الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«من قديمكم إلى جديدهم» مبادرة إنسانية تتبناها «خيرية» الشارقة

«من قديمكم إلى جديدهم» مبادرة إنسانية تتبناها «خيرية» الشارقة
5 أكتوبر 2012
(الشارقة) - من منطلق المسؤولية الاجتماعية، وتوافقاً مع مبادئ التكافل المجتمعي بين الأفراد والأسر على مستوى الدولة، حرصت جمعية الشارقة الخيرية وعلى مدى عامين كاملين على تطوير مشروعها الإنساني «من قديمكم إلى جديدهم»، الذي يهدف إلى جمع الملابس المستعملة من المتبرعين بها من خلال حاويات خاصة أنشئت خصيصا لهذا الغرض، تسهم هذه الجمعية في العمل الخيري بجانب الهلال الأحمر الإماراتي الذي ينتشر في أماكن متفرقة بين ربوع إمارات الدولة كافة، فتسهل على المحسنين والراغبين في التبرع بما يفيض عن حاجاتهم لفائدة الأسر المعوزة والمحتاجة، ترويجا لثقافة الصدقة، وتفعيلا لمبادرات العمل الخيري التطوعي الذي يعود بالنفع على جميع فئات المجتمع. عن المشروع الهادف، قال راشد صالح بن حماد رئيس قسم الحصالات والكوبونات والحاويات في الجمعية، إن هذا المشروع مبادرة إنسانية يتكافل من خلالها الغني والفقير، لنفتح من خلالها أبوابا جديدة لعمل الخير، وندعم مبدأ المشاركة الوجدانية والعدالة المجتمعية بين الناس، فتتبرع الأسر ميسورة الحال للأسر المعوزة، ترغيباً بالصدقة وعمل الخير الذي تدعو إليه نصوص الكتاب والسنة، وكي يكمل الإنسان إيمانه فيحب لأخيه ما يحبه لنفسه، ويستشعر مسؤوليته اتجاه أفراد مجتمعه، فيتمكن من عمل ما يتوجب عليه اتجاه من هم أقل حظاً منه وأكثر احتياج لدعمه ومساندته، وبهذا يستطيع المساهمة في رفع ولو جزءاً يسيراً من معاناة فرد آخر من أبناء أمته، مخففا بتبرعه هذا بعضا من همومه، وسادا شيئا من حاجته الإنسانية، جبرا لخاطره ورفعا لمعنوياته، مكفيه إحراج السؤال وحافظا له ماء وجهه وكرامته. واجبات مجتمعية ويتابع، نحن في جمعية الشارقة الخيرية أحببنا أن نكون واسطة بين المحسنين والمعوزين، وأن نسهل وصول التبرعات لمستحقيها، كما رغبنا أن نكون جزءاً من منظومة التكافل المجتمعي بين مختلف الفئات، مسهلين بمشروعنا الخيري هذا على كل الأطراف القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم المجتمعية، عن طريق نشر أعداد كبيرة من حاويات التبرع بالملابس المستعملة في مختلف أنحاء الشارقة والمناطق الشرقية والوسطى منها، مزيدين من عدد الحاويات بشكل مطرد ومنذ بدء انطلاقة المشروع قبل حوالي 24 شهرا وإلى يومنا هذا، ليصل عددها حاليا إلى أكثر من 650 حاوية بحجمين مختلفين، حيث تستوعب الأولى منها 500 كيلو جرام، بينما تتسع الثانية لـ 750 كيلو جراما، لتوزع في العديد من المناطق السكنية وعند المساجد والمدارس والجامعات ومراكز التسوق والساحات العامة، في وسط المدينة وضواحيها كالمليحة والذيد والحمرية وخورفكان وكلباء ودبا الحصن. آلية العمل وحول تفاصيل آلية عمل هذه الحاويات، أوضح أنها تفتح ويفرغ من محتواها بشكل يومي من قبل لجان خاصة شكلت من قبل الجمعية خصيصا لهذا الغرض، بحيث تعمل كل لجنة بإشراف قسم إدارة الحاويات، وذلك بالتعاون مع شركتين خبيرتين في هذا المجال، حيث يتم الفرز والتصنيف لمحتوى كل حاوية على حدة، لتقسم هذه الملابس والأحذية والحقائب النسائية المستعملة حسب النوعية، والحالة والقياس والجودة والتصنيف وخلافه، مما يسهل من آلية العمل بحيث تفرز القطع الجديدة وشبه الجديدة التي يمكن الاستفادة منها وإعادة توزيعها على المحتاجين، عن القطع الأخرى المستهلكة والقديمة جداً والتي تباع لشركات خاصة تعيد تدويرها. عمليات الفرز أما عبدالله سيف بن هندي مدير الشؤون الإدارية والمالية في الجمعية، فيقول، تتم عمليات الفرز والتصنيف والبيع أو التوزيع لمحتوى الحاويات من الملابس المستعملة بشكل احترافي متقن، ويقسم العمل عبر لجان منظمة من قبل الجمعية، حيث يعمل الجميع بروح الفريق لتقديم أفضل ما يستطيع في هذا المجال، فالغرض في النهاية هو تقديم خدمة اجتماعية وتسهيل عملية التبرع الخيري ويوصيله لمستحقيه من الحالات المسجلة