تستيقظين صباح اليوم التالي لليلة انتخابات المجلس الوطني، فيأتيك عبر الأثير حوار بين امرأتين شابتين حول برنامج كل منهما الأسبوعي لتكتشفي أنه مختزل في التسوق وزيارات الصديقات، وهنالك حفلة عرس وعرض أزياء وينتهي البرنامج. تضعين يدك على رأسك.. لا ليست هذه البرامج مع اعتزازي بأنوثتي، أبحث عن برنامج عمل. برنامج أشاهده في الإمارات اليوم، تعرضه المرأة في كل مواقعها من موقعها كربة أسرة وعبر موقعها في مختلف الوظائف من أكاديمية وإعلامية وعسكرية وسيدة أعمال ودبلوماسية وإدارية من الطراز الأول. برنامج اختزلته أمهات كبيرات في السن ومن على كراسي متحركة جاءت أخوات معاقات للتصويت من مناطق متفرقة، وأضافت عليه أمهات شابات اصطحبن أطفالهن إلى مراكز الاقتراع. صورة إيجابية للمرأة تدحض تلك النمطية.
وبغض النظر عن عدد من فاز ومن لم يفز من الأخوات المرشحات، إلا أن فوز امرأة واحدة هو في حد ذاته إنجاز، كما هو سعي المرأة إلى الترشح، فلا شيء يدعو إلى الشعور بالإحباط أو الارتباك كما شاهدنا لدى البعض، حيث كانت من بين الأخوات من تعتقد أن باب الترشح والانتخاب مفتوح لكل مواطن، ورد اسمه في الجريدة أم لم يرد، والبعض ممن ظهرت أسماؤهن في قوائم الناخبين ومن علمت بذلك في اللحظة الأخيرة. ولم تعد تعرف حتى أين وكيف وما إن كان الوقت لا يزال يسعفها للوصول إلى أقرب مركز تصويت. ومنهن وللأسف من لم يأذن لها زوجها بالتوجه إلى مركز الاقتراع ونحن في الإمارات 2015؟
والحقيقة أنك كنت تتمنين أن تسمعي صوت الأستاذة ناعمة الشرهان بدل هذا الإعلان في الصباح الأول الذي أعقب فوزها بمقعد في المجلس الوطني لإنعاش المحبطات، لأننا نفخر بها وبأخواتها اللاتي خضن تجربة الانتخابات وشاركن فيما يعزز اكتمال مواطنة المرأة وحضور رأيها في كل ما يتعلق بصناعة القرار وصياغة التشريعات والقوانين. كنا نتمنى أن نعرف ما إذا كان برنامجها الانتخابي سيتحول إلى برنامج عملي. فالواقع أن مشاركة المرأة في البرلمان هي ممارسة تنموية سواء كانت برامجها موجهة للمرأة أو المجتمع ككل، وسواء كانت تتعلق بنشر الوعي أو بتمكين المرأة أو نشر الثقافة البرلمانية. مشهد رائع حقيقة نتمنى أن تكتمل روعته في الدورات القادمة بتصويت المرأة للمرأة.
عدد اليوم
