الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سانيتا ليسيتسا: امرؤ القيس وراء شغفي بالصحراء وعذرية المنطقة «الغربية» حرضتني على رسم لوحاتي

سانيتا ليسيتسا: امرؤ القيس وراء شغفي بالصحراء وعذرية المنطقة «الغربية» حرضتني على رسم لوحاتي
3 يناير 2011 19:29
تعلمت سانيتا ليسيتسا، القائمة بالأعمال في سفارة البوسنة والهرسك بأبوظبي نائبة السفير، اللغة العربية، وعشقت الصحراء قبل أن تلمس رمالها، شغفت بقمرها وشمسها وبحارها، ارتمت في حضنها، وشكلت شغفها بتقاليدها وعاداتها وثقافتها لوحات من الرمال التي عرفتها قبل أن تعرف معنى الصحراء من خلال المعلقات، وبالأخص من أشعار امرؤ القيس. أقامت سانيتا ليسيتسا، القائمة بالأعمال في سفارة البوسنة والهرسك بأبوظبي نائبة السفير، معرضا شخصيا على هامش فعاليات مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل، في دورته الرابعة، تحت عنوان “روح الغربية”، وضم بين جنباته 15 لوحة. عذرية الطبيعة عن أعمالها الفنية، وعن تأثير الدبلوماسية في حياتها الشخصية، تقول ليسيتسا “تعرفت على الصحراء وأجوائها وتخيلتها قبل أن ألمس رمالها، حدث ذلك حين كنت أدرس في البوسنة لأتعلم اللغة العربية، تجاوزت تعلم أبجديات الحروف لأتعلم الشعر وأتعمق فيه، عشقت المعلقات، ومن فخاخ كلامها تعلقت بالصحراء، وعلقني بها امرؤ القيس من خلال هذه الأبيات “قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ”، وبت أبحث عن تفاصيل الصحراء وثقافتها، وحين قدمت إلى الإمارات، تجاوز الواقع حلمي الذي كونت، فكانت بيئة رائعة للإبداع. وعن سبب تعلقها بالفن، تقول “نشأت في بيت متيم بالأعمال اليدوية منهن عماتي وأمي وخالاتي وأختي، كلنا نعشق التطريز وشغل أوقات الفراغ بأشياء مميزة تنم عن ذوق رفيع، هكذا وجدت نفسي أرسم وأطرز، وكان ذلك بالنسبة لي استراحات من هموم الدنيا وعنائها، هكذا عندما قدمت إلى الإمارات وزرت العديد من مناطقها وجلت بقلب صحرائها، وسهرت مع عائلتي في البر تحت ضوء قمرها، فكونت رؤية خاصة بي في التعاطي مع مكوناتها الطبيعية، ولأنني عشقت أرضها وناسها وتربتها فإنني شكلت من كل هذه المعطيات لوحات فنية من الرمال”. وتتحدث سانيتا عن معرضها الذي شاركت به في مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل، في دورته الرابعة فتقول “أطلقت على المعرض “روح الغربية” والمعرض يتكون من 15 لوحة، مرسومة كلها بالرمال منها أربع لوحات مرسومة من بيئة السعودية واليمن والبحرين، أما باقي اللوحات كلها مستلهمة من الإمارات، ومن روح المنطقة الغربية بالتحديد، فهناك وجدت الطبيعة العذراء التي لم تمسسها يد إنسان ولم تعبث بها، وجدت كل شيء في طابعه الأصيل، الناس الصحراء الجمال الرمال”. وتتابع “ثلاث سنوات ونصف بالإمارات في إطار عملي كانت كفيلة بتكوين فكرة عن كل جزء بها، هكذا أدركت أن رمال المنطقة الغربية بها خاصية رائعة تتفرد بها، وهو لون رمالها الأصفر الصافي، ولون آخر متدرج عن لون الأصفر المائل إلى اللون البرتقالي المحروق