لدينا، علما بأننا وصلنا حاليا لأكثر من ألفي أسرة معوزة مسجلة في الجمعية بكافة فروعها، والتي حصرت بعد دراسة ميدانية واجتماعية لكل حالة على حدة، ليتم فيما بعد نقل هذه الملابس جيدة الحال لمقار الجمعية وتتم دعوة الأسر الراغبة باختيار ما يلزمها ويسد حاجتها منها، أما المتبقي وغير الصالح من هذه الملابس فيتم بيعه للشركات والاستفادة من ريعه في دعم مشروع الكوبونات الشرائية التي توزع من وقت لآخر على مستحقيها من الأسر والأفراد. استثمار الأموال ويكمل، لقد قمنا بدعم من المحسنين وتوظيفا لريع بيع هذه الملابس المستعملة لعدد من الشركات، باستثمار هذه الأموال لخدمة أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة للدعم والمساعدة، حيث تعاونا مؤخرا مع عدد من الخياطين الذين يساهمون بخياطة ثلاث «كنادير»رجالية مع كافة مستلزماتها من الأشمغة وخلافه لكل حالة، لتوزع على مستحقيها من أبناء الأسر اليتامى والمعوزين، كما تعاقدنا مع بعض معامل الخياطة النسائية لنفس الغرض لتوفر بدورها قطعا جديدة من الملابس والعبايات المفصلة على الحالات المستحقة لها، علما بأن دخلنا السنوي الذي جاء بفضل بيع الملابس المستعملة والقديمة للشركات وصل إلى حوالي 5 ملايين درهم سنويا، ونتوقع زيادة كبيرة لمشروع “من قديمكم إلى جديدهم” في هذا العام قد تصل إلى حوالي 8 ملايين درهم بإذن الله، مما يدل على مدى نجاح هذا المشروع الإنساني الخيري، وكيف أن هذه الحاويات المنتشرة في كل مكان من الشارقة قد قامت بدورها في تسهيل عملية التعاطي مع الصدقات والتبرعات بشكل سلس وبسيط”. وأضاف المتبرع عبدالله الزرعوني 60 عاماً، أن الحاويات نجدة لنا، ومكنتنا من ممارسة دورنا في الخدمة الاجتماعية بشكل بديع، حيث كنا نتأخر أحيانا عن فعل الخير ونتقاعس عن القيام بواجبنا الإنساني اتجاه الفقراء، بسبب الانشغال وعدم وجود الوقت وبعدنا عن مقار الجمعيات الخيرية، ولكن بفضل الله تمكنا الآن من التبرع بكل أريحية ويسر، حيث أصبحت هذه الحاويات موجودة بالقرب من مناطقنا السكنية وتجاور مساجدنا، فنراها قريبة منا وكأنها تنادينا لنتبرع بما يفيض ويزيد على حاجتنا إلى من هم أكثر احتياجا لها، وأنا كوني أبا لأسرة كبيرة أجد الكثير من فائض الملابس المستعملة والصغيرة لأفراد عائلتي كل عدة شهور، فأجمعها في أكياس كبيرة وأضعها في الحاوية القريبة من بيتي، مما يجعلني مرتاح الضمير لأني قمت ولو بقدر يسير بما يتوجب علي كإنسان وكمسلم. أما المتبرعة، أم سلطان، فترى أنها فكرة سديدة سهلت على الكثير من الأسر التبرع بالملابس المستعملة والقديمة من أجل غرض إنساني هادف، كما أنها ترسخ ثقافة العمل الخيري وتعمق التواصل بين الطبقات، وتراها مثالية لمن يعجز عن الوصول لمقار الجمعيات الخيرية، أو يتعذر عليه الوصول لنقاطها، لأن الحاويات أصبحت هي الحل، فهي موجودة وقريبة وثابتة وتقوم بخدمة ممتازة في التخلص من الملابس والحاجات الفائضة ليتم التعامل معها وإعادة توظيفها في خدمة المجتمع بشكل حضاري وراق. ظروف صعبة وقالت حالة مستحقة للمساعدة: لقد أكرمونا أكرمهم الله، ولم يقصروا في خدمتنا وحل مشكلاتنا بكل محبة واحترام، فكوني أباً لأسرة من طفلين والمعيل الوحيد لوالدتي وأخواتي البنات، فقد مررت بظروف صعبة جدا، ولم أكن لأتجاوز محنتي المادية وعجزي عن إيجاد عمل مناسب، إلا من خلال مساعدة جمعية الشارقة الخيرية، حيث تصرف من قبلهم وبشكل دوري كوبونات شرائية بعدد أفراد عائلتي، فنسد بها احتياجاتنا وتعيننا على تجاوز ظروف الحياة، وأجد شخصيا أن فكرة خدمة التعامل مع مشاغل الخياطة النسائية والرجالية أكثر من رائعة، فمن خلال كوبون الجمعية المجاني أتوجه بأطفالي من وقت لآخر إلى خياط الجمعية، لاختار وأفصل لهم ما يلزمهم من أفضل الخامات، وبهذا نتمكن جميعا من الحفاظ على مظهر كريم وشكل مناسب، يحفظ لنا كرامتنا وماء وجوهنا أمام الناس، ولا شك أن هذه الخدمة الراقية وهذا التعامل الإنساني النبيل يوفر للكثيرين من ضعاف الحال فرصة جيدة للتغلب على محن الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©