنواعها المختلفة، خاصة الجصية الخشبية والزجاجية والمعدنية، ما هي إلا نتاج للتجربة المحلية التي تعبر عن النواحي التعبيرية والوجدانية، كما أنها تعبير عن الجدلية التي قامت بين البيئة والعقل الإنساني من منظور إيجاد الأبعاد الرمزية للإنسان المسلم والمتمثلة في العوامل السكيولوجية النفسية والتاثيرات الاجتماعية. وتعتبر الزخارف الجصية من العناصر المميزة للعمارة التقليدية من الناحيتين الوظيفية والجمالية، وقد تنوعت الزخارف بين العناصر النباتية والهندسية، وهذا ما نجده في الزخارف الجصية، ونجد أيضا الأخشاب التي حفرت عليها أشكال زخرفية متنوعة هندسية ووحدات شريطية متكررة وعناصر نباتية مستوحاه من البيئة المحلية وقد تمثلت بشكل عام في الأبواب والنوافذ والمشربيات باختلاف أنواعها، ومنها ما نفذ بأسلوب الحفر البارز أو الغائر. والعنصر الأخير الذي تطرق إليه هي الفتحات والدخلات التي اتخذت أشكالا معمارية ذات إيقاع ونسب معروفة، وتنوعت في البعد الرأسي أو الأفقي للواجهات بحيث تسمح بالانتقال من نطاق فراغي إلى آخر من خلال مستوى كتلي بسيط، ومن ثم فهي تجسد العلاقة بين ما هو داخلي وخارجي وقد ارتبطت وظيفتها بالجدار كفاصل ورابط بينهما، واتخذت العمارة التقليدية من الزخارف والأبعاد والمقاييس ما يرتبط بالحالة المعمارية والطبيعة التشكيلية للواجهات، وعادة ما تكون مستطيلة ومتكررة وتكون عبارة عن وحدتين، إحداهما مفتوحة حيث تميزت تلك الدخلات بالتزين الركني أو الأفقي أو المعقود بعقد بسيط نصف دائري. أبواب داخلية وخارجية يقول المهندس المعماري رشاد بوخش رئيس جمعية حماية التراث العمراني: كانت للأبواب والنوافذ أهمية خاصة في العمارة التقليدية، وأخذت نمطا محليا مميزا وتنوعت فيها الأشكال والمسميات تبعا للوظيفية والشكل والنقوش ونوع المبنى الذي تستخدم فيه، حيث يصنع الباب من ألواح خشبية مرصوصة بجانب بعضها بعضاً بشكل محكم، وتثبت بواسطة مسامير حديدية، وفي بعض الأحيان يكون هناك باب صغير في أحد مصراعي الباب الكبير، أما الأبواب الداخلية للغرفة فهي أخف وأقل متانة من الأبواب الخارجية، وكانت الأقفال التي تستخدم لإغلاق الأبواب من الحديد أو النحاس، ومعظمها تكون على شكل مزاليج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©