بالشمس، ربما الأمر ليس كذلك، لكن هذا ما أراه بعيني”. وعن خصوصية رمال الغربية، تقول ليسيتسا “رأيت الغربية ورمالها من فوق أثناء رحلة استكشافية في طائرة هليوكبتر، استمتعت فيها بجمال الغربية، ومن غير أي هدف كنت أشكل لوحاتي من رمالها، هذه اللوحات تتحدث عن بيئتها وعن طابع ناسها، إذ شكلتها في فترات متفاوتة، وكل لوحة تحمل قصة ولها ظروف معينة”. روح المهرجان عن طريقة مشاركتها في مهرجان الظفرة، تقول ليسيتسا “كنت في تواصل دائم مع بلدية الغربية، وحين وجدت البيئة مناسبة لهذا لعرض لوحاتي فإنني اقترحت الفكرة، وكانت فعلا فكرة جديدة قوبلت بتقدير، وقالوا إن اللوحات تناسب روح المهرجان، خصوصا وأنها عبارة عن وجوه لبعض الرموز في الإمارات، وأخرى للبيئة الإماراتية، ولوحة بها آية قرآنية، وتفاعل الناس كثيراً مع هذه اللوحات وخاصة الزوار الأجانب، حيث كان هناك اهتمام كبير من جانبهم من خلال أسئلتهم الموجهة عن تفاصيل اللوحات وكيفية رسمها”. وتؤكد ليسيتسا أنها اللوحات غير مخصصة للبيع، وتوضح “لكل لوحة قصة وحكاية، وكل واحدة شكلت في ظروف معينة، وكل واحدة لي ارتباط معنوي معها، كما أن كل لوحة مرتبطة بلوحة أخرى قبلها أو بعدها، فعندما ترى مثلا لوحة القمر فهذا يذكرني بسهرة قضيتها مع أهلي في ليل الصحراء”. وارتباط ليسيتسا بلوحاتها نابع من حبها للغة العربية، إلى ذلك، تقول “أذكر أنني حين كنت أدرس اللغة العربية في البوسنة من أجل تطوير مهاراتي من جهة لأنني كنت صحفية، ومن جهة أخرى لاكتشاف عوالم أخرى، عشقت اللغة العربية، وعشقت كل ما كنت أدرس من أشعار، وأذكر أننا كنا ندرس المعلقات وأشعار امرؤ القيس، فكنت أطلق عنان التخييل والتأمل في عوالم الصحراء ورمالها وناسها وثقافتها وشجاعة رجالها، هكذا عشقت الصحراء قبل أن ألمس رمالها، وكنت أتصور عنترة بن شداد، وأتصور ما قيل عن الصحراء وجمالها والخيول والجِمال بها”. وتشير ليسيتسا إلى أنها بدأت الرسم عن هذه الطبيعة مستعملة الألوان الزيتية، وتقول “الرسم هبة، ولا أعرف كيف بدأت، ولكني أعرف أنني أسير في اتجاه ما أعشقه فأبلوره لوحات ناطقة، ولا أنكر أن المزاج يتحكم في تركيبة اللوحة وألوانها، واللوحة الناجحة هي التي يتم تضمينها شعور الرسام، وكما أحب الرسم أحب التطريز، واندفاعي نحو هذا أو ذاك حسب الوقت وبحسب نفسيتي، ولكن أحب الرسم أكثر من التطريز رغم نجاحي في صنع مطرزات يشهد لها الكثير بالجمال والإتقان”. الدبلوماسية والحياة حول الدبلوماسية وتأثيرها في حياة ليسيتسا الشخصية، تقول “أنا دبلوماسية في العمل، ولست دبلوماسية في حياتي العادية، هكذا أتصرف مع كل الناس بعفوية كبيرة، وهناك من الدبلوماسيين من تطغى عليهم الدبلوماسية حتى في حياتهم العادية، إلا أنني أمارس حياتي بشكل طبيعي، أحب التسوق أحب التجوال في الأماكن العامة، ولذلك شاركت في مسيرة عيد الاتحاد بسيارتي الشخصية وعلقت وسط الزحمة ساعات طوال، هكذا أحب أن أعيش أحداث وثقافة البلد الذي أعمل فيه”. وعن أهدافها المستقبلية، تقول ليسيتسا “أتمنى أن أقوم بعملي أحسن قيام وأمثل بلدي أحسن تمثيل، وأتمنى أن أكمل خطواتي الدبلوماسية وأتدرج في عملي لأصبح سفيرة البوسنة والهرسك في أحد الدول العربية وخاصة الخليجية، وذلك نابع من عشقي لهذه البلدان ولثقافتها وعاداتها وتقاليدها”. ويشار إلى أن ليسيتسا فازت بالجائزة الثانية ضمن مسابقة نظمتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وشاركت في العديد من المعارض، إلى ذلك، تقول “تعتبر هذه أول مسابقة أشارك بها، وأنا سعيدة بالمركز الثاني، وشاركت في العديد من المعارض في البوسنة والبلقان”. وفي سياق العلاقة بين الصحافة والدبلوماسية، تقول ليسيتسا “الصحافة تشبه إلى حد كبير الدبلوماسية، فكل منهما مبنية على بناء شبكة علاقات وامتلاك مهارات ((((التخاطبظظة)))) وحسن المعاملة وحس المبادرة وخلق الأفكار، والصحافة هي التي دفعتني نحو العمل في الخارجية كوني درست العديد من اللغات ومنها اللغة العربية، ما أهلني لزيارة العديد من البلدان العربية من أجل إجراء مقابلات وتغطيات أحداث ومن هذه البلدان العربية أذكر فلسطين والبحرين والسعودية والأردن وقطر وعمان وليبيا ومصر”. جنازة عرفات ضمن الأحداث التي تذكرها في إطار عملها الصحفي، تقول سانيتا ليسيتسا أنها أثناء حضور جنازة ياسر عرفات، أدركت الصعوبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، الكل يعيش في خوف دائم، ساقني حسي الصحفي لإجراء تحقيقات عن كيفية العيش والدراسة والسير في شوارع فلسطين فأدركت صعوبة التنقل والخوف الذي يسكن الأمهات على الخصوص، فمن يخرج من البيت متوجهاً لعمله أو لمدرسته قد لا يرجع مرة ثانية”. وتذكر أنها عندما رجعت إلى البوسنة بعد زيارتها إلى فلسطين قررت هي وأختها تأسيس جمعية خيرية لدعم المحتاجين في فلسطين، إلى ذلك تقول “أسست أنا وأختي هذه الجمعية، لكن كانت البوسنة أيضا تعيش ظروفا صعبة جدا، فبدأنا بتقديم مساعدات محلية، وبعدها قدمت إلى الإمارات مع أهلي في إطار عملي، وحين أرجع سأكمل المشوار”. وتضيف “من خلال عملي في الإمارات لاحظت أن الناس مهتمون جدا بأعمال الخير وهذا ألمسه من خلال بعض الاتصالات الشخصية من طرف بعض المواطنين الذين يريدون كفالة الأيتام أو بناء مساجد، ناهيك عن موائد الرحمن في رمضان، وغيرها من المبادرات”. معايير الصحفي المتميز من خلال الصحافة، ومنها كونت رؤية خاصة للحياة وللعالم أجمع، وعن منظورها للصحفي المميز، تقول ليسيتسا “في نظري الصحفي المميز هو الصحفي الشجاع، الذي يعرف ماذا يريد، ويرسم أهدافه ويسعى لها بجدية، ويجب أن يتخلص من الخوف، وأن يكون مندفعا نحو الحدث، ويميل للتميز، وأن يمتلك الموهبة بالإضافة إلى تقنيات العمل، وأن تكون له ثقافة شاملة تمكنه من النظر بعمق إلى أي موضوع، وأن يطور نفسه دائما، فأنا مثلا لم تكن لي دراية بالاقتصاد حين تكلفت بتغطية الأحداث الاقتصادية في البوسنة، فدخلت دورات تدريبية في الصحافة الاقتصادية، وبدأت أتابع كل ما هو اقتصادي، ودرست لغات، وكونت ثقافة جديدة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©